08/01/2015 - 17:01

باحثون يتوصلون إلى أدلة جديدة لمعالجة الإيدز

كشف علماء مختصون في فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز)، أنهم عثروا على أدلة تسمح لهم بتحديد كيف يتحايل الفيروس على فحوصات التشخيص بعد تناول المريض أدوية.

 باحثون يتوصلون إلى أدلة جديدة لمعالجة الإيدز

كشف علماء مختصون في فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز)، أنهم عثروا على أدلة تسمح لهم بتحديد كيف يتحايل الفيروس على فحوصات التشخيص بعد تناول المريض أدوية.

ويمكن للفيروس الخامد أن يقوم بتحولات تسمح له بأن يتجنب رصده من قبل الجهاز المناعي، لكن التجارب المختبرية بينت أنه من الممكن تدريب الجهاز المناعي على رصد الخطر ثم القضاء عليه.

وتتطرق هذه الأبحاث المنشورة في مجلة "نيتشر" إلى الإستراتيجية المعروفة ب "كيك أند كيل" (أي طرد الفيروس ثم القضاء عليه)، والتي تعد من أبرز محاور علاج الإيدز في خلال 33 عاما من الأبحاث في هذا المجال.

ومن المعلوم أن الفيروس المسبب لمرض الإيدز يتخفى في الخلايا اللمفوية المعروفة ب "سي دي 4" المنتمية إلى الجهاز المناعي، بعد ردعه من قبل المضادات الفيروسية. وبعد وقف العلاج، يعاود الفيروس انتشاره، مهددا المريض بعد أكثر.

وتقضي إستراتيجية "كيك أند كيل" بطرد الفيروس من الخلايا التي يتحصن بها بواسطة أدوية قوية، ثم القضاء عليه عند ظهوره. وتستعرض هذه الأبحاث الصعوبات في التوصل إلى هذا الهدف، لكنها تقدم في الوقت عينه وسيلة جديدة.

وقال روبرت سيليتشانو، الأستاذ المحاضر في البيولوجيا الجزئية في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، إن "مخادعة الفيروس ليخرج من مخبئه ليست سوى نصف المعركة ... فقد وجدنا أن الفيروس النائم يحمل تحولات تخفيه عن الخلايا المناعية القادرة على لجمه. وحتى عندما يخرج الفيروس من مخبئه، فهو يفلت من قبضة الجهاز المناعي".

وحلل الفريق عينات دم من 25 مريضا مصابا بالإيدز كان 10 منهم قد بدأوا بالعلاج بعيد إصابتهم، في حين راح الآخرون (15) يتناولون الأدوية عندما صار الفيروس ينتشر انتشارا مزمنا.

واكتشف الباحثون أن هؤلاء الذين بدأوا بالعلاج مبكرا كان يحملون فيروسا من دون تحولات تقريبا. أما هؤلاء الذين خضعوا للعلاج في فترة لاحقة، فقد كانت فيروساتهم شديدة التحول مع تحولات تسمح لها بالتهرب من الجهاز المناعي.

وحتى في هذه الحالة الشديدة التحول، لا يزال الفيروس يحتفظ ببروتينه الحموي الأصلي الذي قد يكون بمثابة نقطة ضعف. وأخذ العلماء خلايا غير موبوءة وعرضوها للفيروس في حالتيه المتحولة والمحافظ عليها، ثم عرضت هذه الخلايا لأخرى موبوءة مأخوذة من مرضى يحملون فيروسات قادرة على التخفي.

وتمكنت الخلايا المناعية التي تعرفت سابقا على الفيروس بحالته "المحافظ عليها" من القضاء على 61 % من الخلايا الموبوءة. لكن ردة فعل الخلايا التي تعرفت على الفيروس بشكله المتحول كانت ضعيفة، ولم تقض هذه الأخيرة إلا على 23 % من الخلايا الموبوءة.

وصرح روبرت سيليتشانو أنه "كما لو كان الجهاز المناعي قد فقد قدرته على رصد الفيروس والقضاء عليه، لكن تعريف الخلايا اللمفوية على الجزء غير المتحول من البروتين قد أنعش هذه القدرة".

وصرح شارون لويس، مدير معهد "دوهرتي إنستيتوت فور إنفكشن أند إميونيتي" في ملبورن، لوكالة فرانس برس، أن "الاستنتاج المشجع هو أنه من الممكن تعزيز الجهاز المناعي أو تدريبه ليرد على الفيروس المتخفي".

لكنه لفت إلى أن هذه التجارب لم تنفذ إلا على خلايا مختبرية وفئران ولا شك في أن التجارب البشرية ستستغرق وقتا طويلا.

ومنذ العام 1981، أصيب نحو 78 مليون شخص بفيروس الإيدز، بحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.

التعليقات