سباق مع الزمن لإنقاذ غابات الأمازون

يخوض ملايين السكان الأصليين في حوض الأمازون سباقا مع الزمن لإنقاذ غابة الأمازون الاستوائية المترامية الأطراف لمنع حدوث "كارثة هائلة" عالمية الأبعاد على حدّ تعبير زعيم شعوب السكان الأصليين في الأمازون الفنزويلي غريغوريو ميرابال.

سباق مع الزمن لإنقاذ غابات الأمازون

غابات الأمازون توضيحية (pixabay)

يخوض ملايين السكان الأصليين في حوض الأمازون سباقا مع الزمن لإنقاذ غابة الأمازون الاستوائية المترامية الأطراف لمنع حدوث "كارثة هائلة" عالمية الأبعاد على حدّ تعبير زعيم شعوب السكان الأصليين في الأمازون الفنزويلي غريغوريو ميرابال.

ودعا رئيس الهيئة التنسيقية لمنظمات السكان الأصليين في حوض الأمازون، البلدان المتطورة المشاركة في مؤتمر الأطراف (كوب26) حول المناخ الذي سيُقام في غلاسكو في اسكتلندا في نهاية هذا الشهر، للعمل مع الشعوب الأصلية لإنقاذ منطقة الأمازون الممتدة على 8.4 ملايين كيلومتر مربع.

يحذّر ميرابال الذي يُمثّل السكان الأصليين في الأمازون البالغ عددهم 3.5 ملايين نسمة والموزعين على 9 دول هي البرازيل وبوليفيا والبيرو والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغينيا وسورينام وغينيا الفرنسية، من التهديدات التي يواجهها أفراد نحو 500 قبيلة كبيرة يعتبرون حراس الغابة فيتعرضون لهجمات وللقتل لهذا السبب.

ويُذكّر ميرابال أن 17% من الغابة دُمّر بسبب استخراج النفط والمعادن والتلوّث وقطع الأشجار بغية الزراعة وتربية الحيوانات.

ووفقًا لميرابال إذا اختفت الأمازون هناك سيناريوهان: الأول هو وقوع كارثة هائلة لا عودة عنها. سيفقد الناس الأكسجين وسترتفع حرارة الأرض بدرجتين أو حتّى بثلاث درجات في غضون خمسين سنة ولن تعود هذه الحياة ممكنة.

وأما السيناريو الآخر أن أولادنا سيستطيعون أن يسبحوا في هذا النهر وأن يتعلموا ليعرفوا ماذا يوجد هنا وأن ينظروا إلى الأشجار والتنوع البيولوجي وعصفور المكاو وهو يطير. هذا هو السيناريو الذي نطرحه للعالم إذا ساعدنا على حماية 80% من الأمازون.

اُزيلت نحو 17% من أشجار الأمازون. إذا وصلت هذه النسبة إلى الـ 20%، ستكون العودة إلى الوراء صعبة جدًا. فالتصحّر والنقص في المياه والحرائق ستجتاح الأمازون. نحن عند نقطة تحوّل.

وتتعرض الأمازون للاغتيال لقد استولوا على نفطها ومواردها الطبيعية ولا يريدون إبقائها على قيد الحياة. يُريدون تدميرها.

ويذكر ميرابال أن الأمازون إحدى أكبر احتياطات المياه العذبة في الكوكب ولديها أكبر تنوع حيوي في العالم ممّا يضمن مناخًا متوازنًا. كل شجرة تنتج هواءً نقيًا وتجمع النفايات التي تصل من بلدان أخرى والتلوث، ونحن لا نتلقى شيئا في مقابل ذلك. إذا امتنع (قادة العالم) عن الإنفاق على الصواريخ وتوّجهوا للإنفاق على الأمازون، سيكون الوضع جيدًا بالنسبة لنا.

ويؤكّد أن هذا التمويل يجب أن يكون عالميًا وموزّعًا بإنصاف على البلدان التسعة، إلّا أن هذا النوع من التمويل غير متوافر حاليًا. لا نعرف كم من المال استُثمر في الأمازون وما إذا كان سيصل وإلى أين. إنّ اللقاح (المضاد لكوفيد-19) لم يصل بعد للمجتمعات الصغيرة بعد عامين على بدء الجائحة. لو كنّا نتّكل على الحكومات لكُنّا متنا.

ويضيف أنّ الخطر الأسوأ هو نقص الإرادة السياسية لحكوماتنا الذي يأتي بموازاة الفساد وعدم احترام حقوقنا. يجب على البلدان المتقدّمة أن تعتبر الأمازون أرضًا تتيح لهم العيش هم أيضًا. نُريد حماية الأمازون لحماية البشريّة.

ويتابع تموّل البنوك الكبرى العالمية تدمير الأمازون من خلال تأمينها الموارد لاستخراج النفط وأشكال أخرى من النشاطات التي تفترس الغابة. هذا يعتمد أيضًا على وعينا للتوقف عن استهلاك هذا الكمّ من البلاستيك ومن الطاقة. نحن لا ندرك أن الكائن البشري أصبح العدو اللدود للطبيعة وللحياة بحدّ ذاتها.

تشكّل البرازيل حوالي 60% من مجمل الحوض الأمازوني. ازدادت إزالة الغابات والمناجم غير الشرعية وجرائم قتل إخواننا واخواتنا في عهد الرئيس ‘اليميني‘ جايير بولسونارو. هذه أسوأ حكومة عرفناها في حوض الأمازون. وفقًا لميرابال

إن البرازيل وكولومبيا هما من الأماكن الأكثر خطورة في العالم للمدافعين عن البيئة أو مسؤول من السكان الأصليين.

ويختم ميرابال بأن احتمال أن تسجنوا أو تُقتلوا هناك يصل إلى الـ 80%. وتليهما البيرو. ذلك لأنّ الناشطين يقفون بوجه الشركات النفطية والمناجم. وصل عدد جرائم القتل إلى 202 في الأمازون العام 2020. تخطّى بذلك رقم العام 2019 الذي وصل إلى 135.

التعليقات