"نبيذ عسقلان وغزة": اكتشاف أكبر معصرة نبيذ من الحقبة البيزنطية

كشف باحثون وعلماء آثار، اليوم الإثنين، عن معصرة للنبيذ تعود للعصر البيزنطي استخدمت للإنتاج التجاري بواقع مليوني ليتر من المشروبات سنويا مما يجعلها "أكبر معصرة من هذا النوع في العالم في ذلك الوقت"، بحسب سلطة الآثار الإسرائيلية.

جرة نبيذ؛ "نبيذ عسقلان وغزة اكتسب شهرة عالمية ووصل إلى أوروبا وأفريقيا" (سلطة الآثار الإسرائيلية)

كشف باحثون وعلماء آثار، اليوم الإثنين، عن معصرة للنبيذ تعود للعصر البيزنطي استخدمت للإنتاج التجاري بواقع مليوني ليتر من المشروبات سنويا مما يجعلها "أكبر معصرة من هذا النوع في العالم في ذلك الوقت"، بحسب سلطة الآثار الإسرائيلية.

وتتألف المنشأة التي تقع في مدينة يفنه جنوب مدينة يافا، والتي كانت إحدى المدن القديمة الرئيسية في السهل الساحلي الجنوبي بعد تدمير القدس في العام سبعين بعد الميلاد، من خمس معاصر للنبيذ تمتد على مساحة كيلومتر مربع.

وكانت العصابات الصهيونية قد احتلت القرية الفلسطينية يبنا في حزيران/ يونيو عام 1948 منعا لتقدم القوات المصرية حينها، لتقام على أنقاضها مدينة "يفنه" اليهودية. وكانت يبنا تعتبر إحدى أكبر قرى قضاء الرملة إذ قدر عدد سكانها عام 1945 بـ6287 نسمة وحوالي 1500 بدوي يعيشون حولها.

مستودعات تخمير وأفران للأواني الفخارية

وتضم المعصرة المكتشفة حديثا التي ويبلغ عمرها 1500 سنة، وفقا لتقديرات علماء الآثار، مستودعات لتخمير النبيذ وتسويقه وأفرانًا لتحضير القناني الطينية المستخدمة في تخزين النبيذ، وعثر فيها على "عشرات الآلاف من قطع الطين المفتت والجرار الترابية" على ما قالت سلطة الآثار الإسرائيلية.

صورة جوية لمعصرة النبيذ البيزنطية المكتشفة (سلطة الآثار الإسرائيلية)

وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية إن "الحفريات التي أدت إلى اكتشاف المعصرة تعتبر أضخم مشروع حفريات للتنقيب عن الآثار تقوم بها الوزارة في السنوات الأخيرة"، وكشفت عن لمنطقة الصناعية الكاملة لبلدة "يمنيا"، وهو الاسم الذي أطلقه الرومانيون على البلدة.

ويقع مصنع النبيذ في وسط المنطقة الصناعية المكتشفة. وتشمل المعصرة "طرق وصول وخنادق تصريف"، وكشفت الحفريات في الموقع نفسه والتي استمرت عامين عن مكابس نبيذ من العصر الفارسي يقدر عمرها بنحو 2300 عام.

"نبيذ غزة عسقلان".. ماركة عالمية

وبحسب منقبي الآثار في سلطة الآثار الإسرائيلية إيلي هداد وليآت نداف-زيف وجون سليغمان، عرف منتوج المعصرة باسم "نبيذ غزة وعسقلان" بسبب الموانئ القريبة التي كان يتم تصديره منها. وقال منقبو الآثار إن نبيذ "الأراضي المقدسة" كان ثمينا، وشددوا على أنه "لا يوجد مصنع بهذا الحجم في العالم البيزنطي بأكمله".

(سلطة الآثار الإسرائيلية)

وورد منتج "نبيذ غزة وعسقلان" في كتابات أوروبية من القرن السادس الميلادي، والتي ذكرت أن "نبيذ غزة وعسقلان"، على أنه نبيذ جيد نوعًا ما. وقال هداد: "الأواني والنبيذ المنتج في يفني اكتسب شهرة عالمية ووصل إلى أوروبا وأفريقيا".

واعتمد القدماء على تخمير عصير العنب لإنتاج النبيذ لتجنب الأمراض الناجمة عن استخدام مياه الشرب الملوثة.

التعليقات