دراسة: طفرة جينية في فيروس كورونا حفزت انتشاره

كشفت دراسة نُشرت حديثًا في مجلة "ذي سيل" (The Cell) أنّ طفرات جديدة قد حصلت في تركيبة فيروس كورونا المنتشر اليوم، مما يزيد من قدرتهِ لاختراق الخلايا البشرية بسهولةٍ أكبر من بداية انتشاره في الصين منذُ أشهر.

دراسة: طفرة جينية في فيروس كورونا حفزت انتشاره

(أ.ب.)

كشفت دراسة نُشرت حديثًا في مجلة "ذي سيل" (The Cell) أنّ طفرات جديدة قد حصلت في تركيبة فيروس كورونا المستجد، مما يزيد من قدرتهِ على اختراق الخلايا البشرية بسهولةٍ أكبر من بداية انتشاره في الصين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وأشار البحث المعتمد على اختبارات عديدة، إلى أنّ هذه الطفرة الحالية أكثر قابلية للانتقال بين الأشخاص في العالم الحقيقي، مقارنةً بالفترة السابقة. ووجد الباحثون أن التغيّر الأساسي حدثَ في سطح الفيروس (D614G) المعدّ لغزو الخلايا البشريّة.

التركيبة الجينيّة للفيروس (أ.ب.)

وأوضح التقرير الجديد، الذي قاده المحقّقون في مختبر "لوس ألاموس الوطني"، أن هناك طفرة جينية ساعدت في انتشار المرض، والمهمّة الأساسية على عاتق الخبراء الآن هي محاولة فهم نشوء الفيروس والجائحة، ثمّ تعقب مسارها إلى اليوم، بالتالي اقتراح سيناريوهات مستقبلية إزاء مسار الجائحة.

وصرّح علماء أنه "إذا كان الخلل الجيني الذي يحدّد المتغيّر، والمعروف باسم (D614G)، قد أدى إلى زيادة في قابلية انتقال المرض، فإن ذلك سيساعد في تفسير سبب انفجار العدوى في بعض المناطق، وليس في مناطق أخرى، ذات كثافة مماثلة و/ أو سمات أخرى".

وجادل خبراء آخرون أنه "من المرجَّح أنّ الاختلاف في نمط انتشار الفيروس قد يكون حدث عن طريق الصدفة، وتضاعف مع مرور الوقت".

وفي الشهر الماضي، ذكر باحثو الفيروسات في منشأة الأبحاث الطبية "سكريبس ريسيرش" في فلوريدا، أن "الفيروسات التي تحتوي على (D614G) كانت معدية أكثر بكثير من تلك التي لا تمتلكها"، وعقب خبراء أن هذه الاختلافات تقود بالضرورة لحدوث انتقال سريع للفيروس.

فحوصات كشف الفيروس في ألمانيا (أ.ب.)

ونشرت عالمة الأحياء النظرية، بييت كوربر مع فريقها، ورقة البحثية توضّح أنه بعد دراسة الاختبارات الخاصة بالمرضى المصابين، والقيام بتحليل إحصائي واسع النطاق للوباء، تبين أن (D614G)، انتشر بشكل متكرر في المدن والمناطق والبلدان حول العالم.

وقالت الدكتورة كوربر إن "العديد من الأدلة تدعم فكرة أنه من الممكن أن يكون هذا الفيروس أكثر قابلية للانتقال، من الفيروسات الأخرى"، وأضافت أنّه "أصبح الفيروس السائد في العالم، على الرغم من الفترة الزمنية البسيطة لانطلاقه".

وذكر التقرير أيضًا بإمكانية وجود تفسيرات بديلة أخرى للموضوع، بما في ذلك ما يسمى بـ"تأثيرات المؤسس"، وهي ميزة متجذّرة في الصدفة، وفي ديناميكيات النقل في المناطق التي انطلق فيها البديل لأول مرة. لم تجد الأبحاث الأخرى أي دليل على زيادة قابلية الانتقال لـ (D614G)، ولا يزال السؤال مفتوحًا بالنسبة للعديد من العلماء.

تسارع الإصابات بالفيروس عالميًا (أ.ب.)

وقال كبير المتخصّصين في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي "إنني أعتقد أنّ البيانات تظهر؛ طفرة واحدة تجعل الفيروس في الواقع قادرًا على التكاثر بنحو أفضل، وقد يكون هناك حمولات فيروسية عالية". وأضاف أن "الفيروس يتكاثر بنحو أفضل، وقد يكون أكثر قابلية للانتقال، ولكن هذا يحتاج لدراسات عديدة لتأكيد هذهِ النتائج".

التعليقات