تستعد مركبة 'روزيتا' الفضائية، التي أطلقت قبل 12 عامًا، لبلوغ آخر مراحل مهمتها، غدًا الجمعة، بأن تحطّ على سطح مذنب 'تشوري' الذي تطارده منذ إطلاقها في 2004.
وقال رئيس قسم العمليات العلمية لبعثات النظام الشمسي بوكالة الفضاء الأوروبية (مطلقة المركبة)، جيرهارد شويهم، إن 'ما سيحدث في الغد ليس سوى نهاية مرحلة تشغيلية تحطّ المركبة خلالها على المذنّب'، وأن ذلك لا يعني أبدًا نهاية المهمة الفضائية، وإنما يؤشر لبداية مرحلة استكشافية جديدة.
وانطلقت مطاردة 'روزيتا' لمذنّب 'تشوري شوريموف- غيرازيمنكو'، في الثاني من آذار/مارس 2004، من منصّة الإقلاع في 'غويانا' الفرنسية، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبي، بواسطة الصاروخ 'آريان 5'.
وفي 6 من آب/أغسطس 2014، وصل المسبار بالقرب من مذنّب 'تشوري'، وتموضع في مدار حوله. وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، انفصل مسبار 'فيله' عن المركبة الفضائية 'روزيتا'، وهبط على سطح المذنّب بغرض إجراء بعض التحليلات والأبحاث حول خواصه الكيميائية والفيزيائية وإرسال المعلومات إلى الأرض.
وبالنسبة لـ 'شويهم'، وهو أيضًا المدير السابق لبعثة 'روزيتا' حتى تقاعده في آذار/مارس الماضي، فإن يوم غد الجمعة، سيكون دور 'روزيتا' للهبوط على سطح المذنب في آخر محطاتها قبل الوداع، أي قبل تلاشيها، معتبرًا أن مهمة 'روزيتا' مهّدت الطريق من أجل فهم أفضل للمذنبات، كما قامت بإجراء تجارب غير مسبوقة في هذا الصدد.
وعن الهدف المحوري لمهمة المركبة الفضائية الأوروبية، أشار شويهم إلى أنه 'يكمن في فهم تركيبة المذنّب، ومعرفة ما إن كان يحتوي على نفس العناصر التي كانت وراء إنشاء كوكبنا منذ 4.6 مليار'، لافتًا إلى أن 'المذنّبات تحتوي في الواقع على المواد الأكثر بدائية في النظام الشمسي'.
وتابع في سياق متصل أن 'روزيتا' تمكّنت أيضًا من رصد مؤشرات تثبت أن المذنبات هي في الحقيقة جزء من النظام الشمسي القديم، تمامًا مثل جزئيات الأوكسجين داخل 'الشعر' الذي يحيط بالمذنّب، وهو ما لا يزال يشكّل لغزًا بالنسبة للبشرية.
إقرأ/ي أيضًا | 'جايا': قمر صناعي يرصد نحو ملياري نجم بالفضاء
وبحسب بيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية، فإن المنظمة اضطرت لإنهاء مهمة 'روزيتا'، بعد أن تبيّن أن المسبار الفضائي تحول إلى حطام.
التعليقات