هل هناك علاقة بين النشاط الزلزالي و"عكس اتجاه دوران نواة الأرض"؟

حسب الدراسة، فإنّ لبّ كوكب الأرض الداخليّ، يدور بمعدّل أبطأ من معدّل دورة الكوكب نفسه، حيث حدث هذا الأمر مرات عديدة، إذ تغيّرت فيها سرعة لبّ الأرض على مدى سنوات طويلة

هل هناك علاقة بين النشاط الزلزالي و

(Getty)

قبل نحو أسبوعين، أكّدت دراسة نشرت نتائجها في "نيتشر"، على نتائج دراسات سابقة، قالت إنّ نواة الأرض تعكس دورانها. وقالت الدراسة، إنّ لبّ كوكب الأرض الداخليّ، ربّما توقّف عن الدوران خلال العشر سنوات الماضية، مضيفة إلى أنّ دوران النواة ق يكون في طور الانعكاس حاليًّا. وتابعت الدراسة، إنّ ظاهرة انعكاس دوران نواة الأرض، تحدث كلّ عدّة عقود، إلّا أنّها لا تمثّل مشكلة خطيرة.

ويكون دوران الأرض في نفس اتّجاه سطح الأرض، ولكن بسرعة أبطأ، وهذا يساعد على توليد المجال المغناطيسي للأرض، والذي يحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي الضارّ والجسيمات المشحونة.

وأشارت بعض الدراسات العلميّة، إلى أنّ المجال المغناطيسي للأرض عكس قطبيّته مرات عديدة عبر تاريخ الكوكب، لكن هذه الانعكاسات، لا تؤثّر على دوران لبّ الأرض، إذ إنّ لبّ الأرض مدفوع بالديناميّات الداخليّة للكوكب.

وأكّد باحثون على أنّ تباطؤ دوران لبّ الأرض، ليس له علاقة بالزلازل الحاصلة. وقال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكيّة والجيوفيزيائيّة، الدكتور جاد القاضي، إنّه لم يثبت بالدليل العلمي أنّ لبّ الأرض يدور مع عقارب الساعة أو عكسها، وربط الناس هذا الأمر بالزلازل الحاصلة أو "قيام الساعة" أو "ظهور الشمس من الغرب"، بعيد عن أيّ حقائق علميّة.

وتابع القاضي "الزلازل التي تتعرّض لها عدد من الدول في المنطقة، تأتي لأنّ تلك المنطقة تحتوي على نشاط جيولوجي قويّ، وهناك حزام يحتوي على نشاط زلزالي من تركيا شرقًا وحتّى اليونان، ويطلق عليه اسم القوس الهيليني، دون أيّ ربط بين ذلك وتغيّر دوران الأرض".

وحسب الدراسة السابقة التي أجرتها جامعة بكين، فإنّ لبّ كوكب الأرض الداخليّ، يدور بمعدّل أبطأ من معدّل دورة الكوكب نفسه، حيث حدث هذا الأمر مرات عديدة، إذ تغيّرت فيها سرعة لبّ الأرض على مدى سنوات طويلة، وتغيّر اتّجاه الدوران، كما جاء في التقرير.

رسم لنواة الأرض (Getty)

وفحص القائمون على الدراسة عقودًا من البيانات، وذلك من أجل فحص أنماط دوران النواة الداخليّة للأرض. وحسب الدراسة، فإنّ اللبّ الداخليّ توقّف عن الدوران، مقارنة بتحرّكات الموادّ السائلة داخل طبقة الوشاح الأرضي.

جدير بالذكر، أنّه في أواخر الستينيّات وأوائل السبعينيّات، تمّ اكتشاف توقّف لبّ الأرض عن الدوران للمرّة الأولى.

وقال الباحثان من مختبر "سينو بروبي" في جامعة بكين، يي يانغ وشياودونغ سونغ، إنّ البيانات المتوفّرة منذ عام 1964 وحتّى عام 2021، تشير إلى العثور على زلازل متكرّرة قويّة بما يكفي لإنتاج موجات زلزاليّة يمكن أن تخترق النواة الداخليّة، وأنّه بدراسة طبيعة تلك الموجات على مدى سنوات، اتّضح من الرسوم البيانيّة للزلازل، وجود انعكاس شبه كامل للموجات الزلزاليّة، وبالتالي، فإنّه كلّما زاد الدوران الفائق للنواة، كلّما كان طول اليوم أقصر، والعكس صحيح. بحسب التقرير.

وكانت الدراسة قد توقّعت ضمن نتائجها، أنّ الدورة العكسيّة للبّ الأرض، من الشرق إلى الغرب، ستبدأ مع عام 2040.

ويعتبر العالم سونغ، من الأوائل الذين اقترحوا أنّ اللبّ الداخليّ للأرض يدور أسرع من قشرته.

وقال سونغ في تصريحات صحافيّة، إنّ "اللبّ الداخليّ هو أعمق نقطة من الأرض، ودورانها النسبيّ هو أكثر المشكلات إثارة للاهتمام، وتحدّيًا في علم أعماق الأرض".

وترتبط دورة نواة الأرض بالتغيّرات طوال اليوم، حسب الباحثين، حيث أصبحت أطول وأقصر عند حسابها بدقّة شديدة تصل إلى ميكروثانية، إضافة إلى ارتباطها بتغيّر المجال المغناطيسي للكوكب.

ووفقًا لسونغ، فإنّ الاختلافات في طول اليوم والمجال المغناطيسي الأرضي، تتبع نمطًا يمتدّ إلى سبعة عقود تقريبًا، لكنّه أشار إلى أنّ سجل البيانات المتوفّر حاليًّا، لا يغطّي أكبر من 56 عامًا.

وسحقت الجاذبيّة الأرضيّة في مركز الأرض كتلة صلبة من النيكل والحديد، يبلغ عرضها نحو 2400 كيلومتر، ويعتقد العلماء أنّ اللبّ الداخليّ الذي يقع تحت طبقة الحديد المصهور والنيكل الداخلي، تولّد تيارات تحافظ على المجال المغناطيسي للأرض.

جدير بالذكر، أنّه في عام 1996، أظهرت دراسة حول أوّل دليل ملموس تمّ رصده على أنّ نواة الأرض، يمكن أن تدور بمعدل مختلف عن بقية الكوكب.

ومن جهته، قال عالم الجيوفيزيائي في الجامعة الوطنية الأسترالية، هرويت كالتشيش، إنّ دوران النواة الداخليّة، يستغرق 20 عامًا إلى 30، وليس 70 عامًا كما ذكرت الدراسة الصينيّة، وأشار إلى أنّ "هذه النماذج الحسابيّة على الأرجح غير صحيحة".

التعليقات