ما آخر ما توصل له العلماء في محاولات السيطرة على صواعق البرق؟

يعتبر البرق ظاهرة طبيعيّة تثير حيرة وإعجاب كثير من العلماء، ويقتل نحو 24 ألف شخص سنويًّا، وذلك وفق دراسة أجريت عام 2019، بالإضافة إلى الأضرار الماديّة الهائلة التي يتسبّب بها

ما آخر ما توصل له العلماء في محاولات السيطرة على صواعق البرق؟

(Getty)

استطاع علماء بعد أبحاث وتجارب امتدّت لسنوات، في توجيه "صواعق البرق" وإبعادها عن المنشآت، وذلك لأوّل مرّة في التاريخ، عبر استخدام نبضات ليزر قويّة، تساعد في عمليّة توجيه الصواعق.

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانيّة، تقريرًا تستعرض فيه نتائج هذه الأبحاث التي تمهّد لتطوير أنظمة الحماية من الصواعق، في المنشآت الكبيرة، مثل المطارات ومنصّات الإطلاق والمباني الشاهقة، بالإضافة إلى إمكانية أن يفتح هذا الإنجاز المجال، لاستغلال الطاقة التي تأتي من صواعق البرق. وتعدّ الصواعق، شحنات تفريغ كهربائيّة، تحمل الواحدة منها شحنة تصل درجة حرارتها إلى 30 ألف درجة مئويّة، وهو ما يعادل خمسة أضعاف درجة حرارة الشمس.

ويعتبر البرق ظاهرة طبيعيّة تثير حيرة وإعجاب كثير من العلماء، حيث يقتل البرق نحو 24 ألف شخص سنويًّا، وذلك وفق دراسة أجريت عام 2019، بالإضافة إلى الأضرار الماديّة الهائلة التي يتسبّب بها، ففي عام 2020، تسبّب البرق والصواق في أضرار بقيمة 2 مليار دولار في الولايات المتّحدة وحدها، وذلك وفقًا لبيانات نشرها معهد تأمين المعلومات الأميركي.

وبدأت المجموعة العلميّة من جامعة جنيف ومدرسة بوليتكنيك في باريس، بالتجريب في هذا الابتكار عام 2021، وبعد النجاح الذي توصل إليه العلماء، في تحويل صواعق البرق وإبعادها عشرت الأمتار، نشروا النتائج في مجلة "نيتشر فوتونيكس".

وقال القائمون على التجربة، في مقابلة مع موقع بي بي سي، إنّ عواميد الصواعق الفيزيائية، هي صوارٍ معدنيّة متصلة بالأرض، تستطيع امتصاص الشحنة الكهربائيّة وتشتيتها.

وقال الفيزيائي في مدرسة بوليتكنيك "هناك حدّ لمقدار الارتفاع الذي يمكن أن يبلغه عمود الصواعق. التكنولوجيا محدودة ومقيّدة عندما نتحدّث عن تطبيقها في مواقع حسّاسة، مثل المطارات أو المحطّات النوويّة مثلًا".

وحسب القائمين على البحث، فإنّ الليزر يمكنه أن يعمل كعمود صواعق افتراضيّ. يقول هوارد "تصدر أشعّة الليزر شديدة القوّة ضوءًا شديدًا يعمل على تحويل جزيئات الأكسجين والنيتروجين في الهواء إلى أيونات، ما يجعل هذا الهواء ناقلًا للكهرباء".

واختار العلماء قمة سانتيس، وهي قمّة جبل سويسري يبلغ ارتفاعه نحو 2500 مترًا، وهذا الموقع يستخدم بالفعل كنقطة لمراقبة البرق.

ووصف هوارد كيف كيف قام وزملاؤه بالانتقال إلى قمّة جبل سانتيس في شمال شرق سويسرا، حيث وضعوا التكنولوجيا بالقرب من برج اتصالات يبلغ ارتفاعه نحو 124 مترًا، حيث انتظروا تجمّع العواصف وأطلقوا نبضات ليزر سريعة على السحب الرعديّة لأكثر من 6 ساعات، حيث استطاع الليزر تحويل مسار 4 صواعق على مدار التجارب المختلفة.

وخلال فترة التجارب، أغلقت حركة المرور الجويّة، وذلك بسبب أنّ الليزر كان يمكن أن يشكّل خطرًا بالفعل على حركة الطيران وأعين الطيّارين.

من جهته، يقول مختبر موورغان بوتي في جامعة كارديف، إنّ تكلفة هذا النظام مرتفعة جدًا، مقارنة بتكلفة قضيب معدني بسيط، وهي الطريقة القديمة في التعامل مع البرق، لكنّه مع ذلك يشير إلى أنّ تقنية الليزر الجديدة، من الممكن أن تكون أكثر موثوقيّة لتفريغ الشحنات الكهربائيّة وتوجيهها، واستخدامها في حماية المنشآت الحساسة.

التعليقات