هل تقلص الثقب الموجود في طبقة الأوزون؟

يشير العلماء والخبراء إلى أنّ استنفاذ الأوزون يعتمد على درجات من الحرارة شديدة البرودة، لذلك كلما أصبحت درجة الحرارة أكثر برودة في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية فإنّ الثقب في طبقة الأوزون

هل تقلص الثقب الموجود في طبقة الأوزون؟

(توضيحية)

ما هي طبقة الأوزون؟

الأوزون يُرمز له (O3)، وهو أكسجين متآصل أي أن له التركيب الكيميائي نفسه للأكسجين (O2) ولكن بتركيب بلوري مختلف، فغاز الأكسجين يشكل نسبة 21% من الغلاف الجوي، أما الأوزون فيتشكل من الأكسجين في تفاعل عكسي.

فعندما تكسر الأشعة فوق البنفسجية الرابطة التساهمية الثنائية في جزيء الأكسجين تؤدي إلى وجود ذرتي أكسجين نشطتين، حيث تتحد كل ذرة أكسجين نشطة مع جزيء أكسجين (O2) فتؤدي إلى تكوين جزيء أوزون (O3).

وتشكل طبقة الأوزون درعا هشا في الغلاف الجوي العلوي حيث يوجد أعلى تركيز للأوزون.

تمتص هذه الطبقة الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي تمنع معظمها من الوصول إلى كوكب الأرض، وهذا أمر مهم للكائنات الحية على الأرض، فهذه الأشعة قد تتسبب بسرطان الجلد.

أين يتوزع الأوزون؟

تكون طبقة الأوزون أكثر ارتفاعا عند خط الاستواء وأقل انخفاضا عندما نبتعد عن خط الاستواء، خصوصا عند منطقة القطبين.

وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء تزداد سماكة الأوزون باتجاه القطبين، وبشكلٍ عام فإنّ كمية الأوزون التي توجد في القطب الشمالي تكون أكثر منها في القطب الجنوبي.

ما هي أهمية طبقة الأوزون؟

طبقة الأوزون هي درعٌ هشٌ من الغاز يحمي كوكب الأرض من الجزء الضار من الأشعة الشمسية ومن الإشعاعات الكونية، مما يساعد على الحفاظ على الحياة فوق كوكب الأرض، حيث تحمي طبقة الستراتوسفير الأرض من معظم الأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة.

يشير العلماء والخبراء إلى أنّ استنفاذ الأوزون يعتمد على درجات من الحرارة شديدة البرودة، لذلك كلما أصبحت درجة الحرارة أكثر برودة في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية فإنّ الثقب في طبقة الأوزون سوف يزداد.

ووفق تصريحات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فعندما تكون درجة حرارة الهواء أقل من 78 درجة مئوية تحت الصفر، فإنّ هذه الدرجة هي درجة الحرارة التي نحتاجها لتشكيل سحب الستراتوسفير. كما أنّ الجليد الموجود في هذه السحب يتسبب في رد فعل يمكن أن يدمر طبقة الأوزون.

ويتوقع العلماء أن يصبح ثقب الأوزون أصغر ويتعافى في فصل الربيع كحدث موسمي.

هل الفجوة في طبقة الأوزون تضيق ببطء؟

هل الفجوة في طبقة الأوزون تضيق ببطء؟

تم رصد ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) لأول مرة في عام 1985، وعلى مدى السنوات الـ35 السابقة، فقد جرى إدخال تدابير عديدة ومختلفة لتقليل حجم هذا الثقب مثل "بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون"، وهي معاهدة دولية مصممة لحماية طبقة الأوزون عن طريق التخلص التدريجي من إنتاج العديد من المواد المسؤولة عن استنفاذ طبقة الأوزون.

