"سبوتنيك": هل تستذكر روسيا ماضيها بلقاح ضد كورونا؟

من الفضاء إلى التسلح مرورا بالطب، ومن قمر سبوتنيك الاصطناعي إلى لقاح يحمل الاسم نفسه لمكافحة فيروس كورونا، نستعرض في ما يلي أبرز الإنجازات العلمية والتقنية الروسية والسوفياتية، لمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على رحلة يوري غاغارين إلى الفضاء:

(أرشيفية أ. ب.)

من الفضاء إلى التسلح مرورا بالطب، ومن قمر سبوتنيك الاصطناعي إلى لقاح يحمل الاسم نفسه لمكافحة فيروس كورونا، نستعرض في ما يلي أبرز الإنجازات العلمية والتقنية الروسية والسوفياتية، لمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على رحلة يوري غاغارين إلى الفضاء:

في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 1957، وُضعت "سبوتنيك -1"، وهي دائرة معدنية عليها أربعة هوائيات، في المدار حول الأرض ما أعطى الاتحاد السوفياتي صدارة السباق نحو الفضاء.

وقد منح هذا النجاح أيضا موسكو تقدما في السباق على التسلح، إذ أدرك الأميركيون أن خصمهم الجيوسياسي قد يضرب الأراضي الأميركية بصواريخ عابرة للقارات.

وتوالت بعدها النجاحات السوفياتية في مجال استكشاف الفضاء، مع أول رحلة مأهولة إلى الفضاء الخارجي أجراها يوري غاغارين في 12 نيسان/أبريل 1961، تلاها أول خروج إلى الفضاء سنة 1965 على يد أليكسي ليونوف وأول مركبة قمرية سنة 1966.

يبقى الرشاش الأوتوماتيكي "أفتومات كالاشنيكوف 1947" أو اختصارا "ايه كاي 47"، الذي اخترعه المهندس السوفياتي ميخائيل كالاشنيكوف سنة 1947، أشهر سلاح في العالم.

وبكلفته المتدنية وصلابته الفائقة وبساطة استخدامه وفعاليته، تحت الثلوج وفي الرمال، استحال هذا النوع من الرشاشات سلاحا محببا لدى الجيوش والمجموعات المتمردة والعصابات الإجرامية في العالم أجمع.

وتشير تقديرات منظمات غير حكومية ودراسات إلى أن وجود حوالى مئة مليون سلاح من هذا النوع الذي جرى نسخه وتهريبه وبيعه مرارا وتكرارا.

وقد صُنعت نسخ عدة من هذا السلاح الهجومي الذي كان مرجعيا في حروب إنهاء الاستعمار. كما يتربع رمز الكلاشنيكوف على علم موزمبيق، إذ يمثل "مقاومة الاستعمار والسيادة الوطنية".

من لم يلعب يوما بـ"تتريس"؟ هذه اللعبة الإلكترونية القائمة على تركيب الأحجار اختُرعت سنة 1984 على يد المبرمج السوفياتي أليكسي باجيتنوف الذي كان يطمح إلى اختراع ألعاب بهدف إسعاد لناس.

وفي نسخها المختلفة، حافظت "تتريس" على الروحية الروسية من خلال الموسيقى وبعض الرسوم الغرافيكية، بما يشمل قطعا من كاتدرائية القديس باسيليوس في الساحة الحمراء في موسكو.

كذلك حقق السوفيات نجاحا آخر في مجال المعلوماتية يتمثل ببرنامج "كايسا" الذي فاز بأول بطولة عالمية للمعلوماتية في الشطرنج سنة 1974.

ويحتل المجمع الصناعي العسكري موقعا مركزيا في روسيا على صعيد الاقتصاد وترسيخ النفوذ. وفي هذا المجال أيضا تتركز آخر الإنجازات الروسية الكبرى على صعيد التسلح.

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين، سنة 2018، أن العلماء الروس توصلوا إلى تصنيع صواريخ أسرع من الصوت من نوع "أفانغارد"، تتمتع بسرعة فائقة لدرجة أن أي نظام دفاع مضاد للصواريخ لا يمكنه مقاومتها.

ولا يضاهي هذا النجاح أهمية سوى رحلة "سبوتنيك"، بحسب بوتين. وقد ظهرت هذه الصواريخ الجديدة في وقت انخرط الروس والغربيون في ما يعتبره البعض سباقا جديدا على التسلح.

وقد أعلنت روسيا بلسان بوتين أيضا في صيف 2020 عن سابقة عالمية أولى تمثلت في تطوير أول لقاح مضاد لفيروس كورونا، في أوج تفشي الجائحة.

ويعكس اسم اللقاح، "سبوتنيك في"، الرسالة التي ترغب موسكو في توجيهها إلى سائر أنحاء العالم، وهو أن روسيا قوة عظمى.

ولقي الإعلان عن هذا اللقاح، الذي جُرب في البداية على ابنة بوتين، انتقادات من جهات أخذت على روسيا استعجالها في هذه الخطوة من دون أن يتعدى نطاق التجارب بضع عشرات من الأشخاص.

ولكن اللقاح كسب مشروعية كبيرة في الأشهر اللاحقة خصوصا بعد دراسة نشرتها مجلة "ذي لانست" في شباط/فبراير أكدت فعاليته بنسبة تفوق 91 % وقد جرى اعتماد اللقاح في حوالى ستين بلدا.

التعليقات