أحد أكثر الابتكارات تأثيرًا في حياتنا: إعادة اختراع الوسيط

مع الأزمة الماليّة العالميّة عام 2008، أنتج عصر التكنولوجيا الكثير من التجارب والاختراعات، ونتحدّث هُنا، عن صعود وانهيار بعض الاختراعات، في ظلّ انخفاض المؤشرات التكنولوجيّة، منذ السقوط الأخير.

أحد أكثر الابتكارات تأثيرًا في حياتنا: إعادة اختراع الوسيط

(getty)

شهد عام 2022 وعلى نحو متسارع، ازدهارًا سريعًا ويمكن القول عنه إنّه مجنون، حول طرق تفكيرنا بالحياة، حيث كان للتكنولوجيا الأثر الكبير على هذه النقلة والطريقة التي نرى بها حياتنا في المقام الأوّل.

قبل نحو عشر سنوات، تدفّقت موجة كبيرة من الأموال على مجموعة من التقنيات والاختراعات، بدءًا بالحوسبة السحابيّة والذكاء الاصطناعيّ، إلى صناعات غيّرت بشكل كبير طرق تعاطينا مع واقعنا، كما غيّرت العديد من جوانب التفكير وطرق عيشنا في الأساس. وفي هذا الصدد، وُلدت الشركات الكبرى، ونمت، لتصبح فيما بعد شركات عملاقة، ويمكن القول، إنّ الأفكار التي تبدو مجنونة أو غير قابلة للتطبيق في البداية، سوف تسود في المستقبل القريب.

منذ عام 2009، ومع الأزمة الماليّة العالميّة، أنتج عصر التكنولوجيا الكثير من التجارب والاختراعات، ونتحدّث هُنا، عن صعود وانهيار بعض الاختراعات، في ظلّ انخفاض مؤشّرات أسهم الشركات التكنولوجيّة الكبرى.

تحليق الكريبتو… ثمّ انهياره

نظرًا إلى ما كان عليه العلم بالنسبة للعملات المشفّرة، فإنّه لمن المفارقة أنّ أوّل عملة مشفّرة وُجدت على الإطلاق، وهي البتكوين، مستوحاة في الأساس من الأزمة الماليّة الأخيرة عام 2008. ومؤخرًا، ظهر أنّ انهيار قسم كبير من العملات المشفّرة، ليس بعيدًا تمامًا عن الأنظمة الماليّة التقليديّة. ووسط حطام بورصة العملات المشفّرة، FTX، كان هناك العديد من الخسارات الفادحة، والخاسرون هم الذين كانوا يروّجون للعملات. بالطبع، كان ثمّة هناك غياب كامل للتنظيم، بالإضافة إلى أنّ كثير من المستثمرين كانوا قد دخلوا في استثماراتهم بناءً على وعود مشكوك بأمرها منذ البداية، مقابل عوائد ثابتة ومرتفعة، إلّا أنّ ذلك لم يحدث قط.

كلّ الأشياء ثلاثيّة الأبعاد

تخيّلوا أن تكون كلّ الوسائط من حولنا ثلاثيّة الأبعاد! بدأ هذا الأمر يشغل العقول بعد نجاح الفيلم ثلاثيّ الأبعاد أفاتار عام 2009، حيث دخل الصنّاع في هذه الفكرة الجديدة. لكنّهم اعتقدوا أنّنا سنجلس جميعًا أمام شاشاتنا مباشرة، مرتدين نظّارات خاصّة.

في عام 2012، توقّع المحلّلون أنّ نصف أجهزة التلفزيون الجديدة في العالم، ستكون ثلاثيّة الأبعاد بحلول نهاية العقد، ولكن في عام 2016، توقّف إنتاجها بالكامل، ومنذ عام 2014، تسعى أمازون إلى تخطّي المنافسين بشاشة ثلاثيّة الأبعاد لا يستلزمها نظّارات خاصّة.

في الآونة الأخيرة، طغت فكرة أنّنا سننغمس جميعًا الميتافيرس ثلاثيّ الأبعاد عبر نظّارات الواقع الافتراضي، إلّا أنّ ذلك كان فشلًا ذريعًا كما هو واضح

الكثير من الروبوتات

في عام 2016، كانت شركة Zume قد أطلقت برنامجها في صناعة البيتزا باستخدام الروبوتات داخل شاحنات التوصيل. بدأ ذلك في ماونتن فيو، في ولاية كاليفورنيا بعد، وقيّمت الشركة بمبلغ 2.25 مليار دولار. لكن لاحقًا، وفي عام 2020، قامت Zume بتسريح نصف موظّفيها عام 2020، وتحويلها إلى تطبيقات أخرى غير التي بدأت من خلالها. وفي الصدد نفسه، قامت شركة SoftBank Robotics ببناء روبوت Pepper الشبيه بالبشر، والذي كان من المفترض أن يملأ أدوار خدمة العملاء بدلًا من الموظّفين. ولكن في الصيف الماضي، باعت الشركة فرعها الأوروبيّ، وتوقّفت عن إنتاج الروبوت.

تحاول سيّارات الأجرة كذلك الالتحاق بركب الروبوتات. لطالما كانت الوعود بأنّهم قاب قوسين أو أدنى، ولكنّ هذا لم يحدث كذلك. واتّضح أنّ القيادة الذاتيّة، لا يمكن أن تتمّ إلّا في ظروف محدّدة مسبقًا. وفي عام 2018، أصبحت شركات بيرد ولايم للمشاركة في إنتاج سكوترات تكنولوجيّة (ذاتيّة القيادة) بمشروع يصل إلى مليار دولار، وبالنسبة للمنظّمين، فقد حذّروا سابقًا حول نفاذ التمويل، إلّا أنّ الشركة حقّقت 73 مليون دولار، والهدف هو تغيير الفكرة الأساسيّة التي يدور حولها النقل.

محاولة صنع أجهزة كمبيوتر للوجه

عندما ظهرت Google Glass لأول مرة في عام 2013، كانت الشركة التي تقف وراء المنتج مقتنعة جدًا بأنه سيكون نجاحًا هائلاً لدرجة أنها كلفت بارجتين عملاقتين لتكونا صالات عرض متنقلة للأجهزة. وتم بيعها في النهاية على شكل خردة. في السنوات الأخيرة، حاول كثيرون آخرون، وفشلوا في الغالب، في صنع النظارات الذكية وسماعات الرأس، وما زالت المحاولات حتّى اليوم مستمرّة، وسط تخبّط الشركات صعودًا ونزولًا، واختفاء شركات أخرى عن السوق.

وواحد من أكثر المفاهيم التي اكتشفناها مؤخرًا هو "الاقتصاد التشاركي" وكلّ ما يتعلّق به. هناك العديد من الأمثلة لذلك، مثل شركة Uber وAirbnb وEtsy والجزء الأكبر من أعمال البيع بالتجزئة في أمازون، والسرّ في إدارتها للمنصّات التي تسمّى بالأسواق ذات الوجهين، حيث المهمّة الأساسيّة للشركة، هو الجلوس في المنتصف والحصول على حصّة من التعاملات بين الطرفين.

قد يبدو من السخرية أن نقول إن أحد أكثر الابتكارات تأثيرًا في طفرة التكنولوجيا هو ببساطة، إعادة اختراع الوسيط.

التعليقات