التصحر وأسبابه

التصحر هو عبارة عن تعرض الأرض لمجموعة من العوامل الجوية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة. تتعرض التَربة في هذه العملية إلى فقدان العديد من خصائصها وانعدام الحياة النباتية، مما يؤثر على قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي

التصحر وأسبابه

(توضيحية - unsplash)

ما هو التصحر؟

التصحر هو عبارة عن تعرض الأرض لمجموعة من العوامل الجوية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة. تتعرض التَربة في هذه العملية إلى فقدان العديد من خصائصها وانعدام الحياة النباتية، مما يؤثر على قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة البشرية وكذلك دعم الحياة الحيوانية.

يعتبر التصحر جائحة عالمية تعاني منها العديد من دول العالم. وهو عبارة عن تناقص في قدرة الأرض على الإنتاج البيولوجي بالإضافة إلى تدهور خصوبة الأرض المنتجة وتصبح شبيهة بمناخ المناطق الصحراوية، لذلك يؤدي التصحر إلى تدهور في الإنتاج الزراعي. وحسب الإحصائيات العالمية فقد بلغ مجموع مساحات الأراضي المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع بينما تصل مساحة هذه الأراضي إلى حوالي 16 مليون كيلو متر مربع من مساحة الوطن العربي ككل أي تبلغ النسبة حوالي 28% من مجموع المناطق المتصحرة في العالم. ويؤثر التصحر على إنتاج الأرض للمزروعات مما يؤدي إلى انتشار الجفاف في العديد من مناطق الوطن العربي.

أسباب التصحر

على الرغم من أنَ السبب الرئيسي للتصحر هو العوامل الجوية إلا أنَ تأثير العوامل البشرية على التصحر كبير ومن هذه العوامل البشرية التي تؤدي للتصحر:

  • استغلال الأراضي الزراعية بشكل سيء ومفرط إذ يؤدي ذلك إلى إضعاف التربة وإفقارها من حيث العناصر والمكونات التي تبقيها خصبة وبالتالي يؤدي إلى استنزافها وخسارتها.
  • إزالة الغابات لأغراض صناعية أو سكانية التي بدورها تساعد بشكل كبير على تماسك تربة الأراضي الزراعية.
  • طرق الريَ القديمة والرديئة تؤدي إلى إضعاف التربة وهذا يتعلق غالبا بالفقر.
  • الرعي الجائر.

طرق مكافحة التصحر

الأرض المتعرضة للتصحر

من الصعب إرجاع ميت إلى الحياة وكذلك الأرض فمن الصعب إعادة الأرض المتعرضة للتصحر إلى خصوبتها لذلك يجب مكافحة المشكلة قبل فوات الأوان وتدهور التربة. يتمثل ذلك بعدة أمور قد تساعد في مكافحة التصحر من أهمها:

تنظيم الرعي

يجب على البلدان تنظيم الرعي وإدارته بطريقة صحيحة وتنمية المراعي وتخفيف الرعي الجائر وتنظيم عملية الرعي في مراعي خاصة بالقطعان.

التشجير

إن أفضل الحلول لتثبيت الكثبان الرملية هو التشجير، ولكن لا بد من اختيار أنواع نباتية مناسبة من حيث الطول والثخانة وقوة الجذور ومقاومة الظروف البيئية من أجل الحد من هذه المشكلة.

تثبيت التربة والكثبان الرملية

يمكن محاولة تثبيت الكثبان الرملية وذلك عبر عدة طرق مثل:

الطرق الميكانيكية

وذلك عبر إقامة حواجز عمودية بحيث تكون هذه الحواجز على اتجاه الرياح ومنها:

الحواجز النباتية

يوجد عدد كبير من النباتات التي لها دور فعال في تثبيت الرمال المتحركة.

الحواجز الصلبة

وذلك عن طريق استخدام حواجز ساترة من الجدران الصلبة أو عن طريق استخدام جذوع الأشجار القوية والكبيرة والمتشابكة مع بعضها البعض

الطرق الكيميائية

إن الطرق الكيميائية تساهم في تثبيت الكثبان الرملية عن طريق رش مشتقات نفطية على شكل رذاذ من الجو حيث يلتصق هذا الرذاذ بالتربة السطحية، لكن لهذه الطريقة مساوئ عديدة منها تلوث التربة والمياه والتأثير على النباتات وكذلك على الحيوانات.

