للحب والعلاقة الحميمية قوة سحرية لا يدركها الكثير، وتأثير إيجابي لا يتوقف عند الفوائد النفسية والسلوكية فقط، بل يمتد إلى تعزيز صحة الإنسان، والوقاية من الأمراض، ليكون إحدى الضروريات للصحة العامة للإنسان، وليس مجرد مشاعر وأحاسيس، حيث كشفت دراسة صدرت مؤخرا أن الحب والعناق وممارسة الجنس قد يكون لهم آثار إيجابية على الصحة، فالرجال المستقرون في علاقاتهم العاطفية ويحظون بحب زوجاتهم أقل عرضة لخطر الإصابة بالجلطة وأمراض القلب، حتى لو كان لديهم عوامل خطر مثل كبر السن أو ضغط الدم المرتفع.
وأشارت الدراسة التي أجرتها جامعة بولونا الإيطالية وشملت 10000 رجل، إلى أن الرجال معرضون لارتفاع خطر الإصابة بقرحة الاثني عشر في حال كان لديهم مشاكل مع زوجاتهن ولم يتمتعوا بالحب والدعم الكافي.
وقال الباحثون إن هناك عناصر أخرى تحسن الصحة ومرتبطة بالحب وهي العناق وممارسة الجنس، حيث وجدوا أن الأزواج الذين تعانقوا لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 ثانية وأمسكوا بأيدي بعضهم البعض لمدة 10 دقائق كانوا أقل توترا، وساعدهم ذلك في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي، بينما لوحظ أن الأزواج الذين لم يتلامسوا انخفض لديهم معدل دقات القلب والضغط، كما وجدت الدراسة أن الجماع بين الأزواج مفيد جداً لتعزيز صحة القلب، وتحسين الحالة والشعور النفسي.
ومن أهم النتائج التي توصّل إليها العلماء من الأبحاث، أن الحب والعلاقة الحميمية يعملان على تقوية جهاز المناعة، وتخفيف ومكافحة الإصابة ببعض أنواع الفيروسات، كما أوضحت الأبحاث أن للمعانقة تأثيرها الإيجابي في حماية المرء من التوتر الناجم عن التعرّض للعدوى، والإصابات الفيروسية، كما أنه عند عناق المقربين أو شخص ما مصدر ثقة، يتحرّر هرمون "الأوكسيتوسين" في مجرى الدم، مما يعمل على تخفيف حدة التوتر، وبالتالي تحسين قوة الذاكرة وعمل الدماغ، إضافة إلى أن العلاقة الحميمية والعناق يعملان على تحفيز الجهاز العصبي السمبتاوي لتحقيق التوازن والهدوء، ومن ثم الشعور بالطمأنينة والاستقلالية وتفريغ شحنات الغضب، مما يعمل على صفاء الذهن وتعزيز قوة الذاكرة.
اقرأ/ي أيضًا | ما علاقة أمراض اللثة بالزهايمر؟
قد يجهل بعض الأزواج الآثار الصحية التي تأتي من العلاقة الزوجية، حيث أنها تعود بالعديد من الآثار الصحية والنفسية على حياة الأزواج، فالعلاقة الزوجية المنتظمة من حيث النوعية، ولا يشترط زيادة عدد المرات، تعالج الكثير من الأمراض وتقوي جهاز المناعة.
التعليقات