"ديدان خارقة" قد تكون أداة لتدوير البلاستيك

توصّل عدد من العلماء في دراسة أعدّوها إلى أن الديدان يمكن أن تكون أداة مفيدة في التخلّص من البوليسترين، أحد أنواع البلاستيك الأكثر شيوعًا في عدد من المنتجات الاستهلاكية كالتغليف وأدوات المائدة ذات الاستخدام الواحد، تفاديًا لما يسببه من تلوث للمحيطات وتهديد

توضيحية (Pixabay)

توصّل عدد من العلماء في دراسة أعدّوها إلى أن الديدان يمكن أن تكون أداة مفيدة في التخلّص من البوليسترين، أحد أنواع البلاستيك الأكثر شيوعًا في عدد من المنتجات الاستهلاكية كالتغليف وأدوات المائدة ذات الاستخدام الواحد، تفاديًا لما يسببه من تلوث للمحيطات وتهديد للحياة البحرية، أو لدفنه في مطامر النفايات، إذ أن إعادة تدويره ليست متاحة بسهولة.

فبفضل أنزيماتها المعوية، يمكن أن تشكّل يرقات الخنفساء "زوفوباس موريو" وسيلة لتحقيق معدل أعلى لإعادة تدوير البلاستيك، وفقا لباحثين من جامعة كوينزلاند الأسترالية.

وقال كريس رينكي الذي أدار دراسة نُشرت، الخميس، في مجلة "مايكروبيال جينوميكس" لوكالة "فرانس برس" إن "بحثًا سابقًا أظهر أن ديدان الشمع والدقيق الصغيرة (وهي أيضًا يرقات خنفساء) معروفة بكونها تستهلك البلاستيك".

وأضاف "لذلك افترضنا أن الديدان الخارقة الأكبر حجمًا يمكن أن تأكل المزيد".

ويمكن أن يبلغ حجم الديدان الخارقة بعد نموه خمسة سنتيمترات وتتم تربيتها كمصدر غذاء للزواحف والطيور أو حتى للبشر في بعض الدول كتايلاند والمكسيك.

ووفّر رينكي وفريقه الديدان الخارقة أنواعًا غذائية مختلفة لمدة ثلاثة أسابيع، فأعطي بعضها البوليسترين، والبعض الآخر النخالة، والقسم الثالث لم يعطَ أي نوع.

وأتاح ذلك للباحثين، على قول رينكي، التأكد من أن "الديدان الخارقة يمكن أن تعتاش من نظام غذائي يقوم على البوليسترين وحده، حتى أنها تكتسب بعض الوزن مقارنة بمجموعة الديدان التي تم تجويعها، مما يعني أن الديدان يمكن أن تكتسب طاقة بتغذّيها من البوليسترين".

ومع أن الديدان الخارقة التي غذيت بالبوليسترين أكملت دورة حياتها وأصبحت خنافس بالغة، بيّنت الاختبارات أن أحشاءها تفتقر إلى التنوع الميكروبي، وأنها تحوي عناصر قد تسبب الأمراض.

وتعني هذه النتائج أن الحشرات يمكن أن تكتفي بالتغذي من البوليسترين، لكنّ هذا النظام الغذائي ليس مغذيًا وقد يؤثر على صحتها.

ولجأ الفريق في المرحلة التالية إلى التقنية الميتاجينومية لتحليل التنوع الميكروبي في القناة الهضمية ومعرفة أي نوع من الإنزيمات المشفرة جينيًا يتولى التكسير الحيوي للبلاستيك.

وتتمثل إحدى طرق استخدام النتائج في تزويد الديدان الخارقة بنفايات الطعام أو المنتجات الحيوية الزراعية لتستهلكها إلى جانب البوليسترين.

وقال رينكي إنها "قد تكون وسيلة لتحسين صحة الديدان وحل مشكلة الكميات الكبيرة من نفايات الطعام في الدول الغربية".

ومع أن تربية المزيد من الديدان تشكّل أحد الخيارات الممكنة لتحقيق هذا الهدف، يطرح رينكي حلًا آخر يقوم على إنشاء مصانع إعادة تدوير تقلّد ما تفعله اليرقات، وهو تمزيق البلاستيك أولًا ثم التخلص منه.

وقال الباحث الذي يعتزم إجراء أبحاث إضافية لتحديد الإنزيمات الأكثر فاعلية ثم العمل على تحسينها من خلال هندسة الإنزيمات "ما نريده في النهاية هو حذف الديدان الخارقة من المعادلة" والاستغناء عنها.

التعليقات