أثر التغيرات المناخية على طبقة الغلاف الجوي

يبدو أن التغيرات المناخية وتأثيرها على الغلاف الجوي هي حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ونشرات الأخبار والتقارير البيئية التي تصدرها جهات رسمية أو مراكز علمية متخصصة. وللاطلاع أكثر على هذه التغيرات والتأثيرات لخصنا لكم أهم

أثر التغيرات المناخية على طبقة الغلاف الجوي

(توضيحية - unsplash)

يبدو أن التغيرات المناخية وتأثيرها على الغلاف الجوي هي حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ونشرات الأخبار والتقارير البيئية التي تصدرها جهات رسمية أو مراكز علمية متخصصة. وللاطلاع أكثر على هذه التغيرات والتأثيرات لخصنا لكم أهم النقاط التي يجب معرفتها بهذا الخصوص.

تأثير التغيرات المناخية على طبقة الغلاف الجوي

أثر التغيرات المناخية على طبقة الأوزون

ما هي طبقة الأوزون؟

ما هي طبقة الأوزون؟

يتكون الغلاف الجوي من عدة طبقات وأهمها طبقة الأوزون حيث سميت بهذا الاسم لاحتوائها على عدة غازات ولكن يشكل غاز الأوزون النسبة الأكبر، ويوجد فيها بشكل مكثف حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحويل البعض من غاز الأوكسجين في الطبقة إلى غاز الأوزون. اكتُشفت طبقة الأوزون لأول مرة من قبل "شارل فابري" و "هنري بويسون" في عام 1913 وقام الفيزيائي وعالم الطقس البريطاني "غوردون دوبسون" بتقديم وشرح المزيد من التفاصيل عنها.

تقع طبقة الأوزون في القسم السفلي من طبقة "الستراتوسفير" ويكون لونها أزرق ومائل للخضرة. تتمثل أهمية طبقة الأوزون الكبيرة بحمايتها لكوكب الأرض من كل الإشعاعات المضرة من الناحية البيولوجية مثل الأشعة الفوق البنفسجية التي تسبب الكثير من الأمراض وسرطان الجلد والأضرار على جميع الكائنات الحية.

ثقب الأوزون

للأسف أظهرت الأقمار الصناعية عام 1978 أن كمية غاز الأوزون في الغلاف الجوي انخفضت بنسبة 5% عن الأعوام السابقة، وظلت تستمر بالانخفاض إلى أن وصلت لنسبة 50% في عام 1985 ليتم اكتشاف ثقب الأوزون فوق منطقة القطب الجنوبي. وقد لوحظ أن الثقب يظهر فقط في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر حيث يتسع في فصل الخريف ويختفي بحلول شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وبالرغم من الظهور الموسمي للثقب لكنه في كل مرة يظهر يزداد اتساعا وهذا أمر سيء وخطير حيث أن اتساع الثقب يعني ارتفاع نسبة الأشعة الفوق بنفسجية المتسربة التي تسبب ارتفاع نسبة " الأوزون التروبوسفيري" بسبب تفاعلها مع غازات الاحتراق المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات وهو معروف بتركيبته المؤكسدة والتي لها تأثير خطير خاصة لمرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسي المختلفة.

درجات حرارة عالية

إن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة يعود لارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مثل غاز ثنائي أوكسيد الكربون co2 والميثان CH4 وبخار الماء. وهذا يؤدي لزيادة الاحتباس الحراري الذي يعود بالضرر على ثقب الأوزون بسبب منع تلك الطبقة الدفيئة من الغازات لمرور الحرارة إلى طبقة الستراتوسفير وبالتالي برودته واستنزاف الأوزون الموجود فيه وهذا يؤثر بشكل سلبي على اتساع ثقب الأوزون والسماح لكمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية بالتسرب للأرض.

انتشار ظاهرة الجفاف

إن ارتفاع درجات الحرارة هو سبب رئيسي لانتشار ظاهرة التصحر وانخفاض عدد الأراضي الصالحة للزراعة بسبب الجفاف وقلة المياه نتيجة تبخرها بفعل الحرارة، فقد ازدادت في الآونة الأخيرة مساحات الصحراء ومحدودية الأراضي الزراعية وأدى ذلك للعديد من المخاطر كاندلاع الحرائق والموت للعديد من الأنواع الحية وبداية انقراضها.

عواصف شديدة وقوية

عواصف شديدة وقوية

تسبب التغيرات المناخية التي يتعرض لها كوكب الأرض بزيادة حدة العواصف وزيادة هطول الأمطار، بسبب درجات الحرارة المرتفعة ونسبة بخار الماء المتزايدة في الجو. حيث تؤدي درجات الحرارة المتذبذبة والمتباينة لتبخر الماء الموجود وجفاف الأراضي لحدوث عواصف شديدة ترابية ورملية مسببة توسع المساحات الجافة والضرر بالغلاف الأرضي والمحيط الحيوي خسائر مادية وبشرية كبيرة.

