خمس شائعات غير صحيحة حول تغيّر المناخ

يشكك البعض في وجود أزمة المناخ ويرون أنها خدعة ابتكرها علماء لتبرير تمويل منحهم البحثية، أو حتى مؤامرة من حكومات من أجل التحكم بالشعوب. وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن تكون "الخدعة" معقدة بشكل غير عادي بتنسيق من الحكومات

خمس شائعات غير صحيحة حول تغيّر المناخ

توضيحية أزمة المناخ (pixabay)

يشكك البعض في وجود أزمة المناخ ويرون أنها خدعة ابتكرها علماء لتبرير تمويل منحهم البحثية، أو حتى مؤامرة من حكومات من أجل التحكم بالشعوب. وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن تكون "الخدعة" معقدة بشكل غير عادي بتنسيق من الحكومات المتعاقبة في عشرات البلدان وبالتواطؤ مع جيش من العلماء.

وقادت عشرات الآلاف من الدراسات التي تمت مراجعتها وتصحيحها إلى إجماع شبه كامل على حقيقة تغير المناخ الناجم عن نشاط البشر. ومن بين المصادر الأكثر شمولية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة وهي تنشر الأدلة والأساليب التي توصلت من خلالها إلى النتائج على موقعها الإلكتروني. وتأسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بموجب قرار للأمم المتحدة في العام 1988.

ووافق مندوبو 195 بلدا على تقريرها الأحدث المؤلف من 3500 صفحة والصادر هذا العام. ويذكر التقرير 234 مؤلفا من 66 بلدا ساهموا في وضعه.

ويدرك العلماء أن الأرض شهدت تناوبا للعصور الجليدية وفترات الاحترار، شهدت عصرا جليديا كل 100 ألف عام على مدار المليون سنة الماضية. فهل الاحترار الحالي مجرد مرحلة أخرى في هذه الدورة؟

يأتي الجواب بالنفي، كلا، فسرعة الاحترار الحالي وحجمه وطبيعته العالمية تجعله استثنائيا هذه المرة وفق العلماء.

وبهذا الشأن تقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بشكل أسرع منذ العام 1970 مقارنة بأي فترة أخرى مدتها 50 عاما على مدار ألفي عام على الأقل".

وتستند بذلك إلى أشكال مختلفة من البيانات: التحليل الطلعي للترسبات والجليد وحلقات الأشجار خلال الفترة التي سبقت الثورة الصناعية ودرجات الحرارة المسجلة منذ العام 1850.

وأصبح ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير عادي أمرا لا جدال فيه، ويقرّ بعض المتشككين بحدوث ذلك، لكنهم ينفون أنه ناتج عن انبعاثات الكربون الناجمة عن حرق البشر للوقود الأحفوري.

وطوّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نموذجا مناخيا يقيس تأثير عوامل مختلفة. وهو يحسب مدى ارتفاع درجة الحرارة مع تأثير النشاط البشري وبدونه.

وخلص تقريرها الصادر هذا العام إلى أنه "مما لا شك فيه، أن تأثير النشاط البشري أدى إلى رفع حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض".

ويعرض التقرير ملخص لهذه النتيجة مع الرسوم البيانية في الصفحة الثامنة من هذا المستند.

وكتب رئيس الولايات المتّحدة السابق، دونالد ترامب، المشكك بأزمة المناخ في 20 كانون الثاني/يناير 2018، على تويتر اعتقادًا زائفًا شائعًا "أجزاء كبيرة من البلاد تعاني كميات هائلة من الثلوج ودرجات حرارة باردة تكاد تكون قياسية... قليل من الاحترار العالمي لن يضر!" مشيرا لواحدة من الحجج الزائفة القائلة، إذا كانت درجة حرارة الكوكب ترتفع، فلم توجد دائما موجات من البرد القارس؟

ويتمثل الرد العلمي على ترامب والمشككين بتعريف أن المناخ هو مقياس لمتوسط تقلبات الطقس بمرور الوقت. لذلك، لا يكفي يوم واحد أو أسبوع من تساقط الثلوج لإثبات أن متوسط درجات الحرارة لا يرتفع على مر العقود.

ويبرز السؤال، هل يمكن أن يكون "قليل من الاحترار العالمي" جيدا؟ فيمكن أن تصبح أجزاء من سيبيريا صالحة للزراعة ما يؤدي إلى توسيع الموارد الغذائية... لكن ذوبان التربة الصقيعية في هذه المنطقة يهدد بخلق المزيد من المشكلات.

يبدو ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين أمرا لا يثير القلق، لكن وفقا لحسابات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، هذا الاحترار كافٍ لرفع مستوى البحار بمقدار نصف متر أو أكثر، وهو ما يكفي لإغراق مدن ساحلية.

وأعلن بعض المتخصصين عن شكوكهم في محافل مختلفة لكن عموما، لم يكن هؤلاء علماء مناخ. وتاريخيا، تبنى المعرفة العلمية عن طريق مناقشات يليها توصل إلى توافق في الآراء وإجماع بشأن مسألة ما. وهناك إجماع ساحق في الوقت الحالي على تغير المناخ.

وظهر في دراسة حديثة أجرتها جامعة كورنيل الاميركية، أن أكثر من 99% من المقالات التي تتناول تغير المناخ والمنشورة منذ العام 2012 في مجلات علمية والتي راجعها الأقران، تتفق في إرجاع هذه الظاهرة إلى عواقب النشاط البشري.

التعليقات