القطب الشمالي: ارتفاع بدرجات الحرارة يؤول للذوبان

موسم حار على القارة البيضاء: تفيد بيانات لمركز الثلوج والجليد الأميركي الوطني أنه رصد بتاريخ 20 من كانون الأول/ديسمبر، ارتفاعًا بدرجات الحرارة للمنطقة القطبية بمعدل يزيد مرتين عن المتوسط العالمي، مما يؤثر سلبًا على أسلوب الحياة الذي يعتمد

القطب الشمالي: ارتفاع بدرجات الحرارة يؤول للذوبان

(pixabay) - صورة توضيحية

 قال علماء المناخ إن درجات الحرارة في القطب الشمالي ارتفعت إلى ما يقارب نقطة الذوبان، اليوم الخميس، جراء هبوب موجة غير مألوفة من الهواء الحار على منطقة من القطب الشمالي تكون في هذا الوقت من السنة في حالة تجمد تام في ظلمة الشتاء.

وقال معهد الأرصاد الجوية النرويجي إن درجات حرارة الهواء في القطب الشمالي تقدر بأربع درجات تحت الصفر عند الظهيرة تقريبا وسط تساقط ثلوج خفيفة، في حين أن درجات الحرارة المألوفة في هذا الوقت من السنة كانت تقدر بثلاثين درجة مئوية تحت الصفر.

ولا توجد محطات لمراقبة الطقس في القطب الشمالي، لكن عوامة طافية في المحيط المتجمد الشمالي إلى شمال جزيرة سبيتسبرجن النرويجية سجلت درجة الحرارة عند الصفر اليوم الخميس.

وتعتبر هذه السنة هي الأكثر دفئا على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، جراء انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة النينيو المناخية في المحيط الهادي.

وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في المعهد البلجيكي، جوستينا ودزيسكو، إنه "هناك منطقة ضغط منخفض بين جرينلاند وسبيتسبرجن مع تيار هوائي قوي للغاية".

وقال جسبر إركسن، وهو خبير طقس في معهد الأرصاد الجوية الدنماركي، إن تسجيل الارتفاع في درجات الحرارة في القارة القطبية "بات مألوفًا أكثر من ذي قبل، بسبب تضاؤل القشرة الجليدية وارتفاع حرارة المياه تحتها".

وذكر المركز الأميركي الوطني لبيانات الثلوج والجليد أن جليد المحيط المتجمد في أدنى مستوى له لهذا الوقت من السنة؛ وفقًا للبيانات التي سجلت في 20 كانون الأول/ديسمبر.

وترتفع حرارة المنطقة القطبية بمعدل يزيد مرتين عن المتوسط العالمي، مما يؤثر سلبًا على أسلوب الحياة الذي يعتمد على الصيد بالنسبة للسكان الأصليين في المنطقة ويهدد مخلوقات مثل الدب القطبي. بينما يفتح المنطقة على المزيد من حركة الملاحة والتنقيب عن النفط والغاز.

ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في الأيام المقبلة. وكانت قد سجلت ارتفاعا في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى ما يقارب درجة التجمد.

وكانت الارتفاعات في درجات الحرارة في الشتاء تحدث في العادة مرة أو مرتين خلال عقد من الزمن، وسجلت أول ارتفاع في عام 1959 وفقًا لدراسة أعدها جي.دبليو.كاي. مور من جامعة تورونتو الكندية؛ ونشرت في دورية التقارير العلمية – "ساينتفك ريبورتس" هذا الشهر.

وقال مور إن مثل هذه الأحداث قد تحدث بشكل مألوف أكثر "بينما تتحول المنطقة باتجاه شتاء أكثر دفئًا وأمطارًا".

اقرأ/ي أيضًا | أهم 10 اكتشافات علمية في عام 2016

وتقول لجنة من علماء المناخ في الأمم المتحدة إن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشكل ما لا يقل عن 95 في المئة من أسباب تغير المناخ، مما يلحق الضرر بموارد الغذاء والمياه مع حدوث المزيد من الفيضانات وموجات الحر وارتفاع مستويات مياه البحر.

 

التعليقات