دراسة: الشمس "نجم مملّ" لكنّ هذا لصالح الكرة الأرضية

كشف دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينس" العلميّة أنّ الشّمس "أقل نشاطًا بكثير" مقارنةً بالنّجوم الأخرى المشابهة، إذ أظهرت النتائج أنّ شدّة السّطوع وتغيّراته الناتجة عن البقع الشمسية، وظواهر أخرى في النجوم المشابهة أكبر بكثير منها في الشّمس، الّتي وصفها الباحثون بأنّها

دراسة: الشمس

توضيحية (pixabay)

كشف دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينس" العلميّة أنّ الشّمس "أقل نشاطًا بكثير" مقارنةً بالنّجوم الأخرى المشابهة، إذ أظهرت النتائج أنّ شدّة السّطوع وتغيّراته الناتجة عن البقع الشمسية، وظواهر أخرى في النجوم المشابهة أكبر بكثير منها في الشّمس، الّتي وصفها الباحثون بأنّها ذات طابع "مملّ".

مع ذلك، أوضح الباحثون الّذين أجروا فحصًا شمل 369 نجما مشابها للشمس من حيث درجة حرارة السطح والحجم ومدة الدوران حول المحور، أنّ "النجم المملّ" أي الشّمس، قد يكون الخيار الأفضل بالنسبة لأهل الأرض.

وأظهر الفحص الّذي أجروه أنّ التغير في السطوع بالنجوم الأخرى يزيد على نظيره بالشمس خمس مرات في المتوسط، ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن الباحث في معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا وقائد الدراسة، تيمو راينهولد، قوله إنّ "هذا التغير يحدث بسبب البقع الداكنة على سطح النجم أثناء الدوران"، وأنّ "عدد البقع الشمسية على السطح مقياس مباشر للنشاط الشمسي".

والشمس بشكل أساسي عبارة عن كرة ساخنة من الهيدروجين والهيليوم وهي نجم متوسط الحجم تكوّن قبل أكثر من 4.5 مليار سنة، وهو حاليا في منتصف عمره الافتراضي تقريبا. ويبلغ قطرها حوالي 1.4 مليون كيلومتر بينما تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي 5500 درجة مئوية، كما يستغرق دوران الشمس مرة حول محورها 24 يوما ونصف اليوم تقريبا.

وقال راينهولد إنّه "يُعتقد أن درجة الحرارة ومدة الدوران حول المحور هما المكونان الرئيسيان للمولّد (الدينامو) داخل النجم، والّذي يولّد مجاله المغناطيسي، وفي نهاية المطاف عدد وحجم البقع التي تسبب تغير السطوع. وجود مثل تلك النجوم ذات الأحجام والقياسات المتشابهة للغاية مع شمسنا لكنها أكثر تغيرا منها بخمس مرات أمر مدهش".

ويمكن أن يؤدي زيادة النشاط المغناطيسي المرتبط بالبقع الشمسية إلى موجات توهج شمسي وانبعاثات ضخمة للبلازما والمجال المغناطيسي من الطرف الخارجي للغلاف الجوي للشمس وظواهر كهرومغناطيسية أخرى يمكن أن تؤثر على الأرض. فعلى سبيل المثال يمكن أن تعطل الأقمار الصناعية والاتصالات وتعرض رواد الفضاء للخطر.

وربما تكون رتابة النشاط الشمسي شيئا جيدا، وأوضح الباحث أنّ "وجود نجم ‘أنشط من اللازم‘من شأنه أن يغير بالتأكيد ظروف الحياة على الكوكب، لذلك فإن العيش مع نجم ممل للغاية ليس الخيار الأسوأ".

التعليقات