لماذا تقوم شركات التكنولوجيا بتدمير أجهزتها؟

يبدو من المستحيل تحديد عدد محرّكات الأقراص الصلبة التي توقّفت عن العمل على مستوى العالم، لكنّ المختبر الوطنيّ للطاقة المتجدّدة في أميركا، أشار إلى أنّ ثمّة ما لا يقلّ عن 20 مليون قرص صلب توقّف عن العمل

لماذا تقوم شركات التكنولوجيا بتدمير أجهزتها؟

(Getty)

لماذا تتلف شركات التكنولوجيا أجهزتها بدلًا من إعادة استخدامها، نشر موقع "آرس تيشنيكا" المختصّ بالأمور التقنيّة، تقريرًا مفصّلًا، يشرح فيه سبب قيام شركات التكنولوجيا بالتخلّص من الأجهزة القديمة، والتي يمكنها إعادة استخدامها مرّة أخرى، وهو السؤال الذي يطرحه كثير من المستخدمين حول العالم، ففي نقاش دار في مجتمع ريديت، تساءل آلاف المستخدمين حول السبب الحقيقيّ وراء اتّباع الشركات هذه الإستراتيجيّة في التعامل مع الأجهزة القديمة.

في عام 2022، كانت لجنة الأوراق الماليّة والبورصات الأميركيّة، قد فرضت غرامة قدرها 35 مليون دولار على مورغان ستانلي، وذلك بعد فشلها في حماية بيانات العملاء، بالإضافة إلى غرامة قدرها 60 مليون دولار، وتسوية دعوى جماعيّة بقيمة 60 مليون دولار أخرى تمّ التوصّل إليها. حدث ذلك بعد أن باعت الشركة خوادمها ومحرّكات أقراصها الصلبة الخاصّة بالبنك، بدلًا من إتلافها، حيث انتهى الأمر ببعض هذه الأجهزة، للبيع في مزادات علنيّة عبر شبكة الإنترنت.

أحد المطّلعين في شركة "مايكروسوفت"، قال إنّ الشركة تتلف جميع الأجهزة القديمة الحاملة للبيانات، وذلك لضمان الحفاظ على خصوصيّة بيانات العملاء بشكل كامل"، وبالمثل، تقوم وزارة التعليم في المملكة المتّحدة، وشرطة أسكتلندا، وجهاز الشرطة في إيرلندا الشماليّة، بإتلاف جميع أجهزة تخزين البيانات التي توقّفت عن العمل، كما جاء في تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانيّة، حيث أتلفت شرطة إيرلندا أكثر من 30 ألف جهاز، بما في ذلك الأقراص الصلبة والسيرفرات خلال العامين الماضيين فقط.

خلال السنوات الأخيرة، يواجه مشغّلو مراكز البيانات تدقيقًات كبيرة، وذلك بسبب استخدامهم الكبير للطاقة، حتّى أنّ شبكة كهرباء غرب لندن، قد استنفذت طاقتها ولم تصل إلى المنازل، ممّا أدّى بعد ذلك إلى البدء بالتدقيق على هذه الشركات، والضغط عليها لاستبدال أنظمتها بمعدّات أكثر كفاءة وتوفيرًا في استهلاك الطاقة.

هل ندمّر كلّ شيء؟

(Getty)

يبدو من المستحيل تحديد عدد محرّكات الأقراص الصلبة التي توقّفت عن العمل على مستوى العالم، لكنّ المختبر الوطنيّ للطاقة المتجدّدة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وفي دراسة نشرها، أشار إلى أنّ ثمّة ما لا يقلّ عن 20 مليون قرص صلب توقّف عن العمل في الولايات المتّحدة فقط، ويشير البحث، إلى إتلاف أكثر من 90٪ منها.

من جهته، يقول مايكل وينترسون، المهندس في شركة "إيكوينكس" لتزويد البيانات "يشعر العملاء بالقلق الشديد بشأن التخلّص من البيانات، إلى درجة أنّهم يصرّون على إتلاف محرّكات الأقراص الصلبة الثابتة"، ويقول المدير التنفيذيّ لشركة "أوربان ريسايكلنغ"، غريغ رابينوفيتز، وهي شركة للتخلّص من الأجهزة الإلكترونيّة في فلوريدا "لقد مزّقنا كلّ جهاز يحتوي على بيانات… لا توجد استثناءات هنا".

تساهم عمليّة إتلاف الأجهزة، إلى إنتاج 54 مليون طنّ من النفايات الإلكترونيّة بشكل سنويّ على مستوى العالم. ويقول أحد المدراء في والزبرغ، "حتّى إذا تمّ استعادة جميع المواد عند إعادة تدوير جهاز ما، فإنّ كلّ الطاقة والأموال التي تمّ استثمارها في ذلك، ستضيع"، ووجد في دراسته أنّ إعادة استخدام القرص الصلب، من الممكن أن يجنّب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بأربعة أضعاف، من إتلافه وإعادة إنتاجه".

وبدأ كبار مزوّدي الحوسبة السحابيّة، بخطوات نحو إعادة الاستخدام والتدوير، إذ أعلنت غوغل، أنّ 27٪ من المكوّنات التي استخدمتها في تحديث خوادمها، كانت مجدّدة، إذ تقوم بالكتابة فوق البيانات الموجودة على محرّكات الأقراص الثابتة الخاصّة، من أجل إعادة استخدامها.

ويصرّ عدد من خبراء التكنولوجيا، على أنّه يمكن مسح محرّكات الأقراص التقليديّة، وإعادة استخدامها بشكل آمن، ولكنّ التخوّفات من هكذا خطوة، قد تقود الشركات إلى إتلاف أجهزتها التي قامت بتخزين بيانات العملاء عليها، إذ إنّها تعتبر مسؤوليّة أمنية يمكن أن يحاسب عليها القانون، ويمكن لجهاز تخزين واحد، أن يحوي بداخله مئات الآلاف من ملفّات البيانات السريّة، والتي يمكن اختراقها بعدّة طرق.

ومن المعروف في عالم التكنولوجيا، أنّه لا يمكن حذف البيانات من الأجهزة، إذ لا يزال بإمكان اللصوص في معظم الأحيان استخراج هذه المعلومات والعبث بها، ويعدّ التدمير الماديّ هو أفضل طريقة ممكنة لتقليل عمليّات اختراق البيانات الهامّة، عدا عن أنّ تكلفة تخزين هذه الأجهزة القديمة، تعتبر عالية من حيث المساحة والموارد الماليّة.

التعليقات