"تشات جي بي تي": هل يستطيع تغيير واقع القرصنة الإلكترونيّة؟

يمكن أن يطلب محتال إلكتروني من "تشات جي بي تي كتابة رسالة إلكترونيّة وكأنّها كُتبت من بيب جرّاح لزميله

(Getty)

أصبح تطبيق "تشات جي بي تي" المعروف بـ"روبوت الدردشة"، محلّ اهتمام جماعات الإجرام الرقميّ، وحسب تقرير نشرته فرانس برس، تقول فيه إنّ بعض الخبراء يتخوّفون من قيام أداة الدردشة بكتابة أكواد الفيروسات بنفسها. وجاء في التقرير المنشور، أنّه مع بداية عام 2023، بدأت تنتشر رسائل كثيرة عبر منتديات معروفة للمجرمين الإلكترونيّين، مثل "اكسبوا 1000 دولار في يوم واحد بفضل تشات جي بي تي" أو "طريقة سهلة لكسب المال عبر تشات جي بي تي".

التطبيق الذي أُطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 وطوّرته شركة "أبو إي آي"، أصبح حديث خبراء التكنولوجيا، بعد ما تسبّب به في مختلف المؤسسات، السياسيّة والاقتصاديّة والتعليميّة، حيث بدأ الروبوت يأخذ مكانته بالفعل بين الطلّاب في مختلف المؤسّسات التعليميّة، حيث يستطيع كتابة المقالات الأكاديميّة والإجابة على الأسئلة وكتابة الأبحاث كذلك.

ويقول الخبير في السلامة الرقميّة في مكتب الاستشارات في السلامة المعلوماتيّة، "وايفستون"، جيروم ببلوا "بدأنا نشهد أولى العمليّات التي تلوح بما يريد المجرمون الإلكترونيّون فعله باستخدام "تشات جي بي تي". ومن الطلبات التي قدّمت للشات، هي كتابة رسائل إلكترونيّة تطلب من الأشخاص المستهدفين النقر على روابط خبيثة تحتوي على فيروسات، ويضيف بيلوا، إنّ فائدة التطبيق الأساسيّة تكمن في تمكين غير الناطقين باللغة الإنجليزيّة كتابة رسائل بريد إلكتروني دون أخطاء وبمستوى احترافي… وهو ما يعني أنّ عهد الرسائل الإلكترونيّة التي تصل من إحدى دول أوروبا الشرقية بلغة إنجليزيّة ركيكة قد ولّى. كما جاء في التقرير الذي نشرته "فرانس برس".

وتقول الخبيرة في مجال السلامة المعلوماتيّة، هانا دارلي "على سبيل المثال، يمكن أن يطلب محتال إلكتروني من "تشات جي بي تي كتابة رسالة إلكترونيّة وكأنّها كُتبت من بيب جرّاح لزميله. ويشرح المسؤول عن البحوث حول التهديدات في مؤسّسة "شات بوينت، سيرغي شيكفشن أنّه "منذ بداية أواخر كانون الأوّل/ ديسمبر، وحدنا في أهم منتديات الإجرام الرقمي، شخصًا نشر شيفرة خبيثة، تمّ إنشاؤها باستخدام التطبيق، والشخص الذي نشرها أقرّ بأنّه لا يعرف الكثير في مجال البرمجة". وبالنسبة للمبتدئين، يمكن أن يساعدهم "تشات جي بي تي" في الحصول على الأكواد والشفرات الخبيثة.

وعبّر خبراء رقميّون عن خشيتهم من أنّ هذا التطبيق سيسمح لجيل من القراصنة الهواة بالحصول على الشفرات. ويقول المحلل في السلامة المعلوماتيّة، إيران شيموني "من المؤكد أنّ تشات جي بي تي يجعل الحصول على الشفرات الخبيثة أسهل بالنسبة للمبتدئين"، كما ورد في التقرير.

وبالنسبة للباحث في السلامة المعلوماتيّة، فإنّه "يكفي امتلاك أدنى قدر من البراعة في تغيير صيغة السؤال، من خلال التأكيد على أنّك أستاذ في السلامة المعلوماتيّة على سبيل المثال، وتريد إطلاع طلّابك على نموذج لفيروس، لكي تدفع الروبوت لإنتاج شفرة خبيثة"، وصرّح إيران شيموني، أنّهم "نجحوا في استخدام التطبيق لإنتاج فيروس متعدد الأشكال، وهو قادر على تغيير شكله حتّى يصعب العثور عليه".

وحسب التقرير، فإنّ البعض ذهب في اتّجاه تحول نصوص إلى لوحات رقميّة، لـ"بيعها في مواقع تجارية مثل "إيتسي"، وهذه الأعمال المزورة درّت أرباحًا تصل إلى 9 آلاف دولار.

ويرى شوميني، أنّ تشات جي بي تي سيتطوّر، وكلّ ذلك ليس إلّا البداية، ومن جانب آخر، يستطيع الروبوت كذلك التصدّي للهجمات الرقميّة، وحسب خبراء، فقريبًا سيكون على المجرمين الرقميين الذين يتسلحون بتشات جي بي تي، مواجهة أنظمة للسلامة، تعتمد في الأساس على تشات جي بي تي، كما ورد في تقرير فرانس برس.

التعليقات