لغز مثلث برمودا

لعقود مضت سيطر الغموض على المحيط الأطلسي والسفن والطائرات والأشخاص الذين يختفون أثناء عبورهم فيه أو فوقه. اختفت عشرات السفن في الماضي في المنطقة المقابلة لشاطئ ميامي وبورتو ريكو وجزيرة برمودا في المنطقة التي تسمى مثلث برمودا لأسباب غير معروفة.

عادة ما تحيط ظروف غامضة لا يمكن تفسيرها باختفاء الطائرات والسفن هذه، فعلى سبيل المثال شعر كابتن طائرة حربية تابعة للولايات المتحدة الأميركية أنه مشوش الذهن وغير واعي أثناء مروره قرب هذه المنطقة إلا أنه تمكن من النجاة. تختفي الطائرات والبواخر التي تقع ضحية برمودا وكأنها تتبخر من الوجود حتى خلال أيام الطقس الجميل دون أن يرسلوا أي رسالة استغاثة.

لكن الحقيقة مغايرة لكل ما سبق إذ لم يستطع أحد إثبات وجود لغز أو غرابة في حوادث الاختفاء هذه لأن الكثير من الحوادث المشابهة تقع في بقع أخرى من الأرض لا بل يجوب الناس المنطقة ويبحرون فيها بشكل يومي دون أن يواجهوا أي مشاكل أو يلاحظوا أي أخطار غريبة.

حوادث غامضة مشهورة ترتبط بمثلث برمودا

كريستوفر كولومبوس ومثلث برمودا

يشير اسم مثلث برمودا أو مثلث الشيطان إلى مساحة تبلغ 500.000 ميل مربع في المحيط الأطلسي بالقرب من الرأس الجنوبي لولاية فلوريدا. في القديم عندما سافر كريستوفر كولومبوس إلى أميركا في المرة الأولى، سجل أنه شاهد نارا عظيمة تنزل من السماء وتصطدم بمياه المحيط كما أن الضوء الغريب تكررت مشاهدته بعد عدة أسابيع من الحادثة الأولى. يظن العلماء أن ما شاهده كولومبوس لم يكن إلا سقوط شهب.

مما زاد من استغراب كولومبوس من هذه المنطقة أنه أثناء إبحاره لاحظ حركة غريبة للبوصلة. يفسر العلم هذه الملاحظة بأن مثلث برمودا واحد من المناطق القليلة على الكرة الأرضية التي يتطابق فيها الشمال على البوصلة (الشمال المغناطيسي) مع الشمال الحقيقي على الأرض.

ويليام شيكسبير ومثلث برمودا

قد يكون الكاتب المسرحي والشاعر البريطاني الشهير ويليام شكسبير قد ساهم بإضافة الغموض إلى مثلث برمودا، إذ أن الكثير من الأكاديميين يقولون إن أحداث مسرحية "The Tempest" مبنية على حادثة تحطم إحدى السفن في الواقع.

من هو جوشوا سلوكم؟

جوشوا سلوكم هو أول شخص قام بالإبحار حول العالم كاملا لوحده وعلى الرغم من تخطيه الكثير من المصاعب والأهوال خلال رحلته التاريخية ونجاحه في إتمامها إلا أنه أصبح واحدا من ضحايا مثلث برمودا عام 1909 أثناء رحلة إلى أميركا الجنوبية. وبالرغم من أن أحدا لا يمكنه الجزم بأن مثلث برمودا هو المسؤول عن اختفاء سلوكم إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى هذه البقعة الجغرافية المريبة.

السفن البحرية الأميركية

في آذار/مارس عام 1918 حصلت كارثة لسفينة البحرية الأميركية "USS Cyclops" التي بلغ طولها 542 قدم وعلى ظهرها 300 بحار وحوالي 10000 طن من فلذات المنغنيز. غرقت هذه السفينة بين باربادوس وخليج شيزابيك دون أن ترسل أي إشارة استغاثة مع أنها مجهزة بأحدث التقنيات آنذاك لهذه الغاية.

