اكتشاف ثدييات محفوظة منذ عهد الديناصورات

يعدو مسرعا متسللا من بين أرجل الديناصورات في تضاريس وعرة وسط المستنقعات في أسبانيا منذ 125 مليون عام .. إنه مخلوق في حجم السنجاب ذو أشواك مدببة شبيهة بالقنفذ وصدفة صلبة حول جسم انسيابي ووبر قبيح تنمو عليه الفطريات.

اكتشاف ثدييات محفوظة منذ عهد الديناصورات

يعدو مسرعا متسللا من بين أرجل الديناصورات في تضاريس وعرة وسط المستنقعات في أسبانيا منذ 125 مليون عام .. إنه مخلوق في حجم السنجاب ذو أشواك مدببة شبيهة بالقنفذ وصدفة صلبة حول جسم انسيابي ووبر قبيح تنمو عليه الفطريات.

ويقدم هذا الكائن الصغير الجرئ أفضل صورة الآن للثدييات التي عاشت وازدهرت خلال حقبة الحياة الوسطى “العصر الميزوي” أو عصر سيادة الديناصورات.

أعلن العلماء، يوم الأربعاء الفائت، اكتشاف هذا الكائن قرب بلدة كوينكا الإسبانية في حالة حفظ ممتازة للغاية لحفرية حيوان ثديي من العصر الكريتاسي، الطباشيري، واسمه العلمي سباينوليستس زينارثروسوس.

وتضم حفرية “سباينوليستس” هيكلا عظميا كاملا وفراء محفوظا على مستوى الخلية وأشواكا شبيهة بالقنافذ وتكوينات مسطحة من الكيراتين تعرف باسم الدرقات الحرشفية وأذنا خارجية اسطوانية ومساما بالجلد وحتى أنسجة ملساء خاصة بالكبد والرئة.

وقال توماس مارتن، عالم الأحياء القديمة بجامعة بون: ”نعم إنها حقا أفضل حفرية للثدييات تنتمي للحقبة الوسيطة من حيث جودة الحفظ. واكتشاف “سباينوليستس” مثير بدرجة كبيرة بالنسبة لي لأنه يقدم معلومات عن تركيبات وتكوينات كنا نتصور أننا لن نتوصل إليها".

وقال تشي-شي لوو، عالم الكائنات القديمة بجامعة شيكاجو، إن “هذا الكائن اللطيف أسهم باطلالة لم يسبقها مثيل على عالم الثدييات المبكرة”.

ويبلغ طول “سباينوليستس” نحو 24 سنتيمترا بما في ذلك الذيل ويزن من 50 إلى 70 جراما وكان من الحيوانات التي تسكن في باطن الأرض وهو قادر على الحفر من وقت إلى آخر وكان يتغذى على الحشرات والديدان وعاش نمط حياة يشبه أسلوب معيشة القنفذ في مستنقعات معشوشبة وشارك في معيشته الديناصورات والطيور والزواحف الطائرة أو الديناصورات المجنحة والتماسيح.

وقال لوو إنه "كان يشبه جرذا باستثناء أن له أنفا مستدقة مدببة". وشعر هذا الكائن وأشواكه والدرقة الحرشفية – الشبيهة بحيوان المدرع “الأرماديلو” الحديث - كانت محفوظة بتفاصيل رائعة حتى على مستوى القشور المجهرية المكونة لجدران الشعرة علاوة على البصيلات المغروسة في البشرة والشعيرات المكونة للأشواك.

وقال لوو في الدراسة التي أوردتها دورية “نيتشر” إنه "يجمع هذا الحيوان الثديي البائد بين كل أنواع الشعر والتركيبات المتعلقة به في الثدييات الحديثة وهي عبارة عن شعر يقي الجسم تقع أسفله طبقة مخملية من الفراء ثم أشواك تليها الدرقة الحرشفية".

وهذه الحفرية أسبق بواقع 65 مليون سنة من أقدم سجل للتكوينات المجهرية للشعر في حفريات الثدييات.

ويشير الشعر المتقصف بدرجة كبيرة إلى أن “سباينوليستس” كان يعاني من عدوى فطرية في الجلد تشيع في الثدييات الحديثة.

كائن “سباينوليستس” الذي يعني اسمه باللاتينية "اللص ذو الأشواك" يشبه أحد القوارض الأفريقية التي تسمى الفأر الشوكي على الرغم من أنه لا يمت بأي صلة قريبة لأي من أفراد مجموعة الثدييات الحديثة.

كان المخلوق “سباينوليستس” أحد أفراد طائفة من الثدييات الأولية التي نشأت منذ 170 مليون عام ثم بادت هي والديناصورات منذ 66 مليون سنة عندما اصطدم كويكب بالأرض.

التعليقات