يتميّز فصل الصيف بالحراراة الشديدة، وبالتالي يمكن أن نصاب بأمراض متعددة منها الإعياء الحراري (ضربة الشمس)، الأمراض الجلديّة كالحروق والكلف، النزلات المعوية، وغيرها الكثير، إلّا أننا نعتقد أنّ أمراض الصيف تختلف عن فصل الشتاء، ونستغرب حدوث الإنفلونزا، فكيف نصاب بالإنفلونزا في الوقت الذي يكون فيه الجو حارًا وساخنًا بدرجة كبيرة؟.
إنّ ما نقصده هو الإنفلونزا التقليديّة، أي كما تُسمى بالعربيّة 'النزلة الوافدة'، وهي مرض معدٍ تسببه مجموعة من الفيروسات تصيب الثديات والطيور، وعادة ما تسبب أمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أمراض أخرى كالسعال وآلام في العضلات والإرهاق وصداع واحتقان البلعوم.
وحول هذه الظاهرة، تحدث طبيب العائلة، د. رامي شيبي، من مدينة الطيرة عن عوارض وأمراض الصيف، والزكام بشكل خاص، في هذا الحوار لـ'عرب 48'.
*ما هي الأمراض التي يعاني منها غالبية الناس في الصيف؟
هناك أمراض كثيرة تكون في الصيف، ويمكن أن تكون في الشتاء كذلك، فهناك أمراض تكثُر في الصيف دون الشتاء، وهي بشكل عام بسبب أشعة الشمس والجفاف الذي يتميّز بهِ فصل الصيف عن الشتاء، وحرق الجلد من أشعة الشمس، أو الفطريات، أما الرشح فيشتد التعرض له في الفصول الانتقاليّة، وممكن أن تكون حساسيّة، والحساسيّة أيضاً تحتلف عن الالتهاب الفيروسيّ ويجب التفريق بينهم.
*اعتاد الناس على أن يكون الرشح في فصل الشتاء، فما هي أسباب الرشح في الصيف؟
الرشح في الصيف هو ذاته رشح الشتاء، بنفس الأسباب، لكن يمكن أن يكون حساسيّة وليس رشحا، إذ أنّ عوارض الحساسيّة تتلخص في عوارض العطس، الحكّة بمنطقة الأذنين والحلق، وهذا في أغلب الظن يكون حساسيّة، إن زادت عن حدّها وأصبحت تضايق الشخص يمكن علاجها عن طريق حبوب دواء ضد الحساسيّة أو بخاخ للأنف، وهو من طرق العلاج التي تستغرق مدّة شهر إلى شهرين، وهي ليست فيروسا، أما إن تعرّض الإنسان لرشح خلال 4-5 أيام، في الصيف أو الشتاء، فهو أمر وارد جداً.
*كيف ممكن أن نعالج الرشح بالطرق الطبيعيّة؟
إن كان هناك فيروس فلا يوجد علاج طبيعي أو غير طبيعي طبّي ضد الفيروس، لا يوجد له علاج، أما الجراثيم والبكتيريا فيوجد لها علاج، ومن أجل ذلك فإنّ أغلب الأدوية التي يتناولها مرضى الرشح هي معالجة من الأعراض، وليس من الأسباب، فهي تخفف الأعراض لغاية أن 'يقتل' الجسد الفيروس، ويتلاشى الالتهاب، فلا يوجد علاج لفيروس الرشح بل تخفيف من أعراض الاحتقان بالأنف والمجرى التنفسي، كذلك إذا كان المسبب هو الحساسيّة فلا يوجد علاج للحساسيّة، بل لأعراض الحساسيّة، فإن كانت منتشرة في مكان أتواجد بهِ دائماً، كأن يكون مكان مغبّر، فالحل أن أبتعد عن المسبب، ولكن بشكل عام لا يمكننا أن نمنع الحساسيّة، لذلك يكون الدواء للتخفيف من آثار الحساسيّ.,
*هل هناك مواسم للحساسيّة؟
إن هذا يتعلق ببنية الجسد، والمسبب، فهناك أجساد مثلاً لديها حساسيّة من تناول 'التوت البريّ'، فحين يتناول التوت يشعر بتلك الحساسيّة، وتوجد مسببات تكون في الهواء المليء بشوائب من الطبيعة والنبات التي تنبت في الصيف، قد تسبب الحساسيّة.
*ما هي النصائح التي تقدمها للتجنب من مرض الرشح؟
لا يوجد هناك أمر قطعي بهذهِ المسألة، هناك أبحاث رأت أن تناول فيتامين 'سي'، بكمية عالية ممكن أن يساعد، لكن في الحقيقة لا يوجد هناك أي إثبات لأن هذا مرتبط بالمناعة، والمناعة تختلف من شخص لآخر، والحساسيّة كذلك تختلف من شخص لآخر، لكن هناك أمور تقلل من نسبة التعرض للأمراض بشكل عام وهي تتلخص في ممارسة الرياضة، الغذاء السليم، النوم الكافي، وهي تجعل نسبة المرض أقل.
أما مرضى الحساسيّة فأنا كطبيب أنصح أن يجروا فحوصات للتأكد من مصدر الحساسيّة، لمعرفة سبل علاجها، فهناك مصادر في الهواء والمؤثرات الخارجيّة صعب أن يتخلص منها الإنسان، لأنها موجودة في كل مكان.
*هناك أبحاث طبيّة تقول أن 'الساونا' تخفف من نسبة التعرض للرشح، ما تعليقك؟
هناك الكثير من الأبحاث التي أقيمت لمعرفة أسباب الرشح، ولكن ذلك يختلف. يمكن إجراء الكثير من الأبحاث، ولكن السؤال يبقى هل هي فعلاً تمنع الزكام والإنفلونزا؟. لغاية اليوم لا يوجد جواب قطعي في عالم الأبحاث، يعطي حقيقة مؤكدة، فهناك من يقول أن فيتامين 'سي' يقلل من خطر الإصابة بالزكام، وأبحاث أخرى تنفي ذلك.
*هل الإنسان المُدخن معرّض للزكام بشكل أكبر؟
بشكل عام يجب التقليل من المسببات الضارة، والإكثار من تناول الأمور المفيدة، لأن ذلك يقوي جهاز المناعة، والجسم بالتالي، وما ينصح بهِ الأطباء هو التوقف عن التدخين، ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، لكن ذلك لا يعني أن غير المدخنين لا يتعرضون للزكام.
*ما هي النصائح التي تقدمها للحفاظ على السلامة البدنيّة في الصيف؟
يجب حماية الجلد في فصل الصيف، من خلال استعمال المراهم الواقية من أشعة الشمس، وعدم السهر في ساعات متأخرة جداً ليلاً في الصيف، وشرب كمية سوائل كافية.
التعليقات