ترشيد استهلاك المياه

إنَ استغلال الموارد المائية وترشيد استخدامها واستخدام طرق الري الحديثة يساعد في مواجهة هذه الظاهرة، إذ أنَ القدرات البشرية تساعد في حل المشكلة وذلك عن طريق استخدام تكنولوجيا حديثة لذلك من الضروري نشر الوعي البيئي بين المواطنين وخاصة اصحاب المواشي والرعاة.

التصحر عالميا

ظاهرة التصحر جائحة عالمية

إنً ظاهرة التصحر جائحة عالمية قامت باستنزاف التربة وتحويل مساحات خصبة وواسعة من أراضي منتجة إلى مساحات فقيرة بالحياة النباتية وكذلك الحيوانية، يعود هذا إلى الأساليب الوحشية التي يقوم بها الإنسان تجاه الأرض أو إلى التغيرات المناخية، حيث يكون المتضرر الأكبر من العوامل الجوية والعوامل البشرية السيئة هو التربة.

البعض يعتقد أن الأرض هي نفسها التربة لكن بالحقيقة هناك اختلاف بينهما، فالتربة هي طبقة سطحية من الأرض رقيقة صالحة للزراعة ونمو النباتات حيث تنمو بها الجذور وتنغرس بداخلها لكي تحصل على المواد الغذائية اللازمة لنموها وحياتها. تتشكل التربة من عملية تحلل المواد العضوية الناتجة عن روث الحيوانات وتحلل جثث الحيوانات التي تبقى مدفونة في الأرض ملايين السنين. وتتأثر التربة بعوامل عديدة مثل:

  • المناخ
  • الحرارة
  • الرطوبة
  • الرياح
  • التعامل الخاطئ للإنسان مع التربة من الناحية الزراعية من تسميد وريَ وعملية إصلاح وغيرها

تبلغ تكلفة التصحر عالميا حوالي 42 مليار دولار سنويا، أما التكلفة العالمية من أجل عملية إصلاح وإعادة تأهيل الأراضي ضد ظاهرة التصحر فتقدر ما بين 10-22.4 مليار دولار سنويا بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

إحصائيات عالمية عن التصحر

ولعل وضع بعض الإحصائيات والأرقام أمامكم يكون كفيلا بتسليط الضوء وتركيزه على ضخامة المشكلة:

  • على الصعيد العالمي 30% من سطح الأرض يتعرض لخطر التصحر الذي يؤثر على حياة مليار شخص بالعالم.
  • أما بالنسبة للأراضي الجافة في العالم فقد فقدت أكثر من 25% من الأراضي من قدرتها الإنتاجية.
  • كل عام يفقد العالم حوالي 10 هكتار من الأراضي للتصحر.

اعتمدت الأمم المتحدة نتيجة ما يشكله التصحر والجفاف من مساوئ على الأرض يوما عالميا ضد التصحر في السابع عشر من حزيران/يونيو من كل عام.

الصين ومشكلة التصحر

أحد أهم الأمثلة الواضحة للتصحر هو ما يحدث في أراضي الصين حاليا؛ حيث عانت من إحدى أشدَ العواصف الترابية التي واجهت هذا البلد عبر التاريخ. إذ تعرضت مناطق واسعة من شمال البلاد إلى عملية التصحر بسبب العواصف الترابية التي أثرت بشكل كبير على قرية لانجباوشان وهددتها بالاختفاء عن وجه الأرض، وحسب التوقعات فإنه خلال عامين سوف تختفي أول بيوتها.

نسبيا تتحرك هذه الرمال باتجاه القرية بمقدار 20 مترا في السنة الواحدة وما على سكانها سوى انتظار وصولها إليهم. وهذا ما ينجم عن إزالة الغابات والرعي الجائر وغيرها من أخطار. تقوم الحكومة الصينية في هذه الأيام بإنشاء حملة قومية على امتداد تلك البلاد لتشجير الصحراء جاهدةً أن تمتد هذه الأشجار بجذورها في مناطق واسعة لتتمكن من تثبيت الرمال الآخذة بالتوسع.

أصدرت الحكومة الصينية قوانين صارمة لمنع إزالة الغابات، لكن هذه الحكومة قد اعترفت أيضا بأن كل تلك الإجراءات والقوانين ليست كافية لدحر الصحراء، حيث أنَ معدل نمو الصحراء في كافة بقاع الصين يبلغ حوالي 200 كيلومتر في الشهر الواحد.

التعليقات