رصد فقاعة غاز حول الثقب الأسود العملاق في مجرة درب التبانة

كتشف تلسكوب "شاندرا" الفضائي "انبعاثًا هائلاً" للأشعة السينية من الثقب الأسود العملاق الواقع وسط مجرة درب التبانة. وأدت دفقة الطاقة إلى إصدار فقاعة من الغاز مرت حول الثقب الأسود بأقصى سرعة.

رصد فقاعة غاز حول الثقب الأسود العملاق في مجرة درب التبانة

صورة لثقب أسود في درب التبانة ألتقطت عام 2014 (Getty Images)

هل يتمكن العلماء أخيرا من التعرف طريقة عمل الثقوب السوداء؟ رصد علماء فلك "ظهورًا عابرًا" لفقاعة من الغاز تدور بسرعات "مذهلة" حول الثقب الأسود في وسط مجرّة درب التبانة التي تضمّ الأرض، وفقاً لدراسة علمية نُشرت الخميس.

ومن شأن اكتشاف هذه الفقاعة التي لم تتجاوز مدة ظهورها بضع ساعات، أن يوفر معلومات عن سلوك الثقوب السوداء. وما يزيد من غموض هذه الأجسام الفلكية أنها غير ظاهرة بكل ما للكلمة من معنى، إذ أن قوة جاذبيتها تمنع حتى الضوء من التسرب منها.

ويبعد الثقب الأسود العملاق "ساجيتاريوس إيه" الواقع وسط مجرة درب التبانة، نحو 27 ألف سنة ضوئية عن كوكب الأرض، وأمكنَ اكتشافه بفضل حركة النجوم التي تدور حوله. ونشرت شبكة "آي إتش تي" الدولية للمراصد الفلكية الراديوية في أيار/ مايو الماضي أول صورة لحلقة المادة التي تُزنّر الثقب الأسود قبل امتصاصها فيه.

(Getty Images)

والتقط تلسكوب "ألما"، وهو أحد هذه المراصد ويقع في تشيلي، إشارة "مفاجئة جدًا" في بيانات مراقبة "ساجيتاريوس إيه"، على ما أوضح عالِم الفيزياء الفلكية، ماسيك ويلغوس، من معهد "ماكس بلانك" الألماني لعلم الفلك الراديوي.

وقبل دقائق قليلة من التقاط "ألما" هذه البيانات، اكتشف تلسكوب "شاندرا" الفضائي "انبعاثًا هائلاً" للأشعة السينية من "ساجيتاريوس إيه"، بحسب ما شرح ويلغوس.

وأدت دفقة الطاقة هذه التي يُعتقد أنها تشبه العواصف الشمسية النابعة من الشمس، إلى إصدار فقاعة من الغاز مرت حول الثقب الأسود بأقصى سرعة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس".

وأتاحت الظاهرة التي استمرت نحو ساعة ونصف ساعة، إجراء حسابات أظهرت أن فقاعة الغاز دارت دورة كاملة حول الثقب الأسود في 70 دقيقة فقط، وبالتالي بسرعة تعادل 30% من سرعة الضوء التي تصل إلى 300 ألف كيلومتر في الثانية، وهي سرعة "تفوق الخيال"، بحسب ماسيك ويلغوس.

ويرجّح أن تكون الظاهرة ذات منشأ مغناطيسي، وفقًا لنظرية شرحها العالِم. وللمجال المغناطيسي للثقب الأسود قوة كبيرة جدًا لدرجة أنه يحول دون امتصاص قسم من المادة التي تدور حوله.

إلا أن تراكم المادة هذا يؤدي إلى "انفجار للتدفق" الذي يخترق المجال المغناطيسي ويطلق دفقة من الطاقة، على شكل فقاعة من الغاز، وفقًا لعالم الفيزياء الفلكية.

ويُتوقع أن تساعد مراقبة هذه الحقول المغناطيسية في فهم طريقة عمل الثقوب السوداء، وفي إظهار مدى سرعة دوران هذه الثقوب السوداء على نفسها.

التعليقات