ما هي الغازات الدفيئة؟ وهل هي خطيرة؟

احتراق الوقود الأحفوري والقطع الجائر للأشجار والغابات هما عاملان رئيسيان لارتفاع نسب غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، حيث أن إزالة الأشجار لاستخدام الأراضي للسكن والصناعة وعلى وجه الخصوص

ما هي الغازات الدفيئة؟ وهل هي خطيرة؟

(توضيحية)

تأثير الغازات الدفيئة

يرمز لخليط الغازات الدفيئة المحيطة بالكرة الأرضية بالاختصار (GHG). ويمكن تعريفها بأنها مجموعة الغازات التي تمتلك خاصية مختلفة ومميزة عن باقي الغازات وهي قدرتها على أن تمتص الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأرض حيث تقوم بالاحتفاظ بها فتسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء، وبالتالي فإن ارتفاع درجات الحرارة هذا يؤدي إلى انخفاض معدل ضياع الحرارة المطلقة من الأرض إلى الفضاء أي بقاء الحرارة العالية محيطة بالأرض وبالتالي سخونة الجو وتشكل ظاهرة "الاحتباس الحراري" أو "الاحترار العالمي".

أثبتت الدراسات أنه لولا وجود الغازات الدفيئة لتدنى المعدل المتوسط لدرجات حرارة الأرض إلى حوالي (18-) أي ما يقارب (0) درجة فهرنهايت بدلا من المعدل الحالي الذي يبلغ (15) درجة مئوية أي 59 درجة فهرنهايت. على الرغم من أن الغازات الدفيئة نسبتها قليلة جدا في الغلاف الجوي حيث أن وجودها يمثل نسبة الواحد إلى ألف ضمن غازات الغلاف الجوي الأرضي إلا أن تأثيرها واضح وخطير جدا وخصوصا فيما يتعلق بالاحتباس الحراري.

الغازات الدفيئة

الغازات الدفيئة

أهم الغازات الدفيئة وأكثرها وفرة في الغلاف الأرضي الجوي هي:

  • بخار الماء (H2O)، وهو نتاج لعمليات التبخر في المسطحات المائية على الأرض بالإضافة لذوبان الجليد في الأقطاب والمناطق الباردة.
  • غاز أوكسيد النيتروز (N2O).
  • غاز ثنائي أوكسيد الكربون (CO2)، وتبلغ نسبته في الجو 0.04%، وهو نتاج احتراق الوقود الأحفوري، ويوجد في أي مصدر من مصادر الدخان كعوادم السيارات والمصانع الضخمة والمعامل الكيميائية.
  • غاز الميثان (Methane CH4)، ومن المعروف عنه أنه يصدر من فضلات الحيوانات.
  • غاز الأوزون (Ozone O3).
  • غاز الكلوروفلوروكربون (CFCs) وقد كان يستخدم في التبريد داخل البرادات والثلاجات، لكنه أصبح ممنوعا من الاستخدام ضمن معظم دول العالم بعد أن أثبتت الدراسات خطورته في زيادة ثقب الأوزون بسبب قدرته على التفاعل مع طبقة الأوزون.
  • مركبات الكربون الهيدرو فلورية (HCFCs).
  • المركبات الكربونية الهيدروكلورية فلورية (HFCs).

مصادر انبعاث الغازات الدفيئة

  • احتراق الوقود الأحفوري والقطع الجائر للأشجار والغابات هما عاملان رئيسيان لارتفاع نسب غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، حيث أن إزالة الأشجار لاستخدام الأراضي للسكن والصناعة وعلى وجه الخصوص المناطق الاستوائية والغابات الاستوائية تشكل حوالي الثلث من معدل الانبعاث لغاز ثنائي أكسيد الكربون من المصادر البشرية.
  • يعتبر روث الحيوانات وعملية التخمر المعوي للماشية وزراعة حقول الأرز من المصادر البشرية التي تسبب انبعاث غاز الميثان، بالإضافة للبحيرات من صنع الإنسان وتغير الرطوبة في المناطق، وأيضا الغازات المنبعثة من مكبات النفايات.
  • استعمال غاز الكلوروفلوروكربون في البرادات والثلاجات والمكيفات من أجل التبريد، واستخدام الكلوروفلوروكربون والهالونات في الصناعة وفي إخماد الحريق.
  • تسبب بعض الأنشطة الزراعية التي تعتمد على الأسمدة الصناعية بزيادة نسبة غاز النيتروز في الجو.
  • تساهم عمليات البناء والإعمار بنسب كبيرة من زيادة الانبعاثات للغازات الدفيئة وخاصة غاز ثنائي أوكسيد الكربون.
  • تشكل نسبة الغازات الدفيئة المنبعثة من نواتج عملية توليد الطاقة الكهربائية حوالي الربع من معدل الانبعاث من مصادر بشرية، بالإضافة لمحطات الغاز الطبيعي والفحم.
  • تخطت نسبة انبعاث الغازات الدفيئة في الصناعات الدوائية معدل الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، فهي خطيرة وتطلق كميات كبيرة من الغازات وخاصة ثنائي أوكسيد الكربون.

