22/07/2014 - 14:43

علاج جديد لمكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة

أظهرت دراسة عرضت نتائجها أمس الاثنين في المؤتمر الدولي حول الايدز في استراليا، أن تركيبة تجريبية من ثلاثة أدوية قادرة على تقليص وقت العلاج المطلوب للمرضى المصابين بنوع من السل المقاوم للأدوية المتعددة.

علاج جديد لمكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة

أظهرت دراسة عرضت نتائجها أمس الاثنين في المؤتمر الدولي حول الايدز في استراليا، أن تركيبة تجريبية من ثلاثة أدوية قادرة على تقليص وقت العلاج المطلوب للمرضى المصابين بنوع من السل المقاوم للأدوية المتعددة.

وهذه التركيبة التي أطلق عليها اسم "بي ايه ام زي"، قادرة على قتل عدد اكبر من العصيات السلية بالمقارنة مع العلاج الاعتيادي وبسرعة اكبر، بحسب نتائج المرحلة الثانية من التجارب التي تمثل المرحلة ما قبل الأخيرة لتقييم سلامة العلاجات الجديدة وفعاليتها.

وإذا ما تم توفير التمويل اللازم، قد تنطلق المرحلة الثانية بحلول نهاية العام، حسب ما ذكرت منظمة "تي بي الاينس" المتخصصة في الأبحاث لتطوير علاجات أكثر فعالية ضد السل.

ويبدي الأطباء قلقًا إزاء تفشي جراثيم السل الشديد المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك مع الانتشار الكبير لهذا المرض في البلدان الفقيرة.

وهذه السلالات من المرض تنطوي على خطر كبير بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس "اتش اي في" المسبب للايدز، وغالبًا ما يكون السل والايدز مترابطين، بما أن فيروس "اتش اي في" يتعرض لخلايا المناعة ويترك الجسم ضعيفا في مواجهة الجراثيم.

أما التركيبة الجديدة "بي ايه ام زي" التي كشف عن أولى الاختبارات عليها قبل عامين، فتضم دواءين محتملين (أي أنهما لم يحظيا بعد على موافقة رسمية لاستخدامهما في المعالجة من السل)، هما الـ"بي ايه 824" والـ"موكسيفلوكساسين" المرتبطان بالبيرازيناميد، وهو مضاد حيوي يستخدم حاليًا في علاج هذا المرض، ويتم تناول العلاج على شكل أقراص.

وأجريت اختبارات على "بي ايه ام زي" في جنوب أفريقيا على 207 متطوعين كان 20 % منهم مصابين بفيروس "اتش اي في".

وضمن هذه العينة، 181 مريضًا تجاوبوا بشكل ايجابي مع جزئيات الأدوية التي يتألف منها مركب "بي ايه ام زي" في حين أظهر 26 آخرون مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.

وأظهرت هذه المرحلة التجريبية أن 71 % من المرضى الذين عولجوا بمركب "بي ايه ام زي" لم يعد لديهم عصيات للسل في بصاقهم بعد شهرين من بدئهم العلاج، وعلى سبيل المقارنة، فقط 38 % من المرضى الذين عولجوا بالعلاج العادي شفوا في خلال ثمانية أسابيع.

وتمت معالجة جميع المرضى الـ26 المقاومين للمضادات الحيوية التقليدية بمركب "بي ايه ام زي"، على فترة تراوحت بين أربعة وستة أشهر، في مقابل سنتين للعلاجات العادية، وهذا التسريع في العلاج يعني تقليص التكاليف بنسبة تصل إلى 90%.

كذلك سجل مركب "بي ايه ام زي" نقطة ايجابية ثانية، تمثلت بعدم إظهاره أي إشارة لوجود تداخل مع العلاجات بالمضادات الفيروسية التي تتصدى لفيروس الايدز.

واشارت "تي بي الاينس" إلى أن "السل يبقى المرض الأكثر فتكا بالنسبة للمصابين بالايدز، إذ أنه مسؤول عن حالة وفاة من أصل خمسة في العالم، لكن في كثير من الأحيان، لا يمكن إعطاء العلاجات ضد السل وضد الايدز في الوقت عينه بسبب آثارها الجانبية، ما يجعل العلاج المتزامن من هذين المرضين صعبًا".

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن ما نسبته الثلث على الأقل من 35 مليون مصاب بفيروس "اتش اي في" في العالم لديهم أيضا مرض السل بشكله المستتر، ما يعني أنهم مصابون بالمرض لكن لا تظهر لديهم أعراضه.

ولدى الأشخاص المصابين بالمرضين في آن واحد خطر أكبر بـ30 مرة للإصابة بالسل، بالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين بفيروس "اتش اي في". وفي 2012، توفي نحو 320 ألف شخص بسبب مرض السل مرفقا بفيروس "اتش اي في" بحسب منظمة الصحة العالمية.

 

التعليقات