دراسة: "رائحة النمل تشكّل عاملًا طاردًا لبعض العناكب"

كشفت دراسة حديثة أن رائحة النمل تشكّل عاملًا طاردًا لبعض العناكب، مما يمهد الطريق لتطوير مواد طبيعية تساهم في إبقاء العناكب بعيدة من المنازل.

دراسة:

توضيحية (Pixabay)

كشفت دراسة حديثة أن رائحة النمل تشكّل عاملًا طاردًا لبعض العناكب، مما يمهد الطريق لتطوير مواد طبيعية تساهم في إبقاء العناكب بعيدة من المنازل.

وانطلق فريق من علماء الأحياء من فرضية أن معظم العناكب المنزلية تشكّل فريسة سهلة لبعض النمل، وهي تتجنب تاليًا نسج شباكها في الأماكن، التي تسكنها مستعمرات هذه الحشرات.

وعلى هذا الأساس، اختار فريق من الباحثين ثلاثة أنواع من النمل، من بينها النمل الأحمر الأوروبي "ميرميكا روبرا" الموجود في المناطق المعتدلة من العالم، والذي تكثر في بعض المساكن في أميركا الشمالية.

وأوضح أندرياس فيشر، من جامعة سيمون فريزر في كندا، وهو المعدّ الرئيسي للدراسة المنشورة في "رويال سوسايتي أوبن ساينس"، أن هذا النمل يستطيع أن يكون شديد العدوانية، ويمكنه أن يقطع إربًا العناكب التي تجرؤ على التعدي على موائله.

ووضع الباحثون الحشرات على ورق ترشيح لمدة 12 ساعة، وتركوا أجسامها تطلق مواد كيميائية مثل الفيرومونات.

ثم وضعوا العناكب من أنواع عدة في غرف زجاجية صغيرة متصلة بعضها ببعض بواسطة أنابيب، يحتوي بعضها على ورق مشرب برائحة النمل، والبعض الآخر يحتوي على الورق نفسه ولكن بعد غسله.

وفي النتيجة، أظهرت المنبهات الشمية لنمل "ميرميكا روبرا"، تأثيرًا طاردًا كبيرًا على ثلاثة من أنواع العناكب المختارة هي الأرملة السوداء الكاذبة "ستياتودا غروسا"، والأرملة السوداء الغربية "لاتروديكتوس هيسبيروس"، والعنكبوت الجوّال "إيراتيجينا أغريستيس".

وأوضح أندرياس فيشر أن هذه العناكب المنزلية نادرًا ما تعض "ولا تمثل خطرًا على البشر" على الرغم من كونها سامة. لكن "الكثير من المفاهيم الخاطئة تنتشر على الإنترنت"، تخلط بينها وبين الأنواع الأخرى ذات السم القاتل، الأمر الذي يغذي الخوف منها.

وتتوافر أساليب عدة للتخلص من العناكب، كالمبيدات الحشرية الكيميائية، ولكن ثبت أنها غير فاعلة نسبيًا. ووفقًا للدراسة، فإن المواد الطاردة الطبيعية كزيت الليمون الأساسي ليست أكثر فاعلية.

وقال فيشر إن استخدام أبخرة النمل لتطوير مبيد حشري طبيعي "يحترم" البيئة، يمكن أن يكون حلًا لمعضلة العناكب.

وتستخدم هذه المنتجات حاليًا ضد بعض الآفات كالعث، إذ تساهم الفيرومونات في تعطيل تزاوجه.

التعليقات