اكتشاف قمر بحجم كوكب "نبتون" خارج نظامنا الشمسي

شدد تيتشي على أن رغم أنه يُفترض أن تكون الأقمار من نفس العائلة، إلا أن هذا الـ"إكسومون" أكبر بكثير من أي قمر عرفه العلماء من قبل، مما يُضيف ألغازا إضافية لعلماء الفلك، لأن ذلك "لم يكن متوقعا"

اكتشاف قمر بحجم كوكب

رسمة توضيحية (أ ب)

أعلن علماء فلك أنهم اكتشفوا قمرا في مدار أحد الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وهو أمرٌ لم يؤكد وجوده من قبل، مما قد يغير طريقة استيعابنا لتركيبة الكون (الفضاء الواسع).

ورغم أن فريق العلماء غير متأكد تماما من أن ما استطاع رصده عن طريق استخدام اثنين من التلسكوبات الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، هو قمر بالفعل، إلا أن المعطيات التي وردتهم من هاتين المركبتين، أظهرت أن هناك جسما يدور حول كوكب بحجم المشتري الذي يدور بدوره حول نجم شبيه بشمسنا، ويبعد عن الأرض نحو 4000 سنة ضوئية.

تلسكوب فضائي تابع لناسا

واقتنع العلماء بوجود أقمار خارج نظامنا الشمسي منذ عقود، ويأتي هذا الاكتشاف لإثبات ما كان بعيد المنال عنهم بسبب التغيرات التي طرأت على التكنولوجيا، حيث أنهم ظنوا أن أحجام الأقمار بالغة الصغر، تجعلها عصيّة عن الاكتشاف بسبب بٌعدها الهائل عن كوكب الأرض.

إلا أن حجم هذا القمر الذي يُعتبر ضمن الأقمار "الخارجية" (إكسومون)، أكبر بكثير من أي قمر عادي مما مكّن التلسكوبين من رصده، ويتساوى حجمه مع كوكب نبتون تقريبا.

وقال طالب الدراسات العليا في علم الفلك في جامعة كولومبيا وأحد المؤلفين الرئيسيين للبحث، أليكس تيتشي، لصحيفة "ذي فيرج" التكنولوجية، إن اكتشاف هذا القمر يُعد المرحلة الأولى من عملية البحث عن أقمار خارجية، فقد يكون هناك أعداد هائلة من الأقمار الصغيرة التي لا تستطيع التكنولوجيا الحالية رصدها.

ويدعي تيتشي أن اكتشاف أقمار جديدة خارج نظامنا الشمسي سوف يغيّر المفهوم البشري لكيفية تشكّل الأنظمة الكوكبية البعيدة آلاف السنوات الضوئية عنا، فتشرح الأقمار العديدة الموجودة في فضائنا القريب، عن عملية تشكل كواكبنا، وقد يُساعد الـإكسومون على فهم أمور مماثلة في الفضاء البعيد.

وشدد تيتشي على أن رغم أنه يُفترض أن تكون الأقمار من نفس العائلة، إلا أن هذا الـ"إكسومون" أكبر بكثير من أي قمر عرفه العلماء من ذي قبل، مما يُضيف ألغازا إضافية لعلماء الفلك، لأن ذلك "لم يكن متوقعا" مما يؤدي إلى "تحديات جديدة لتفسير الظاهرة".

وبحث تيتشي وزميله، ديفيد كيبينغ، عن أقمار خارج مجموعتنا الشمسية، لمدة استغرقت 7 سنوات راقبوا فيها النجوم البعيدة عن طريق التلسكوبين الفضائيين، بحيث أن مرور أي جسم أمام النجم، بزاوية يُشكل فيها خطا مستقيما مع عدسات التلسكوب، يُعتم جزءا صغيرا من النجم المضيء وبالتالي يُكتشف وجود كوكب، لكن هذه الكواكب تدور حول النجم بنفس الطريقة كل مرّة مما يُساعد العلماء على توقع "تعتيم" النجم القادم.

صورة توضيحية من رسم الفنان دان دوردا 

أما في هذه الحالة فقد تمكّن العلماء من اكتشاف القمر لأن الجسم الذي وجدوه أضاف النقاط التي "تُعتم" النجم، مما يُشير إلى أنه يدور حول جسم آخر أكبر منه، بالإضافة إلى أنه ليس هناك منهجية واضحة بالطريقة التي يُغطي فيها القمر بعضا من النجم، حيث أنه لا يدور حوله بل يدور حول الكوكب.

مع ذلك، فإن اكتشاف فريق البحث للقمر الجديد، يبقى في إطار النظرية، بحيث قال خبير في ناسا لـ"ذي فيرج" إن الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث.

 

التعليقات