ونتيجة لذلك، فإنّ طبقة الأوزون تتعافى فوق القارة القطبية الجنوبية بشكل تدريجي، بفضل فرض القيود والعقوبات على مادة الهالوكربون التي تدمر طبقة الأوزون عبر بروتوكول مونتريال، حيث تشير التوقعات المناخية إلى أنّ طبقة الأوزون من الممكن أن تعود إلى مستويات عام 1980 خلال عام 2060.

وقد أوضحت "كلير نوليس" المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مؤتمر صحفي من جنيف أنّ بروتوكول مونتريال قام بالتخلص بشكل فعال من المواد المدمرة للأوزون، وهو أحد أكثر المعاهدات البيئية نجاحا على الإطلاق.

كما أفاد علماء وكالة "ناسا" والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنّ أنماط الطقس غير الطبيعية في الغلاف الجوي العلوي فوق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) قد أدت بشكل كبير إلى التقليل من استنفاذ الأوزون في العام الماضي، مما أدى إلى تقلص الثقب الموجود في طبقة الأوزون إلى أصغر حجم له منذ بدء التسجيلات الأولية له في عام 1982.

وتأتي هذه الملاحظات كي تؤكد التصريحات السابقة التي أدلى بها علماء وخبراء برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس"، والتي صدرت في 16 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي بمناسبة اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون.

توقع العلماء حينها أن يكون ثقب الأوزون هذا العام قد بلغ أصغر حجم له مقارنة بالسنوات الثلاثين السابقة، وذلك نتيجة تأثيرات التوعية بالاحتباس الحراري والتغير المناخي، ومعاهدة مونتريال التي حظرت عددا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون.

لماذا تقلص ثقب الأوزون؟

وفق موقع وكالة ناسا فقد توصلت ملاحظات خبراء هذه الوكالة والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إلى أنّ ثقب الأوزون وصلت ذروته إلى 6.3 ملايين ميل مربع (16.4 مليون كيلومتر مربع) في يوم 8 أيلول/ سبتمبر الماضي، ثم تقلص حجمه إلى أقل من 3.9 ملايين ميل مربع (أي حوالي 10 ملايين كيلو متر مربع) للفترة المتبقية من أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر السابقين، وذلك وفقا لقياسات الأقمار الاصطناعية لكل من برنامج مراقبة الأرض الأوروبي ووكالة "ناسا" خلال السنوات التي تسودها الظروف المناخية العادية.

وأضافت وكالة "ناسا" في بيانها أنّ درجات الحرارة الأكثر دفئا خلال العام الماضي تشير إلى انخفاض السحب القطبية الستراتوسفيرية، وذلك يؤدي إلى الحد من استنفاذ طبقة الأوزون.

أخبار سارّة عن طبقة الأوزون

وفي صدد هذا الموضوع قال الخبير "بول نيومان" كبير خبراء علوم الأرض في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة "ناسا" في غرين بيلت بولاية ماريلاند في تصريح له ضمن البيان الصادر عن وكالة "ناسا" أنها أخبار جيدة جدا وسارّة بالنسبة لطبقة الأوزون في نصف الكرة الجنوبي، لكن من المهم أن نفهم وندرك بأنّ ما نراه هذا العام يعود إلى تزايد درجات حرارة طبقة الستراتوسفير، وأنها لا تعدّ علامة على أن الأوزون الموجود في الغلاف الجوي يسير بشكل فجائي على المسار السريع للتعافي.

من ناحية أخرى قالت الخبيرة، سوزان ستراهان، وهي عالمة الغلاف الجوي في جمعية أبحاث الفضاء التابعة للجامعات الأميركية والتي تعمل في وكالة "ناسا"، إنّ هذه هي المرة الثالثة خلال الأربعين سنة السابقة التي تسبب فيها أنظمة الطقس درجات حرارة دافئة تعمل على الحد من استنفاد الأوزون في الجو.

كما قالت إنّ أنماط الطقس المماثلة في طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي العلوي فوق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 1988–2002 أنتجت أيضا ثقوبا صغيرة غير طبيعية في الأوزون.

التعليقات