"تشات جي بي تي": الذكاء الاصطناعي الذي يفهم اللغة

كانت شركة مايكروسوفت قد استثمرت ما يصل إلى 10 مليارات دولار، في شركة "أوبن إيه آي" المشغّلة لروبوت الدردشة، من أجل "إنعاش محرّك البحث الخاصّ بها"، وتحسين منتجات الشركة

(Getty)

بعد أن استحوذ روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" خلال الأشهر الماضية، على اهتمام مستخدمي الإنترنت، حيث أصبح مستخدمًا في كتابة الأغاني والمقالات والحلقات التلفزيونيّة والأبحاث الأكاديميّة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، تقريرًا حول أبرز التحدّيات التي يواجهها هذا الروبوت، لا سيّما إصلاح المشكلات التي تظهر على السطح مع استخدامه، من عدم الدقّة إلى تصدير المعلومات المغلوطة والمنحازة، والتي يرى فيها خبراء كارثة يجب التعامل معها.

وكانت شركة مايكروسوفت قد استثمرت ما يصل إلى 10 مليارات دولار، في شركة "أوبن إيه آي" المشغّلة لروبوت الدردشة، من أجل "إنعاش محرّك البحث الخاصّ بها"، وتحسين منتجات الشركة.

منذ البداية، كان هدف "أوبن إيه آي" تلافي مستقبل تستطيع فيه شركات كبرى مثل "غوغل" احتكار الصناعة، إلّا أنّ المنظّمة غير الربحيّة، كان هدفها منذ البداية بناء برامج ذكاء اصطناعي بشفافيّة، وجعل منتجاتها مفتوحة المصدر حتّى يتمكّن العالم من الاستفادة منها، حيث قدّمت كبرى الشركات في وادي السيليكون، نحو مليار دولار من أجل البدء في المشروع، ومن بين الجهات المانحة، كان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا وسبيس إكس، والمستثمر بيتر ثيل، ومدير شركة "أوبن إيه آي" لاحقًا سام آلتمان، حيث ترك ماسك مجلس إدارة الشركة عام 2018، للتركيز أكثر في تطوير شركة "تيسلا" و"سبيس إكس"، حسب التقرير.

وكانت شركة "أوبن إيه آي"، قد بدأت باستخدام كميّات كبيرة وبشكل غير عادي من البيانات والشبكات العصبيّة القويّة، وهي برامج تشبه إلى حدّ ما "الخلايا العصبيّة في الدماغ البشري". وفي عام 2019، سجّلت الشركة على أنّها شركة ربحيّة.

كانت بداية الشركة، في إنشاء نظام يستطيع فهم اللغة، ويستطيع الاستفادة من النصوص المنتشرة في الإنترنت للتعلّم منها. وفي عام 2020، أصدرت الشركة أداة لتوليد النصوص، بإمكانها إنتاج مقاطع نصيّة عند الطلب.

واستطاعت الشركة كذلك الجمع بين الرؤية واللغة، حيث تمّ تدريب الروبوت على العثور على الأنماط بين الكلمات والصور عن طريق استيعاب مجموعات بيانات ضخمة مليئة بالصور والتعليقات والنصوص، ونتج عن هذا الأمر، برنامج "دال إي"، الذي يمكنه إنشاء الصور بناء على ما يطلبه المستخدم بشكل فوريّ، وبعد فترة وجيزة، أطلقت الشركة النسخة الثانية من البرنامج، والذي يستطيع إنتاج صور واقعيّة أكثر، كما جاء في التقرير.

ومؤخرًا، أعلنت الشركة عن تقديم إصدار متميّز من الخدمة، يدعى "تشات جي بي تي بلس"، مقابل 20 دولار شهريًّا، وسوف تبقى النسخة المجانيّة للاستخدام.

وكان إصدار روبوت الدردشة، بمثابة قفزة نوعيّة إلى الأمام، وتحديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يستطيع البرنامج إنتاج نصوص أو صور، بناءً على الطلب.

وقال بعض المحلّلين، إنّ هذا يمكن أن يضع نهاية لوظائف كثيرة، على الرغم من الأخطاء الكثيرة التي لا يزال يرتكبها البرنامج، إلّا أنّ روبوت الدردشة، أطلق سباقًا كبيرًا في كبريات شركات التكنولوجيا، مثل "غوغل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" للتطوير على تقنيّات الذكاء الاصطناعي، وأشارت تقارير إخباريّة، إلى أنّ مايكروسوفت، سوف تقوم بدمج إصدار من روبوت الدردشة في محرّك البحث الخاصّ بها، بينغ، في محاولة للتغلّب على هيمنة "غوغل".

التعليقات