بعد عقود من المحاولات الجادّة... هذه أبرز الاختراقات العلمية التي قد تغيّر العالم

حقّق العلماء في العام المنصرم، تطوّرات مذهلة في عدد كبير من المجالات، خاصّة الذكاء الاصطناعيّ والروبوتات والطائرات المسيّرة وغيرها، في ظلّ عام كان حافلًا بالإغلاقات بسبب جائحة كوفيد 19

بعد عقود من المحاولات الجادّة... هذه أبرز الاختراقات العلمية التي قد تغيّر العالم

الإعلان عن أول صور تلسكوب جيمس ويب (getty)

مع بداية كلّ عام، تدأب المجلّات العلميّة والتكنولوجيّة والصحيّة، إلى الإعلان عن أفضل ما توصّل إليه البشر من ابتكارات واختراعات، من شأنها أن تحرّك عجلة تقدّم الإنسانيّة إلى الأمام، وكان عام 2022 حافلًا بالابتكارات الجديدة التي توصّلنا إليها، وما زالت وتيرة الابتكارات تتسارع، وتتسابق الدول فيما بينها للتوصّل إلى أحدثها، لتضمن لها استمرار تقدّمها.

وحقّق العلماء في العام المنصرم، تطوّرات مذهلة في عدد كبير من المجالات، خاصّة الذكاء الاصطناعيّ والروبوتات والطائرات المسيّرة وغيرها، في ظلّ عام كان حافلًا بالإغلاقات بسبب جائحة كوفيد 19. وتعتبر هذه الابتكارات، مصدرًا هامًّا للتنمية البشريّة، وتحسين الحياة وجودتها للأفضل.

وبحسب المؤشّر العالميّ للابتكار، فقد كانت دولة سويسرا هي الأكثر ابتكارًا عام 2022، ثمّ تلتها الولايات المتّحدة الأميركيّة والمملكة المتّحدة ثمّ هولندا، وحسب المؤشّر، فإنّ الصين تقترب من دخول قائمة الدول العشر الأوائل، مع دخول تركيا والهند إلى مجموعة الأربعين الأوائل، وذلك لأوّل مرّة، وخلال العام المنصرم، أصبح تجمّع طوكيو - يوكوهاما، هو مركز العلوم والتكنولوجيا الأوّل في العالم.

نتعرّف في هذا التقرير، على أبرز الابتكارات والاختراقات العلميّة التي أُعلن عنها خلال عام 2022، والتي يمكن أن تغيّر حياتنا بشكل كبير.

جيمس ويب

من صور تلسكوب جيمس ويب

هو تلسكوب فضائيّ طوّرته شركة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبيّة ووكالة الفضاء الكنديّة. تمّ إطلاقه في 25 كانون أوّل/ ديسمبر 2021، وبدأ العمل فيه مع بداية 2022، ومن المتوقّع أن يكون هذا التلسكوب بديلًا لتلسكوب "هابل" الفضائيّ. ويوفّر التلسكوب دقّة متناهية وحساسيّة تفوق بمراحل ما اختبره العلماء من تلسكوب هابل، وسوف يمكّنهم من إجراء تحقيقات وتحليلات واسعة في مجال علم الفلك، ورصد بعض الأجرام الفلكيّة البعيدة عن الكون، وإمكانيّة تقديمه لمعلومات حول مواضيع كان من الصعب البحث فيها سابقًا، مثل تكوّن المجرّات، والأغلفة الجويّة للكواكب خارج النظام الشمسيّ، والبحث عن كواكب قد تكون صالحة للحياة البشريّة.

والرغبة في الحصول على تلسكوب فضائيّ يعمل بالأشعّة تحت الحمراء، إنّما يعود إلى عقود سابقة من التخطيط، خاصّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ومع ذلك، فإنّ التلسكوبات التي تعمل بالأشعّة تحت الحمراء، تحتاج إلى الحفاظ عليها باردة بشكل كبير، وإلّا، فسوف تطغى حرارة الأجهزة على عمليّة الاستكشاف، ممّا يجعلها عمياء.

وبدأ عام 2022، بتقديم واحدة من الصور المذهلة للفضاء الخارجيّ، لمسافة تبلغ نحو 1.5 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض، وهو ما مكّن العلماء من رؤية الكون بطريقة غير مسبوقة من قبل.

aphasia

(getty)

في آذار/ مارس 2022، أعلنت عائلة النجم الأميركيّ بروس ويليس، اعتزاله التمثيل، بعد إصابته بمرض الحبسة، وذلك وفقًا لتقارير نشرتها "سي إن إن". هذا المرض المعروف باسم aphasia، يسبّب في معظم حالاته فقدانًا للقدرة على الكلام أو فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة، وذلك بسبب تضرّر مناطق في الدماغ تتحكّم بقدرتنا على الكلام والتفاعل مع اللغة، وعوارض هذا المرض تكون ببعض الأعراض التي تتراوح ما بين التحدث بجمل لا معنى لها، أو جمل غير مكتملة، أو استبدال كلمات بأخرى؟

وكشف باحثون في الشهر نفسه من عام 2022، عن أنّ السكتات الدماغيّة أو أعراضها، قد تؤدّي إلى تلف الدماغ، ويمكن أن تكون هي المسبّب الأوّل، وقد تحدث بسبب حالات الخرف أو ألزهايمر أو إصابات الدماغ وأورامه أو التهاباته، وذلك وفقًا للمعهد الوطنيّ لاضطرابات التواصل.

