برامج الفدية... شلل كامل وتفكيك عصابات القراصنة

برامج الفدية... شلل كامل وتفكيك عصابات القراصنة

برنامج فدية (Getty)

بعد سنوات استطاعت فيها عصابات الجرائم الإلكترونيّة تحقيق ثروات طائلة، من خلال الابتزاز الإلكترونيّ عبر برامج الفدية وغبرها، أعلن باحثون إنّ مكاسب هذه العصابات، شهدت انخفاضًا بنسبة 40٪ على الأقلّ، وذلك بسبب رفض الضحايا المتزايد لدفع أموال للقراصنة. وقال خبراء في العملات المشفّرة في شركة "تشين آناليسيس" المختصّة، إنّ العصابات الإلكترونيّة حصلت على نحو 457 مليون دولارا في عام 2022، وهو ما يعتبر رقمًا أقلّ بنحو 311 مليون دولار عن العام السابق.

وفي تقرير نشره موقع "بي بي سي"، حذّر خبراء كذلك من أنّ الأرقام الحقيقيّة أعلى من الأرقام المعلنة، إلّا أنّه وعلى الجهة المقابلة، فإنّ أعداد الهجمات الإلكترونيّة في تزايد مستمرّ.

ووقعت عدد من المؤسّسات، مثل المدارس والجامعات والمستشفيات في جميع أنحاء العالم، ضحايا لقراصنة إنترنت، قاموا بإغلاق المنظومات التكنولوجيّة في هذه المؤسّسات، مقابل دفع فدية عبر عملة بتكوين للإفراج عنها، بالإضافة إلى التهديد بنشر أو بيع البيانات المسروقة عبر "الإنترنت المظلم".

ويقول باحثون في المجال التقنيّ، إنّ العديد من هذه العصابات التي تمارس الابتزاز الإلكتروني، تتّخذ من روسيا مقرًّا لها، في الوقت الذي تنكر فيه الحكومة الروسيّة أن يكون لها أيّ علاقة في الأمر.

شلل كامل

استهداف محطّة وقود ببرنامج فدية (Getty)

وبرنامج الفدية الذي يستخدمه القراصنة، هو برنامج خبيث يقيد الوصول إلى نظام الحاسوب أو الجهاز الذي يصيبه، ويقوم بتشفير كافّة البيانات الموجودة عليه، ويطالب بدفع فدية عبر العملات الرقميّة من أجل فكّ تشفير المعلومات، وذاع صيت هذه البرامج مع عام 2012، وفي عام 2018، شهدت برامج الفدية رواجًا هائلًا، إذ قالت إحصائيّات شركة "مكافي" للحماية، إنّ برامج الفدية ارتفعت بنسبة 229٪، وعلى وجه التحديد، وصلت إلى 181.5 مليون هجوم خلال العام، وقدّر المكتب الفيدراليّ أنّ أحد القراصنة، وهو كريبتولوكر، استطاع جمع 18 مليون دولار أميركيّ، قبل أن توقفه السلطات الأميركيّة.

وقام محلّلون في "تشين آناليسيس"، بتحليل تدفّق الأموال من وإلى محافظ البتكوين، والتي هي معروفة أنّها مملوكة لعصابات برامج الفدية، مع توقّعان بأن تكون عائدات الجريمة، أعلى بكثير من تلك المرئيّة بالنسبة لهم. ويستخدم القراصنة، محافظ متعدّدة تحتوي على العملات المشفّرة، يستطيعون من خلالها تخزين وتناقل هذه الأموال، بالإضافة إلى غسلها.

من جهته، قال المتخصّص من شركة "كوفوير" المتخصّصة في التفاوض مع القراصنة، بيل سيغال، إنّ عملاءه لم يعودوا يدفعون الفدية كما في السابق، وهو ما لوحظ في عام 2022، إذ دفع 41٪ من عملائه، مقارنة بـ70٪ في عام 2020.

تفكيك العصابات

(Getty)

وبحسب خبراء، فقد زاد عدد برامج الفدية التي تُستخدم في هجمات القراصنة عام 2022، وهو ما أكّدته الأبحاث التي أجرتها شركة "فورتينيت"، والتي راقبت نحو 10 آلاف نوع من البرامج الضارّة، والتي كانت نشطة خلال العام الماضي، وتُرجّح الشركة، أنّ النموّ في عدد الهجمات الحاصل، هو نتيجة لإجراءات تنفيذ القانون التي تقوم بها الولايات المتّحدة ضدّ هذه العصابات، خاصّة بعد العمليّة التي حدثت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، عندما فكّكت عصابة "ريفيل"، بالتعاون مع الشرطة العالميّة، واستطاعت السلطات الأميركيّة حينها استرداد نحو 6 مليون دولار من العملات المشفّرة، بعد القبض على عدد من أعضاء العصابة، بالإضافة إلى العمليّة الكبيرة، التي أسقطت فيها السلطات عصابة "دارك سايد" في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وتفكيكها والقبض على أعضائها، واستطاعت السلطات إرجاع نحو 4 مليون دولار من الأموال التي استخدمت في برامج الفدية، وهو ما دفع العصابات للعمل في مجموعات أصغر، وهو ما لاحظه باحثون في الشركة، بأنّ هذه العصابات بدأت بملاحقة أهداف صغيرة، بدلًا من ملاحقة أهداف كبيرة.

وحذّرت رئيسة الاستخبارات التهديدات الإلكترونيّة في شركة "آناليسيس"، جاكي كوفن "على الرغم أنّ الأهداف الكبيرة قد تكون أكثر صعوبة، إلّا أنّها لا تزال مربحة بالنسبة للعصابات".

وقال باحثون، إنّ هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذا الانخفاض الملحوظ بالنسبة للمبالغ المدفوعة، منها زيادة الوعي ببرامج الفدية، والقدرة على التعامل معها، وتوجّه هذه المؤسسات إلى نسخ البيانات الاحتياطيّة.

التعليقات