تأثير التلوث البلاستيكي على حياتنا: حلول لمستقبل أنظف

تتراكم النفايات البلاستيكية من حولنا في كل مكان ويؤدي تراكمها في التربة إلى فقدان خصوبتها ونمو النباتات بشكل غير طبيعي فيها مع تقليل وجود بعض الحشرات الحية المفيدة في التربة ما يجعلها غير صالحة

تأثير التلوث البلاستيكي على حياتنا: حلول لمستقبل أنظف

(توضيحية)

ظهرت في العقود الأخيرة الكثير من المشكلات البيئية الناتجة عن التصرفات البشرية الخاطئة والتي كانت سببًا رئيسيًا لانتشار التلوث من حولنا، ما أثر بالسلب على حياتنا وبيئتنا ومحيطاتنا بشكل عام فأصبح من اللازم معه البحث عن حلول لتوفير مستقبل أنظف لأبنائنا حتى يمكنهم العيش بأمان في بيئة صالحة للحياة.

يعد البلاستيك من الملوثات التي تسبب مشكلات كبيرة، وخصوصا أنه يُصنع بالأساس من البترول ويتكون من جزيئات كبيرة الحجم تحتاج لسنين طويلة من أجل التحلل والتفكك، ما يؤدي الى إلحاق الضرر بحياة مختلف الكائنات الحية وكذلك الإنسان.

كيف يؤثر التلوث البلاستيكي على حياتنا:

كيف يؤثر التلوث البلاستيكي على حياتنا:

تواجه البيئة الكثير من مخاطر النفايات البلاستيكية والتي تؤثر على التربة والمياه والكائنات الحية والهواء، وفي ما يلي توضيح هذه التأثيرات الناجمة عن استخدام البلاستيك:

  • تأثير البلاستيك على البيئة

تتكدس المواد البلاستيكية في مكبات النفايات بكميات ضخمة ومعها تكثر الكائنات الدقيقة التي تسرّع عملية تحلل البلاستيك فينتج غاز الميثان الذي يعد المساهم الأول في حدوث الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وبدوره يؤثر سلبا على الإنسان والكائنات الحية.

وقد أظهرت التقارير في عام 2015 أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من البلاستيك بلغت 1.7 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون؛ وأنه من المتوقع ارتفاعها بشكل واضح لتبلغ حوالي 6.5 غيغا طن بحلول عام 2050..

  • تأثير البلاستيك على التربة

تتراكم النفايات البلاستيكية من حولنا في كل مكان ويؤدي تراكمها في التربة إلى فقدان خصوبتها ونمو النباتات بشكل غير طبيعي فيها مع تقليل وجود بعض الحشرات الحية المفيدة في التربة ما يجعلها غير صالحة نتيجة وجود خلل بيولوجي في تكوينها مع مرور الوقت.

كما تتأثر آبار المياه الجوفية أيضا بسموم المخلفات البلاستيكية، وبالتالي تصبح المياه الموجودة فيها غير صالحة للشرب.

  • تأثير البلاستيك على الحيوانات والطيور

تأثير البلاستيك على الحيوانات والطيور:

يتسبب انتشار البلاستيك في فقدان العالم الملايين من الطيور والحيوانات سنويًا، وأبرزها طيور النورس التي يتدمر جهازها الهضمي نتيجة تناول المخلفات البلاستيكية ما يؤدي لموتها مع مرور الوقت.

كما تنفق الكثير من الحيوانات البرية بسبب تطاير الأكياس البلاستيكية في المراعي ما يؤدي إلى حدوث انسداد في الجهاز التنفسي أو القناة الهضمية حال تناولهم هذه النفايات البلاستيكية.

وفي حالة عدم موت هذه الحيوانات فإنها تُصاب بالعديد من الأمراض الناتجة عن التلوث وتنتقل هذه الأمراض تلقائيا للإنسان بشكل أو بآخر.

  • تأثير المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية

تتأثر البيئة البحرية بشكل كبير بالمخلفات البلاستيكية نتيجة تراكمها في قاع البحار والمحيطات وصعوبة التخلص منها، ما ينتج عنه موت الكثير من الكائنات البحرية والأسماك، إذ تتفكك المخلفات البلاستيكية مع مرور الوقت إلى جزيئات صغيرة فتقوم الكائنات البحرية بابتلاعها الأمر الذي يسبب لها الأمراض والموت نتيجة لذلك.

وتعد السلاحف أكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية، إذ تتناول الأكياس والعبوات الفارغة لاعتقادها أنها قناديل البحر فيحدث انسداد لقنواتها الهضمية مما يؤدي إلى موتها، ويأتي من بعدها الحيتان، فالشعاب المرجانية، حيث يحول التفاف أكياس البلاستيك حولها دون وصول ضوء الشمس إليها وكذلك عدم حصولها على الأكسجين والطعام القادمين مع التيارات المائية المتجددة، الأمر الذي يؤدي إلى دمارها.

يمثل البلاستيك نسبة 85% من جميع القمامة البحرية وبحلول عام 2040، سيكون لدينا حوالي 37 مليون طن متري من النفايات في المحيطات سنويا، أي بما يعادل 50 كيلوغراما من البلاستيك لكل متر من الخط الساحلي، وسينتج عن هذه الكميات الضخمة من النفايات البلاستيكية في الحياة البحرية بكل ما فيها من كائنات خطر التسمم والاضطراب السلوكي والاختناق وبالتالي الموت وفقدان الثروة البحرية.