وفي 1941 تكررت حادثة غرق إحدى سفن البحرية الأميركية حيث غرقت سفينتان دون وجود أي أثر أو بقايا أو ركام يدل على وجودهما أو غرقهما وبالطبع دون أن تطلقا نداءات استغاثة.

الطائرات الأميركية الحربية

ليس من الغريب أن الطائرات والسفن الأميركية هي الأكثر تسجيلا لحوادث غريبة في مثلث برمودا ويعود السبب إلى قربه الجغرافي منها بالطبع وازدحام الحركة الملاحية الجوية والبحرية في هذه المنطقة. ففي كانون الأول/ديسمبر 1945 انطلقت خمس حاملات صواريخ من فلوريدا وعلى متنها 14 عنصرا لإجراء مناورات وتجارب في مناطق نائية من المحيط.

وتعرضت أجهزة الطائرة القائدة للفريق لخطأ فني أو التشويش وتاهت الطائرات الخمس إلى أن نفذ منها الوقود ووقعت في الماء. وفي نفس اليوم انطلقت طائرة إنقاذ وعلى متنها 13 شخصا لإنقاذ طواقم الطائرات الخمس إلا أنه تم فقدانها أيضا. استمر البحث عن الطائرات الست لمدة أسبوع ليصدر تقرير رسمي من البحرية الأميركية يقول "وكأن كل هذه الطائرات قد ذهبت جميعها إلى المريخ".

نظريات حول مثلث برمودا

ماذا تقول وسائل الإعلام عن مثلث برمودا؟

يعود الفضل بوضع مصطلح "مثلث برمودا" إلى الصحافي والكاتب، فينسنت غاديس، الذي أطلقه إلى العامة في إحدى مقالاته بعد تكرار الحوادث الغامضة في هذه المنطقة بما في ذلك اختفاء ثلاث طائرات من ناقلات الركاب بالرغم من إرسالها إشارات تطمئن أبراج المراقبة أو "الأمور على ما يرام" بشكل اعتيادي.

وفي عام 1974 قام الكاتب تشارلز بيرليتز بإصدار كتاب عن أسطورة برمودا مما أشعل نار الغموض حول تلك المنطقة خصوصا وأن الكتاب حقق أرقام مبيعات هائلة.

قدرات فوق الطبيعة

تتالت منذ ذلك الحين نظريات المؤامرة والنظريات التي تتعلق بالمخلوقات الفضائية وغرق قارة أطلانتس الأسطورية واختفائها والنظريات التي تدعم وجود الوحوش وحتى نظريات الخيال العلمي مثل حقول المغنطة العكسية وغيرها الكثير والكثير من النظريات.

النظريات الرسمية والعلمية عن مثلث برمودا

ماذا يقول العلم عن مثلث برمودا؟

هناك بالفعل نظريات علمية تدور حول مثلث برمودا والحوادث التي تتكرر فيه. تعزو هذه النظريات حوادث فقدان السفن والأشخاص والطائرات إلى:

• شذوذات مغناطيسية.
• تيارات مائية حادة ومعاكسة.
• إطلاق غاز الميثان من قاع المحيط.

تفسر هذه النظريات الحوادث التي لا يجد لها عقل الإنسان العادي مبررا إلا أنها تبقى مجرد نظريات غير مثبتة.

سبب واحد لكل الحوادث

يقول المشككون بنظريات المؤامرة حول مثلث برمودا إن محاولة العثور على سبب واحد خلف كل هذه الحوادث والكوارث يمكن مقارنتها بمحاولة إيجاد سبب واحد لكل حوادث السير التي تحصل حول العالم.

إلى ذلك، فإن العواصف الهوجاء التي تحدث في مثلث برمودا وطبيعته القاسية من حيث التيارات القوية وأنواع الحيد الكثيرة فيه قد تكون سببا إضافيا للتحديات الملاحية.

وتفيد شركات التأمين الكبرى في العالم أن مثلث برمودا لا يعتبر في الحقيقة منطقة خطيرة، خصوصا وأن دراسة ملفات الطائرات والسفن التي تم فقدانها في هذه البقعة لا تشير إلى أي حوادث فوق الطبيعية وإنما يمكن تفسيرها بأسباب مادية.