حدوث فيضانات

إن بخار الماء المتزايد في الجو بفعل الحرارة هو عامل رئيسي لحدوث هطول مطري وثلجي شديد محدثا العديد من الفيضانات المدمرة في عدة مناطق من العالم، وفي مناطق أخرى فإن ندرة المياه بسبب التبخر الزائد تسبب في جفاف التربة وموت النباتات والأشجار المسؤولة عن إطلاق غاز الأوكسجين الضروري للتنفس في الجو واختفاء أشكال الحياة فيها وبالتالي خلل في طبقة الأوزون والتوازن البيئي.

احترار المحيطات وارتفاع مستوى سطحها

مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن مياه المحيطات تقوم بامتصاص هذه الحرارة التي تتسبب بتذويب الصفائح الجليدية وارتفاع مستوى الماء في المحيطات. ومن الواضح أن هذا الارتفاع في المنسوب يشكل تهديدا كبيرا على الجزر والمناطق المنخفضة والساحلية. ويجب الإشارة إلى أن مياه المحيطات تمتص أيضا غاز ثنائي أوكسيد الكربون من الجو، لذلك فإن تزايد نسبة غاز co2 في الغلاف الجوي ستؤدي لزيادته في ماء المحيطات أي زيادة في حموضتها وتعريض الكائنات الحية المائية للخطر.

انقراض الأنواع الحية

إن التغيرات المناخية المستمرة شكلت عاملا خطيرا مهددا لحياة العديد من الأنواع الحية، حيث أن تدمير البيئات الطبيعية بسبب القطع الجائر والحرائق والجفاف وعدة عوامل أخرى كالتلوث وانتشار الأمراض والأوبئة أدى كلها لاختلالات في التوازن البيئي وموت الكثير من الحيوانات والنباتات وانقراض بعضها بسبب عدم قدرتها على إيجاد مكان بظروف مناسبة لاستمراريتها. أيضا ارتفاع درجات الحرارة بسبب الغازات الدفيئة له تأثير سلبي على الحياة والكائنات البحرية.

نقص التغذية

أدى الاختلال في التوازن البيئي نتيجة التغيرات المناخية والتقلبات الجوية المستمرة إلى نقص في الغذاء أيضا، فانخفاض المساحات الصالحة للزراعة وتربية الماشية وارتفاع الحرارة وجفاف الأراضي ودمار مصايد الأسماك والكائنات البحرية أدى لتفاقم مشاكل تأمين الغذاء وإلى مشاكل اقتصادية وحدوث المجاعات وانتشار الفقر والعديد من الأمراض منها سوء التغذية.

ازدياد المخاطر الصحيّة

حيث أن زيادة تسرب الأشعة فوق البنفسجية للأرض تؤدي لحروق في البشرة وسرطانات الجلد ومشاكل في الرؤية مثل مرض عتامة العين. كما أن احتراق الوقود الأحفوري في المصانع وعوادم السيارات بالإضافة للتدخين ووجود غازات دفيئة بكثافة في الهواء يلوثه ويجعل من الهواء عاملا ممرضا ومؤذي خاصة لمرضى الربو والحساسية، وينقل العدوى لكثير من الأمراض مثل الحمى الصفراء والطاعون ومرض النوم والملاريا.

الفقر ونزوح السكان

الفقر ونزوح السكان

يضطر العديد من السكان في هذه الأيام للهجرة والنزوح بحثا عن مكان آخر للعيش لعدة أسباب منها تدمير الفيضانات والأعاصير والعواصف للبيوت والممتلكات وأيضا للمحاصيل والمزروعات، حيث يواجه البعض صعوبة في إعادة الإعمار ومنهم من لا يستطيع العمل بسبب الحرارة المرتفعة. الأمر الذي يؤدي إلى الفقر وتدني كبير في الأوضاع الاقتصادية فيلجأ الكثيرون للمغادرة بحثا عن الأمان من الكوارث الطبيعية وإيجاد مكان أفضل وفرص مناسبة للعمل.

هل من حلول لهذه التغيرات المناخية؟

بالطبع، لتفادي التغيرات المناخية السلبية وتبعاتها ومشاكلها علينا حماية الغلاف الجوي للكوكب وبالأخص طبقة الأوزون حيث أنها الأكثر تأثيرا على المناخ. وتوجد الكثير من الطرق للوقاية من آثار التغيرات المناخية وعكس آثارها على الغلاف الجوي ومنها:

  • البدء بتخفيف كثافة الغازات الدفيئة باستبدال السيارات الشخصية بوسائل النقل العامة لتخفيف الوقود المحترق المنبعث من العوادم.
  • يجب الانتباه لتجنب استعمال مواد التنظيف الضارة والمبيدات الحشرية واستبدالها بمكونات طبيعية، حيث تحتوي تلك المنظفات على مواد كيميائية ضارة ومذيبة ومساعدة على التآكل.
  • إن أعطال مكيفات الهواء تتسبب في انتشار مركبات كربون فلورية كلورية وهي مركبات ضارة بطبقة الستراتوسفير والأوزون لذلك يجب الحفاظ على صحة مكيفات الهواء والمبردات.
  • من المهم الوعي بالمخاطر التي يسببها احتراق الوقود الأحفوري لذلك يجب اللجوء لاستعمال بدائل مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
  • لا يجب أن ننسى أهمية نشر الوعي تجاه قطع الأشجار والرعي الجائر وسن القوانين المناسبة للحد من انتشار التصحر.

التعليقات