03/02/2016 - 15:13

العلماء يفكون شيفرة جينات بق الفراش تمهيدا لمكافحته بالمبيدات

وقد عاودت هذه الحشرات الظهور في شتى أرجاء العالم، خلال العقدين الأخيرين، بعد أن بادت تقريبًا في معظم المناطق، لكن العلماء خرجوا أمس، الثلاثاء، بخريطة جينية كاملة (جينوم) لبق الفراش يمكن أن ترشد جهود القضاء على هذه الحشرات الصغيرة.

العلماء يفكون شيفرة جينات بق الفراش تمهيدا لمكافحته بالمبيدات

إنها تنطلق من أماكن اختبائها ليلًا يدفعها تعطشها لدم البشر، وهي ليست كائنات خيالية مصاصة للدماء بل، حشرة بق الفراش.

وقد عاودت هذه الحشرات الظهور في شتى أرجاء العالم، خلال العقدين الأخيرين، بعد أن بادت تقريبًا في معظم المناطق، لكن العلماء خرجوا أمس، الثلاثاء، بخريطة جينية كاملة (جينوم) لبق الفراش يمكن أن ترشد جهود القضاء على هذه الحشرات الصغيرة.

وقال مدير معهد ساكلر للجينوميات المقارنة بمتحف التاريخ الطبيعي الأمريكي في نيويورك، جورج أماتو، 'إنها أداة هائلة مستحدثة للباحثين المهتمين بمكافحة هذه الآفة'.

وقال عالم الحشرات بالمتحف، لويس سوركين، 'تنتشر حشرات بق الفراش بكثافة حاليا في معظم المدن الكبرى في أرجاء العالم وصارت مقاومة للمبيدات الحشرية بصفة متزايدة ما يجعل مكافحتها أمرًا بالغ الصعوبة'.

ووضع العلماء أيديهم على الجينات المسؤولة عن مقاومة بق الفراش للمبيدات الحشرية والجينات الخاصّة، بتخفيف آثار طريقة السفاد المؤلمة في هذه الحشرات علاوة على الجينات التي تفرز مواد مذيبة للجلطات لتجعل دم الإنسان هو المادة الأساسيّة، التي تحصل الحشرة من خلالها على المواد المغذية والماء.

وتمثل هذه الصفات الوراثية التي تتسم بها هذه الجينات نقاط ضعف يمكن استغلالها في عمليات إنتاج المبيدات الحشريّة، كما يضم جينوم بق الفراش أيضا جينات أخرى أصلها البكتريا منها جين يجعل الحشرة تقوم بالتمثيل الغذائي لفيتامين ب. ويوضح ذلك أن المضادات الحيويّة المستخدمة في مكافحة البكتريا قد تكون مفيدة أيضًا لمكافحة بق الفراش.

وخلال عملية سفاد بق الفراش يقوم الذكر بطعن منطقة من بطن الأنثى بعضوه الذكري المنجلي الشكل، ولدى أنثى البق جينات تتحكم في بروتين يجعل هذه المنطقة الضعيفة تشريحيا من البطن صلدة وقادرة على الصمود أمام هذه الممارسة الجنسية الخشنة.

وقال عالم الوراثة بمعهد ويل كورنيل الطبي، كريستوفر ماسون، إن طول بقة الفراش اليافعة يبلغ نحو نصف سنتيمتر ويميل لونها إلى البني المشوب باللون الأحمر ومن المعروف أن لدغات بق الفراش تصيب بالأمراض لكنّها تتسبب، أيضًا، في ردود فعل تتعلق بالحساسية المفرطة.

وقال عالم الحشرات بجامعة سينسيناتي، جوشوا بينويت، في الدراسة التي نشرتها دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) 'تختبئ حشرة بق الفراش في عدة أماكن بالمنزل وعادة ما تعيش في ثنيات أغطية الفراش والوسائد والأرائك أو الأثاث ووجدت أيضا داخل المقابس الكهربية وفي الأدراج وشقوق التقاء الأرضيات بالحوائط'.

ويوجد بق الفراش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية وهو يلدغ الانسان منذ آلاف السنين، فيما أدى انتشار المبيدات الحشرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى القضاء عليه في مختلف المناطق، لكنّه عاود الظهور بصورة مقاومة للمبيدات ويزدهر في البيوت ذات التدفئة وفي مناطق الوصلات بوحدات حفظ الأمتعة في مجال السفر الدولي.

التعليقات