الفصام

(getty)

يبحث العلماء منذ عقود في حالات الفصام ومسبّباتها، وتمّ الإعلان في شهر أبريل/ نيسان، عن اكتشافهم لطفرات جينيّة قد تؤدّي إلى الإصابة بهذا المرض.

وتحدّث باحثون حول اختراق علميّ كبير، يتحدّثون فيه عن 120 جينًا، يمكن أن يلعبوا دورًا كبيرًا في التسبّب باضطرابات مرض الفصام. ولفترة طويلة من الوقت، كان ثمّة جدل سائد بين العلماء حول إذا ما كانت العوامل الجينيّة التي تؤدّي إلى اضطرابات معقّدة، هي في الأساس بسبب تغيّرات محدّدة ودقيقة في الحمض النوويّ.

ونُشرت دراستان في مجلّة نيتشر، تُشير إلى أدلّة مكتشفة حول أنّ التغيّرات الجينيّة، هي مسبّب أساسيّ في الإصابة بالمرض. الدراسة التي أجراها العالم فاسيلي تروبتسكوي وفريقه البحثيّ، والدراسة الثانية التي أجراها العالم تارجندر سينج وفريقه، كشفتا النقاب عن تغيّرات جينيّة نادرة تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بالمرض، وأنّ مسبّبات المرض الجينيّة، تؤدّي في بعض الأحيان إلى اضطرابات في العمليّات البيولوجيّة.

مصادم الهادرونات الكبير

(getty)

كُشِف النقاب في جنيف عن ثلاثة جسيمات نوويّة فائقة الصغر، من خلال تجربة يتعاون فيها عدد كبير من العلماء من حول العالم، وهي تجربة "مصادم الهادرونات الكبير"، والتي أشار لها القائمون على التجربة بأنّها جسيميّات غرائبيّة، ولم تكن معروفة مسبقًا، وتُشكّل إضافة نوعيّة للمعرفة الإنسانيّة بالجسيمات متناهية الصغر التي تتشكّل منها الذرّات، والتي تساعد بشكل كبير في معرفة "المادّة المعروفة" في الكون.

ومصطلح هادرون، يطلقه العلماء على المكوّنات الدقيقة في داخل الذرّة، ومع انفجار هذه الذرّة، فإنّها تطلق طاقة هائلة، بالإضافة إلى تفجّرها. وفي مصادم هادرون، يقوم العلماء بتفتيت الذرّات متناهية الصغر، في حقول مغناطيسيّة ضخمة، ويشبّه العلماء ذلك الأمر بـ"الانفجار الكبير"، مع بداية تشكّل الكون، ويدرسون من خلال هذه التجربة الطاقة النوويّة والذريّة والمادّة باختلاف أشكالها وتكويناتها،.

الاندماج النوويّ

(getty)

بعد عقود من البحث والتجارب، نجح علماء في مختبرات لورانسليفر مور في كاليفورنيا في الولايات المتّحدة الأميركيّة، في توليد الطاقة من خلال الاندماج النوويّ. ويمكن أن يقود هذا الاختراق العلميّ الهامّ، إلى تغيّر نظرتنا بالكامل للطاقة.

تقوم المفاعلات النوويّة الحاليّة، بالاعتماد على الانشطار النوويّ لتوليد الطاقة، ومن المعروف أن الانشطار النوويّ تبلغ نسبة انبعاثاته صفرًا، إلّا أنّ مخلّفاته السامّة تعتبر خطرًا محدقًا، وهذا ما يحاول العلماء تحقيقه من خلال تجارب الاندماج النوويّ، إذ إنّها لا تؤدّي إلى هذه المخلّفات السامّة.

ويحاول العلماء من خلال هذه التجربة، للوصول إلى نموذج الطاقة التي تنبعث من الشمس، والتي بدأت دراستها منذ عقود طويلة، ليتمكّنوا من دمج ذرّتين أو أكثر، في ذرّة أكبر، ممّا قد يولّد كميّة كبيرة من الطاقة والحرارة.

وقال كبير العلماء في إدارة الكربون، والمسؤول السابق في المختبر، جوليو فريدمان، إنّ الأمر يحتاج إلى كميّة صغيرة من الهيدروجين، وهو موجود بوفرة في الماء، لذا، فإنّ المادّة التي قد تؤدّي إلى توليد الطاقة، هي غير محدودة إلى حدّ كبير، والأهمّ من ذلك أنّها نظيفة.

التعليقات