خبير جيولوجي: استبعاد وقوع هزة أرضية مدمرة لكن ماذا تصنع حال وقوعها؟

تسببت الهزات الأرضية المتتالية بحالة من القلق والهلع بين المواطنين، ما دفع "عرب 48" إلى محاورة خبير الجيولوجيا وطبقات الأرض، د. مصطفى عصفور.

خبير جيولوجي: استبعاد وقوع هزة أرضية مدمرة لكن ماذا تصنع حال وقوعها؟

الهزة الأرضية التي ضربت وسط إيطاليا (أغسطس 2016 - أرشيفية)

تعرضت منطقة شمال بحيرة طبرية ومحيطها منذ فجر أمس الأربعاء لسلسة هزات أرضية ضعيفة تجاوزت العشر هزات، كانت أقواها عند الساعة 12:35 بعد منتصف الليلة الماضية، وبلغت قوتها 4.6 درجة على مقياس ريختر، وآخرها بعد ظهر اليوم، الخميس، وبلغت قوتها 2.6 على مقياس ريختر.

د. مصطفى عصفور

ويؤكد علماء الجيولوجيا أن احتمال وقوع هزة أرضية، مستبعد علميا، وأن سبل الأمان والسلامة، تقتضيا بأن يخرج الإنسان فور وقوع الهزة من أي مبنى قائم لتقليل إمكانية الإصابة نتاج الهزات الارتدادية التي تتبع الهزة الأولى، وتتسبب عادة في انهيار المباني وتشقق سطح الأرض.

وتسببت الهزات الأرضية المتتالية بحالة من القلق والهلع بين المواطنين، ما دفع "عرب 48" إلى محاورة خبير الجيولوجيا وطبقات الأرض، د. مصطفى عصفور.

وأوضح عصفور أن "منطقة بلادنا تقع على الشق السوري الأفريقي، وهو شق يبدأ من موزنبيق في أفريقيا مرورا بالعقبة وغور الأردن إلى سورية وتركيا، وهو شق بطول 6 ألاف كيلومتر، وبدأ قبل 25 مليون سنة، ومع الوقت يتسع في المحور الزمني الجيولوجي، واللوح العربي والشرقي يبتعدان، لذلك نرى ظاهرة غور الأردن الذي تولّد بسبب الشق، ونحن نتحدث عن تحرك في صخور وطبقات الأرض، مرفق بهزات أرضية، ونحن مشهد عنيف جدا، ولذلك الهزات الأرضية في بلادنا قديمة منذ آلاف آلاف السنين، وتترامح في قوتها".

"عرب 48": هل يمكن التنبؤ بتوقيت حدوث الهزة الأرضية؟

د. عصفور: لا يمكن التنبؤ في وقت وقوع هزة أرضية أو مداه وعمقها وإلى غير ذلك من معلومات، لذلك الأبحاث العلمية متواصلة لمحاولة التوصل إلى قانون أو علاقة معينة نتبيّن من خلالها توقيت الهزة، عبر مراجعة سجلات تاريخ البلاد، والاعتماد أحيانا عن الروايات المحكية لمعمرين؛ هذا كله لا يمكن الاعتماد عليه، وحت إجراء فحوصات واختبارات على مباني قديمة وفحص الشقوق فيها ومدى تصدعها للدالة على الهزة، واستخلاص العبر عبر السجلات التاريخية. لا يمكن اعتبار ذلك قاعدة علمية.

"عرب 48": هل يمكن أن تكون هذه الهزات الأرضية المتتالية مقدمة لهزة أرضية كبيرة قادمة؟

د. عصفور: إطلاقا، على العكس، علميا هنالك هزة أرضية أساسية تتبعها هزات ارتدادية خفيفة، ودائما تكون الهزات الارتدادية أخف من الهزة الأرضية الرئيسية.

"عرب 48": الشارع يزخر بالشائعات، إن الهزات الخفيفة قد تخفف من هزة أرضية قوية قادمة، ما صحة ذلك؟

د. عصفور: هذا غير صحيح على الإطلاق، ولا يوجد أي إثبات علمي لذلك، بل العكس كما أشرت، هناك هزة أرضية قوية وبعدها هزات ارتدادية خفيفة.

"عرب 48": علمنا بأن مركز الهزات الأخيرة، شمال شرق بحيرة طبرية، ما هي المناطق الأكثر تضررا، القريبة أم الأبعد؟

د. عصفور: إن الأضرار التي تنجم عن هزة أرضية تعتمد على 3 عوامل، الأول عمق الهزة الأرضية، كلما كانت قريبة من سطح الأرض كلما كانت الأضرار أكبر، وكلما كانت المنطقة الجغرافية أقرب إلى مركز الهزة كانت أكثر تضررا، وكلما ابتعدنا جغرافيا عن مركزها كلما كانت الأضرار أقل، أما العامل الثالث فهو قوة الهزة الأرضية، كلما زادت قوة الهزة كلما كانت الأضرار أكبر.

"عرب 48": حسب مقياس ريختر وصلت قوة الهزة مساء الأمس إلى 4.5، في أي درجة يمكن توقع أثار مدمرة؟

د. عصفور: في بلادنا هنالك تشديد على قوة المباني، لذلك 4.5 على مقياس ريختر لا نزال نتحدث عن أضرار طفيفة، ولو كانت هذه الهزة في أفريقيا لكنا نتحدث عن مئات الضحايا بسبب انهيار المباني المصنوعة من طين مثلا. الأضرار قد تحدث في حالة هزة أرضية أقوى من 5 درجات على سلم ريختر.

"عرب 48":  كلما ذكرت هزة ارضية، يحدثنا كبار السن عن الأضرار التي وقعت في قرية الرينة في الهزة الأرضية عام 1927، ماذا نعرف عن تلك الهزة؟

د. عصفور: نعم هي هزة أرضية وقعت في 12 من أيار/ مايو 1927، وفقا للسجل التاريخي في المنطقة يتوقع أن المركز للهزة كان مدينة طبرية، وفقا لتصدع المباني، والتي لا زالت تظهر في قلاع ومباني تاريخية، من هذه الشقوق والتصدعات تبين أن الحديث يدور عن هزة أرضية بقوة تتراوح بين 6.2 حتى 6.3 على سلم ريختر، وفي هذه الهزة الأرضية وقع ما بين 400 إلى 500 ضحية، وماتوا لسبب بسيط، أنهم كانوا داخل البيوت، ونحن نتحدث عن بيوت طينية سهلة السقوط والانهيار، ومن كان خارج البيت في الحقل مثلا لم يحدث له أي ضرر، وهذا وفقًا للشواهد من المباني والأشخاص عن ذلك العام.

"عرب 48": كم تستمر هزة أرضية؟

د. عصفور: بشكل عام ما بين 3 إلى 4 ثواني.

"عرب 48": كيف يمكن لشخص أن يخرج من بيته في هذه الفترة؟

د. عصفور: صعب جدا، ولكن ما يحدث هو هزة أرضية قوية تتبعها هزات ارتدادية، فالهزة الأولى القوية يمكن أن تحدث ضرر في البيت وتصدع دون سقوطه، ثم تأتي الهزات الارتدادية التي يمكن أن تسقط البيت أو المبنى، ولذلك فالنصيحة الذهبية هي إخلاء المبنى والخروج لمنطقة مفتوحة في أسرع وقت ممكن.

 

التعليقات