مخاطر ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة

  • زيادة حدوث الأعاصير والفيضانات والعواصف.
  • حرائق في الغابات والأراضي المزروعة نتيجة الجفاف والحرارة المرتفعة.
  • موجات حر متكررة وشديدة في فصل الصيف.
  • ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • انتشار الأمراض بسبب التغيرات الجوية الناتجة عن ارتفاع نسبة الأوزون في الجو وارتفاع درجات الحرارة وخاصة أمراض الجهاز التنفسي.
  • تقلبات جوية تؤدي لانتشار الحشرات والجراثيم التي تسبب أمراض عديدة مثل الملاريا والأمراض الفيروسية الخطيرة.
  • تؤثر الغازات الدفيئة بنسب مرتفعة بشكل سلبي على الحيوانات أيضا، حيث تسبب فقدان العديد من الأنواع وارتفاع أسعار اللحوم والحيوانات الأمر الذي يهدد الاقتصاد العالمي.
  • تكرار حدوث الكوارث الطبيعية بشكل متقارب ومتزايد نتيجة التغيرات المناخية والجوية مثل العواصف والفيضانات والأعاصير وثوران البراكين.

كيف نحد من تأثيرات الغازات الدفيئة السلبية؟

الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية

ويتم ذلك عن طريق اتباع بعض السلوكيات والإرشادات للتقليل والحد من ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في طبقات الغلاف الجوي وفيما يلي بعض النصائح للوصول إلى هذا الهدف:

الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية

وذلك بسبب اعتمادها الكبير على الفحم أو الغاز المحروقين، وهذا ما يسبب انبعاث كميات كبيرة جدا من الغازات السامة والدفيئة التي تعود بالضرر على الحياة.

الحد من الانبعاثات الناتجة عن الصناعة

تعتبر المصانع مسؤولة عن أكثر من 20% من نسبة الغازات المنطلقة في الجو، وتنشأ هذه الغازات بسبب عمليات التصنيع والتعدين وبسبب التعامل مع النفايات التي قد يكون بعضها خطيرا وساما مثل النفايات الإشعاعية والكيميائية. وللتخفيف من أثر الانبعاثات في الصناعة يمكن اتباع الآتي:

  1. استبدال الوقود الأحفوري في الصناعة بمواد أقل سمية مثل الاسمنت ومنتجاته البديلة.
  2. استبدال اللدائن الحيوية المصنوعة من البلاستيك باللدائن المصنوعة بمكونات طبيعية وسليمة من النباتات.
  3. اعتماد مصادر الطاقات المتجددة النظيفة من أجل تزويد المعامل والمصانع بالطاقة اللازمة.

التقليل من انبعاثات قطاع النقل

تسبب وسائل المواصلات العامة والخاصة انتشار الكثير من الدخان والغازات الدفيئة في الجو، وذلك بسبب احتراق الوقود فيها ما يؤدي لوجود الكثير من الأدخنة والغازات السامة الصادرة عن عوادم السيارات ووسائط النقل الأخرى. ويمكننا التقليل من انتشار الغازات الدفيئة ضمن وسائل النقل عن طريق النصائح التالية:

  1. استبدال السيارات العادية بأنواع حديثة من السيارات التي تستخدم الطاقة الكهربائية بدلا من الوقود.
  2. إضافة بعض البنزين للوقود الحيوي من أجل تخفيف الغازات المنبعثة.

تعديل أساليب الزراعة

تنتج الغازات الدفيئة في قطاع الزراعة بسبب زراعة بعض المحاصيل كالأرز والذرة، وأيضاً للثروة الحيوانية دور في انبعاث بعض الغازات وخاصة الميثان. فيما يلي بعض الطرق للتخفيف من شدة انبعاث الغازات الناتجة عن الزراعة:

  1. التقليل من استخدام الأسمدة الصناعية والبترولية والمواد الكيميائية واستبدالها بأسمدة ومواد طبيعية للزراعة.
  2. تجنب اعتماد الحيوانات والماشية كمصدر أساسي للغذاء.

التعليقات