تقرير أممي يجدد التحذير من تغيرات المناخ.. "فرصة ضئيلة لإنقاذ الكوكب"

نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمس الإثنين، تقريرًا، وفيه جدّدت تحذيرها من التغيرات المناخية والبيئية التي من شأنها تهديد الحياة على كوكب الأرض.

تقرير أممي يجدد التحذير من تغيرات المناخ..

من الفيضانات في أستراليا (أ ب)

نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمس الإثنين، تقريرًا، وفيه جدّدت تحذيرها من التغيرات المناخية والبيئية التي من شأنها تهديد الحياة على كوكب الأرض.

وتوقع التقرير الجديد لخبراء الأمم المتحدة حول المناخ، أن يعيش أكثر من مليار شخص بحلول 2050 في مناطق ساحلية مهددة بارتفاع مستوى المياه وفيضانات خلال هبوب عواصف.

وقال الخبراء إنه "بالنظر إلى تنقلات السكان وتركزهم على السواحل ولا سيما في المدن الكبيرة القريبة جدا من مستوى مياه البحر، قد يكون مليار شخص تقريبا مهددين بظواهر مناخية على المدى المتوسط وفي ظل كل السيناريوهات المتعلقة بانبعاثات غازات الدفيئة".

وأوضح الخبراء أنه في العام 2020، كان 896 مليون شخص أي 11% من سكان العالم يعيشون في مناطق ساحلية خفيضة.

وأشار التقرير إلى أن "التغير المناخي والطقس المتطرف يضران فعليا بالاقتصاد العالمي وقالوا إنه إذا استمر هذا الوضع دون أي تحرك لتغييره فسيؤدي إلى وقوع ملايين آخرين في براثن الفقر ويرفع أسعار المواد الغذائية ويُحدث اضطرابا في أسواق التجارة والعمل".

وخلص التقرير إلى أنه "لم يعد هناك سوى فرصة ضئيلة تتلاشى بسرعة لتأمين مستقبل مستدام يمكن للجميع العيش فيه".

وأوضح التقرير أن "التغير المناخي يؤثر على العالم بدرجة أسرع مما توقعه العلماء وذلك رغم تقاعس دول عن الحد من الانبعاثات الكربونية التي تعمل على زيادة درجات الحرارة العالمية".

وقال ملخص التقرير إنه "تم رصد أضرار اقتصادية للتغير المناخي في قطاعات عرضة للتأثر بالمناخ مع تداعيات إقليمية على الزراعة والغابات ومصايد الأسماك والطاقة والسياحة وإنتاجية العاملين في الأماكن المفتوحة".

وأضاف "أرزاق الأفراد تأثرت من خلال التغيرات في الإنتاجية الزراعية والتداعيات على صحة البشر والأمن الغذائي وتدمير المساكن والبنية التحتية وفقدان الممتلكات والدخل مع تداعيات سلبية على المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية".

وعمد التقرير إلى تجنب التقدير الكمي للتداعيات على الإنتاج العالمي مشيرا إلى اتساع نطاق التقديرات الحالية بناء على استخدام أساليب مختلفة لكنه قال إن الدول الأفقر ذات الاقتصاد الأضعف ستشعر بضرر شديد.

وفي ظل سيناريو وصفه التقرير بأنه قائم على ارتفاع معدل التأثر بالتغير المناخي وارتفاع كبير في درجات الحرارة قدر التقرير أن ما يصل إلى 183 مليون فرد آخرين سيعانون من سوء التغذية في الدول ذات الدخل المنخفض بسبب التغير المناخي بحلول 2050.

ويأتي التقرير وسط ارتفاع في أسعار الوقود العالمية والتضخم العالمي وهو ما دفع بعض الساسة إلى مقاومة المساعي الرامية لنشر مصادر الطاقة النظيفة مجادلين بأن ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة كلفة المعيشة لأشد الناس فقرا.

غير أن التقرير ركز على المخاطر التضخمية للتقاعس عن مكافحة ارتفاع درجات الحرارة واستند إلى أن الإجهاد الحراري من العمل في الأماكن المكشوفة سيؤدي إلى تراجع إنتاجية العاملين في قطاع الزراعة أو دفعهم إلى التحول للعمل في قطاعات أخرى.

وقال "وهذا سيتسبب في عواقب سلبية مثل انخفاض الإنتاج الغذائي وارتفاع أسعار الغذاء"، مضيفا أن ذلك سيؤدي لزيادة الفقر والتفاوتات الاقتصادية والهجرة اللاإرادية إلى المدن.

التعليقات