17/10/2014 - 11:42

وتيرة الهلع تتزايد، وأوروبا تحاول التحقق من فعالية إجراءاتها ضد إيبولا

وتيرة انتشار الهلع من فيروس إيبولا في تزايد وتتجاوز وتيرة انتشار الوباء نفسه، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا حيث تعالت الأصوات المطالبة بالتحقق من فعالية إجراءات مراقبة المسافرين الآتين من الدول الأكثر إصابة بالفيروس.

وتيرة الهلع تتزايد، وأوروبا تحاول التحقق من فعالية إجراءاتها ضد إيبولا

 بدا أمس الخميس، أن وتيرة انتشار الهلع من فيروس إيبولا في تزايد وتتجاوز وتيرة انتشار الوباء نفسه، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا حيث تعالت الأصوات المطالبة بالتحقق من فعالية إجراءات مراقبة المسافرين الآتين من الدول الأكثر إصابة بالفيروس.

وفي محاولة للحد من انتشار الوباء الذي أدى حتى اليوم إلى وفاة حوالى 4500 شخص، ستحصل 15 دولة إفريقية حدودية أو قريبة من المنطقة الأكثر إصابة بالفيروس على مساعدة متزايدة، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
من جهته سيقوم الاتحاد الأوروبي فورا بإجراء عملية تحقق من فعالية إجراءات مراقبة المسافرين المتبعة في مطارات الدول الإفريقية الثلاث الأكثر إصابة بالفيروس وهي ليبيريا وغينيا وسيراليون، كما أعلن مفوض الصحة الأوروبي تونيو بورغ أمس الخميس.
وأوضح المفوض أن عملية التحقق هذه ستتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بهدف تعزيز إجراءات المراقبة إذا تبين أن هناك ضرورة لذلك، وكذلك أيضا لتسهيل عملية تعقب المصابين المحتملين بالفيروس.
ولكن مقابل التوصل إلى هذا القرار، فإن دول الاتحاد الأوروبي لم تتوصل إلى توافق على مسألة استحداث إجراءات لمراقبة المسافرين لدى دخولهم إلى دول الاتحاد، وهو إجراء قررت فرنسا وبريطانيا تطبيقه بشكل أحادي الجانب.
ولكن منظمة الصحة العالمية قللت من شأن فعالية إجراء مماثل، محذرة من أنه قد يؤدي إلى إعطاء شعور خاطئ بالأمان أو انطباع بأنه إجراء لنفي الناس.
وقال مسؤول في المنظمة إن "قياس حرارة المسافرين لا يوقف على أي حال إلا أولئك الذين تكون العوارض ظاهرة عليهم في تلك اللحظة، هذه العوارض يمكن أن تظهر بعد عبور قسم الجمارك ودخول البلاد".
وفي الساعات الأخيرة زادت في الكثير من الدول أعداد الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس والذين وضعوا في الحجر الصحي.
وفي إسبانيا، نقل ثلاثة أشخاص ظهرت عليهم أعراض مشبوهة إلى المستشفى أمس الخميس، تطبيقا لبروتوكول إيبولا، وأحدهم مسافر على متن رحلة لشركة إير فرانس وكان آتيا من نيجيريا، فيما تتحسن صحة المريضة الوحيدة في البلاد وهي مساعدة ممرضة.
وفي فرنسا، نقلت إلى أحد مستشفيات باريس ممرضة ظهرت عليها عوارض حمى مشبوهة بعدما اعتنت بمريض مصاب بالفيروس.
وفي ليبيريا قررت وزيرة النقل انجيلا كاسيل-بوش من تلقاء ذاتها، أن توضع في الحجر الصحي إثر وفاة سائقها الشخصي متأثرا بإصابته بالفيروس.
وستتخذ ابتداء من الخميس تدابير مراقبة إضافية في أربعة مطارات أميركية، هي ليبيرتي في نيوارك (قرب نيويورك) وأوهاري في شيكاغو وهارتسفيلد في أتلانتا ودالس في واشنطن.
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الخميس أن إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام المسافرين الآتين من الدول الأفريقية المصابة بوباء إيبولا، قد يؤتي نتائج عكسية، مشيرا بالمقابل إلى إمكانية تعيين مسؤول لتنسيق جهود مكافحة الوباء على المستوى الفدرالي.
كما أغلقت الخميس ثلاث مدارس في وسط تكساس ومدرسة واحدة في أوهاي خشية أن يكون طلاب أو مدرسون تواصلوا مع الممرضة الثانية التي أصيبت بالفيروس بعد أن استقلت رحلة بين الولايتين.
وأجاز أوباما للبنتاغون إرسال جنود احتياط إلى غرب أفريقيا للمساهمة في جهود التصدي لفيروس إيبولا، عبر المشاركة في بناء البنى التحتية اللوجستية اللازمة لمكافحة الوباء.
وفي دبي، سجلت أول أمس الأربعاء الحالة الأولى المشبوهة في الخليج، ووضع المسافر الذي وصل من ليبيريا عبر المغرب في الحجر الصحي على الفور.
وأعلن المغرب من جانبه البدء بـ"خطة وطنية" لمنع دخول وباء إيبولا إلى المملكة، وهو من البلدان النادرة التي واصلت رحلاتها الجوية المباشرة مع أبرز البلدان التي يتفشى فيها الوباء في غرب أفريقيا.
وقال مسؤول مغربي أمس الخميس لوكالة فرانس برس أن المغرب يضمن مراقبة صارمة لكل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس إيبولا، وذلك عبر سلسة إجراءات انطلاقا من مطارات بلدانهم لتجنب دخول الفيروس إلى المغرب.
وقال الاتحاد الدولي لمنظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يتصدر متطوعوه عمليات المساعدة في غرب أفريقيا، أن تدابير الوقاية في المطارات ضرورية، لكن السيطرة على هذه الأزمة تتطلب وقتا وتحركا ميدانيا للقضاء على مصدر الوباء. ويرمي هذا التحرك إلى فهم سلوك الأشخاص والحد من مخاطر انتقال العدوى.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتبر مساء الأربعاء أن العالم يواجه أخطر حالة صحية طارئة في السنوات الأخيرة، مطالبا بزيادة كبيرة لمساعدات بلدانه الأعضاء لمكافحة وباء إيبولا الذي تسبب حتى الآن بحوالي 4500 وفاة.
وتفيد الحصيلة الأخيرة للمنظمة العالمية للصحة، أن هذه الحمى النزفية أدت إلى 4493 وفاة من اصل 8997 إصابة أحصيت في سبع دول (ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة).
وتتخوف منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد المصابين بالعدوى إلى ما يصل لنحو 10 آلاف حالة جديدة اسبوعيا حتى نهاية السنة في غرب أفريقيا، مقابل ألف إصابة جديدة أسبوعيا في الوقت الراهن.
من جهتهم، يجتمع رؤساء الدول التسع المنضوية في مؤتمر "البديل البوليفاري للأميركيتين" (البا) يوم الاثنين في هافانا، لبحث استعدادات التصدي لاحتمال وصول الفيروس إلى بلادهم.
مأمام البيت الأبيض يطالبون بوقف الرحلات الجوية إلى أفريقيا (تصوير أ.ف.ب)

التعليقات