تعرف معنا على "أوبتيموس" الروبوت البشري

يذكر أن "أوبتيموس" ليس محاولة شركة "تيسلا" الأولى في صناعة الروبوتات، إلا أن ما يميز طراز "أوبتيموس" هذا هو خطط الشركة لإنتاج الملايين منه وبيعها بسعر لا يتجاوز 20000 دولارا للروبوت الواحد.

تعرف معنا على

(توضيحية)

إذا كنت تظن أنك قد سمعت اسم "أوبتيموس" من قبل فلست مخطئا. فأوبتيموس برايم هو أحد شخصيات سلسلة الأفلام الأميركية (The Transformers) الشهيرة وقد كان قائد مجموعة الرجال الآليين الفضائيين. أما "أوبتيموس" الذي نتحدث عنه اليوم فهو رجل آلي أرضي من المفترض أنه يشبه البشر وليس الفضائيين.

إعلان تيسلا عن روبوتها أوبتيموس

إعلان تيسلا عن روبوتها أوبتيموس

قامت "تيسلا" بالإعلان عن اختراعها الجديد وهو روبوت أو رجل آلي له صورة بشرية في حدث الشركة للذكاء الاصطناعي يوم 30 أيلول/سبتمبر 2022. قام الروبوت الجديد الذي أطلق عليه اسم "أوبتيموس" بالمشي داخل القاعة بشكل بطيء ومهزوز ثم لوّح بيده للحضور قبل أن يؤدي رقصة بسيطة بيديه، وفي النهاية التف الروبوت وعاد إلى الوراء خلف الكواليس.

قامت الشركة بتطوير هذا الروبوت في شباط/فبراير من العام الماضي وفق ما أفصح عنه مديرها التنفيذي ومالك "تويتر"، إيلون ماسك، وأضاف أن هناك نسخة متطورة أكثر منه وأقرب إلى الروبوت الذي يطمح إلى إنتاجه بشكل تجاري وبيعه للعامة خلال السنوات القليلة القادمة وقد جرى حمل هذه النسخة المطورة إلى المسرح حيث قامت بالتلويح للحضور أيضا علما أنها تحت التطوير حاليا لتتمكن من المشي مثل "أوبتيموس" أو أفضل.

يذكر أن "أوبتيموس" ليس محاولة شركة "تيسلا" الأولى في صناعة الروبوتات، إلا أن ما يميز طراز "أوبتيموس" هذا هو خطط الشركة لإنتاج الملايين منه وبيعها بسعر لا يتجاوز 20000 دولارا للروبوت الواحد.

ووفق تصريحات المدير التنفيذي لشركة "تيسلا" فلا زال هناك الكثير لإنجازه لتحسين أداء أوبتيموس وإثبات جدارته وأن هذا الروبوت خلال 5 أو 10 سنين سيكون مدهشا وخارقا.

ومع أن الروبوت الذي جرى تقديمه للحضور في مركز الشركة في بالو ألتو بدا محدود القدرات واقتصرت تحركاته على التلويح لهم، فقد تمكنوا من مشاهدة فيديو توضيحي يظهر "أوبتيموس" وهو ينقل الصناديق ويحمل قضبانا معدنية في أرض أحد المصانع.

شركات السيارات وتصنيع الروبوتات

إذن، فقد انضمت شركة "تيسلا" الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية الذكية إلى مجموعة مصنعي السيارات الذين يخوضون تجربة تصنيع الروبوتات. على سبيل المثال تمتلك هيونداي مجموعة تضم مئات الروبوتات ذات الهيئة البشرية والحيوانية وذلك بعد أن استحوذت على الروبوتات التي تعود إلى شركة (Boston Dynamics)، أما بالنسبة لشركة فورد فهي شريكة مع (Oregon Start-up Agility Robotics) المختصة بصناعة الروبوت الذي يسير على قدمين ويملك ذراعين وبذلك يتمكن من المشي وحمل الأغراض.

إلا أن روبوت شركة هوندا المدعو "أسيمو" يعتبر الأكثر تفوقا. جرى الإعلان عن "أسيمو" من قبل شركة هوندا صناع السيارات اليابانيين في 2000 وقد تكرر ظهوره منذ ذلك الحين في مناسبات عديدة. يذكر أن "أسيمو" لطالما قام بالركض والقفز على المسرح كما أنه تمكن من صب الشاي في أحد المناسبات والعروض.

