فتوحات جيمس ويب مستمرّة في الفضاء... رصد الأصول الكيميائيّة الأولى للحياة

يساعد هذا الكشف العلماء في محاولاتهم المستمرّة لمعرفة من أين جاءت كيمياء الحياة، وكيف وصل الكون إلى ما هو عليه الآن

فتوحات جيمس ويب مستمرّة في الفضاء... رصد الأصول الكيميائيّة الأولى للحياة

(Getty)

استطاع التلسكوب الفضائي الفائق "جيمس ويب"، الدخول إلى أعماق الجليد في الفضاء، وتغلغله في أكثر المناطق ظلمة وبرودة في الفضاء، في رحلة البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، ومحاولة الحصول على أدلّة كيميائيّة يمكن أن تدخل في نشأة الكوكب، حسب تقرير نشره موقع "بي بي سي" البريطانيّ.

واستطاع ويب تحديد الميثان والكبريت والنيتروجين والإيثانول، على بعد 500 سنة ضوئيّة عن كوكب الأرض. ويعتقد علماء، أنّ هذه الجزيئات هي نتيجة نموذجيّة لتشكيل النجوم، وليست ميزة فريدة لنظامنا الشمسيّ. واستطاع ويب، إرسال صورة لم يسبق لها مثيل، للسحابة الجليديّة، وهي أبرد جليد تمّ قياسه على الإطلاق، ووصل إلى - 505 درجة فهرنهايت، وسوف تسمح هذه البيانات للعلماء رؤية مدى صلاحيّة العالم للسكن.

وبيانات ويب المنشورة، أثبت أنّ جزيئات أكثر تعقيدًا من الميثانول، يمكنها أن تتشكّل في الأعماق الجليديّة لمثل هذه السحب، وهو ما نشره حساب "ويب تلسكوب" الرسميّ على موقع "تويتر"، وفي درجات الحرارة المنخفضة بشكل كبير، استطاع ويب اكتشاف حبيبات جليديّة لم تتمّ ملاحظتها من قبل.

ومن جهتها، قالت الدكتورة في جامعة لايدن في هولندا، الدكتورة ميليسا ماكلور "هذا الأمر يشبه دمية الظلّ"... لديك نوع من الشكل الذي يصنع الظلّ، يقوم الجليد بامتصاص أطول موجيّة معيّنة من الضوء، وتضيف أنت كلّ ذلك في طيف لمعرفة الأنواع الكيميائيّة الموجودة لديك".

ويساعد هذا الكشف العلماء في محاولاتهم المستمرّة لمعرفة من أين جاءت كيمياء الحياة، وكيف وصل الكون إلى ما هو عليه الآن. وقالت الدكتورة من الجامعة المفتوحة في بريطانيا، هيلين فريزر "على الرغم من أنّنا اكتشفنا جليدًا أكثر من أيّ وقت مضى، لكن كميّة العناصر الخفيفة، مثل الكربون والهيدروجين والأكسجين، الموجودة بداخله، أقلّ بكثير ممّا نتوقّع".

وتابعت "هذا مثير لعلماء الفلك، لأنّه يعني أنّ هناك شيئًا لم نفهمه تمامًا بعد حول الكيمياء بين النجوم، وهذا يدفعنا للتجربة في المختبر، وليس فقط مواصلة المراقبة".

وهذا العمل، يجري بشكل أساسي على تلسكوب "جيمس ويب"، وبمساعدة منظار الطيب للأشعة القريبة من الأشعّة تحت الحمراء، والتي تستطيع رؤية مركّبات كثيرة، غير الماء وثاني أكسيد الكربون وأوّل أكسيد الكربون والأمونيا والميثان… ويعتبر الفتح الأكبر في استخدام جيمس ويب، أنّ العلماء أصبحوا قادرين على رؤية هذه المكوّنات في حالة صلبة، مثل الجليد، وليس فقط على شكل غازات كما كان يحدث سابقًا.

ويقول الأستاذ في جامعة هيريوت البريطانيّة، مارتن ماكوسترا "سيكون لهذه المذنّبات مخزون كيميائي كبر بداخلها، ومن المحتمل أن تقصف الكواكب بهذا المخزون، وفي وقت مبكّر من تاريخها".

جدير بالذكر، أنّ التلسكوب الفضائيّ "جيمس ويب"، هو جهد مشترك لوكالات الفضاء الأميركيّة والأوروبيّة والكنديّة.

وكان تلسكوب "جيمس ويب"، قد تمكّن خلال السنة الماضية، التقاط صور "أعمدة الخلق" التي هزّت المجتمع العلميّ، وهي عبارة عن سحب باردة وكثيفة من غاز الهيدروجين والغبار في مجموعة نجوم، تبعد عن الأرض نحو 6500 سنة ضوئيّة. وكانت تلسكوبات أخرى قد تمكّنت من تصوير هذا المشهد في الماضي، خلال الأعوام 1995 و2014، لكن ما حقّقه جيمس ويب، هو أنّه أعطى العلماء منظورًا آخر.

التعليقات