  • تأثير البلاستيك على الإنسان

يظهر التأثير السلبي للبلاستيك في جوانب عدة بالحياة وكلها تعود على الإنسان بالخطر، سواء إن على المستوى الصحي أو العملي أو الاقتصادي.

  • فصحيا، تسبب المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك الأمراض للإنسان خاصة عند تسخين الأطعمة فيها، إذ تنتقل المواد الكيميائية للجسم مسببة المشكلات الصحية.

كما يسبب البلاستيك خطر الإصابة ببعض السرطانات للإنسان، وكذلك زيادة مقاومة الأنسولين بالجسم والتسبب بالسكري أو زيادة تخزين الدهون بالجسم، كما تخترق المخلفات البلاستيكية الجلد ويتم استنشاقها عندما تكون عالقة في الهواء مسببة الأمراض المختلفة، كما يمكن أن يتسبب هذا النوع من التلوث في حدوث تغيرات هرمونية واضطرابات في النمو وتشوهات عندالإنجاب.

  • أما اقتصاديا، فيؤدي انتشار النفايات البلاستيكية على الشواطئ إلى خسارة السياحة في هذه المناطق لكونها تتحول من مناطق خلابة إلى مظهر غير حضاري، وبالتالي يقل العائد الاقتصادي وتخسر البلاد موردا هاما من الدخل القومي، إذ أن تكلفة عملية إزالة النفايات البلاستيكية والتخلص منها بطريقة آمنة مرتفعة للغاية، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي تتطلبه هذه العملية، مما يضر اقتصاد الدول.

وتؤثر النفايات البلاستيكية أيضا على جودة عمليات الصيد، إذ تعلق في الشباك وتحتاج مجهودًا ووقتًا للتخلص منها وفصلها عن الأسماك، هذا بجانب دورها في خسارة الثروة السمكية في البحار والمحيطات.

حلول لتقليل استخدامات البلاستيك والحد من النفايات الضارة بالبيئة

  • البحث عن بدائل البلاستيك، فتكون صديقة للبيئة ويمكن استخدامها بشكل يومي.
  • ينصح باللجوء إلى الزجاج أو المعدن كبديل جيد للبلاستيك في استخداماتنا المختلفة مثل الملاعق والأطباق والأكواب وعلب حفظ الطعام.
  • شراء حقيبة مشتريات مصنوعة من القماش ووضع الفواكه والخضروات فيها بدلا من الأكياس البلاستيكية، إذ أصبحت يوجد العديد من المتاجر التي توفر هذه الحقائب بشكل مجاني أو بأسعار بسيطة وهي قابلة لإعادة الاستخدام دون الإضرار بالبيئة.
  • استبدال المنتجات البلاستيكية البسيطة المستخدمة في المنازل بأخرى خشبية مثل علاقات الملابس وعلب وأرفف التخزين.
  • استخدام علب الكرتون بدلا من البلاستيك، إذ يسهل إعادة تدوير الورق المقوى واستخدامه في صناعات جديدة.
  • البحث عن شركات إعادة التدوير والتواصل معها وإبلاغها عن مكبات البلاستيك.
  • وعلى صعيد الدول توجد الكثير من الدراسات التي ظهرت مؤخرا وتؤكد دور الدول الكبير في التعامل مع هذه الأزمة مع توفر الإرادة السياسية لتنفيذ الحلول الموجودة بالفعل.
  • من المهم انتقال الدول بشكل سريع من استخدام الوقود الأحفوري في الصناعات إلى الطاقات المتجددة.
  • يمكن للدول العمل على التخفيض الفوري في إنتاج البلاستيك واستهلاكه من خلال التحول إلى المنتجات البديلة غير الضارة بالبيئة مهما ارتفعت تكلفتها.
  • الاستثمار في أنظمة مراقبة أكثر قوة وفعالية لتحديد مصادر البلاستيك وحجمه ومصيره، ما يفيد في عملية التحول إلى البدائل.
  • بعض الدول تعمل على تركيب أجهزة تجميع غاز الميثان من مكبات النفايات والاستفادة منه في إنتاج الطاقة، ولكن هذا الأمر لا يمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم.
  • زراعة فطر يعرف باسم أنابيب الرشاشيات أو اسبرجيلوس، إذ أنه يفرز إنزيمات تعمل على تحليل المواد البلاستيكية التي لا تتحلل بسهولة، فقد وُجد أن هذا الفطر يحصل على طعامه عن طريق إذابة البلاستيك وبالتالي يمكن استخدام هذا الفطر في مكبات النفايات لتفكيك البلاستيك سريعا والتخلص منه بشكل آمن.

إن النفايات البلاستيكية مشكلة جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الدول والأفراد حتى يمكن وضع حلول قصيرة وبعيدة المدى للوصول إلى مستقبل نظيف وآمن بدلا من زيادة انتشار الملوثات وتهديد الحياة على الأرض سواء للإنسان أو الكائنات الحية والبحرية جميعها، لذا من الضروري زيادة التوعية بخطورة هذه المشكلة وأن يبدأ كل فرد بنفسه حتى نصل للهدف المنشود ببيئة آمنة وصالحة للعيش.

التعليقات