هل للروبوت عقل؟

اقترح المدير التنفيذي لشركة "تيسلا" أن مشكلة الروبوتات تكمن بعدم امتلاكها للعقل، ما يعني أنها تفتقر لما يساعدها على الحركة وقيادة نفسها بنفسها. هذا وتزعم شركة "تيسلا" أنها تستخدم في روبوتاتها نفس تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) التي تستخدمها في سياراتها ذات القيادة الذاتية والتي بدأت الشركة، مؤخرا، بتقديمها للناس. كما أضافت الشركة أن هذه المفاهيم أو مفاهيم مشابهة لها سيتم استخدامها في المستقبل لتعليم الروبوتات كيفية أداء المهمات.

كما أضاف ماسك أن روبوته الجديد "أوبتيموس" قادر على أداء أكثر بكثير مما قام باستعراضه أمام الحضور في حدث "تيسلا" الأخير في آخر شهر أيلول/سبتمبر، إلا أن الشركة اقتصرت بعرضها في تلك الليلة على المهمات المضمون نجاحها لأنها لم ترد لروبوتها الجديد أن يقع على وجهه بشكل مفاجئ والعيون محدقة به.

الانتقادات التي طالت أوبتيموس

تقدم تشريحي معدوم لأوبتيموس

في الحقيقة فالعرض الذي قدمته "تيسلا" في حدثها المذكور في بالو ألتو لم يعطي أي دليل على أن "أوبتيموس" أذكى من أي روبوت آخر جرى تطويره وتصنيعه من قبل شركات السيارات الأخرى المنافسة، وخصوصا أن الكثيرين من الخبراء والنقاد لم يعربوا عن إعجابهم أو اقتناعهم بقدرات "أوبتيموس" وجدارته.

إحدى الخبيرات في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات هي سينثيا يونغ التي تشغل منصب رئيسة قسم المنتجات في (Plus One Robotics) وهي شركة مختصة ببرمجيات الروبوت اللوجستية صرحت أن "أوبتيموس" أظهر تقدما تشريحيا معدوما، وأضافت في تغريدة على "تويتر" أن "تيسلا" يجدر بها توظيف بعض حملة شهادة الدكتوراة في علوم الروبوت وحضور بعض المؤتمرات المتخصصة في هذه الصناعة لأن منتجاتها حاليا غير رائدة أو مثيرة للاهتمام.

ما الحاجة لروبوت بشري؟

ما الحاجة لروبوت بشري؟

وأفاد خبير آخر هو توم رايدن المدير التنفيذي لشركة (Mass Robotics) غير الربحية أن لديه شكوكا حول الحاجة إلى الروبوت البشري قائلا "عندما تحاول تطوير روبوت اقتصادي من حيث التكلفة ومفيد في نفس الوقت، فليس الروبوت الذي بحجم أو هيئة البشر هو الخيار الأفضل".

وأضاف رايدن أن الأبحاث التي أشرف عليها وقام بها صانعو السيارات والتي تختص بالروبوت على هيئة الإنسان يمكن أن تقود إلى آلات تستطيع السير، ولكن في الواقع فإن النماذج الأولية التي أثارت الإعجاب سابقا لم تقد إلى أي "سيناريو استخدام فعلي" يرقى إلى التوقعات بشكل عملي.

وتابع رايدن كلامه قائلا إن هناك الكثير لنتعلمه وندركه من فهم طريقة عمل الروبوت على شكل الإنسان. ولكن بخصوص إنتاج الروبوت كمنتج تجاري، فلست واثقا من أننا سنرى ذلك في القريب العاجل.

الأرجل Vs. العجلات

يفيد أوين نيكلسون المدير التنفيذي لشركة (Slamcore) وهي شركة مختصة بالرؤية التي تعتمد على الحساسات أن الكثير من شركات تصنيع الروبوت تعمل على التركيز على الأرجل والأقدام في منتجاتها ومشاريعها الجديدة لأن الروبوت الذي يأخذ هيئة الإنسان مثير للإعجاب أكثر.

ويضيف نيكلسون أن الروبوتات التي تعتمد على العجلات وحتى المركبات الطيارة بدون طيار (الدرون) يسهل التحكم بها أكثر بكثير من الروبوت الذي يسير على الأرجل، وخصوصا أن كمية العمل وحجم الجهد الذي يبذله العلماء لجعل الروبوت ينتصب على قدميه في المقام الأول تعتبر هائلة.

التعليقات