07/06/2008 - 16:26

حماس تدعو عباس إلى غزة؛ وتباين في المواقف داخل فتح وتحركات عربية لرعاية الحوار..

تأتي جهود المصالحة في ظل تلويح إسرائيلي بتصعيد العدوان على قطاع غزة، والتلويح بشن حملة عسكرية إسرائيلية واسعة في القطاع، وفي ظل معارضة أمريكية لهذا الحوار

حماس تدعو عباس إلى غزة؛ وتباين في المواقف داخل فتح وتحركات عربية لرعاية الحوار..
أكدت مصادر فلسطينية أن لجامعة العربية تستعد لرعاية الحوار بين حركتي فتح وحماس عقب دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الحوار الوطني على أساس المبادرة اليمنية، وترحيب رئيس الوزراء في الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، وحركة حماس بهذه الدعوة. ووجهت حماس اليوم دعوة لأبو مازن لزيارة قطاع غزة. فيما بدأ هنية سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب لتوفير رعاية ودعم عربي للحوار الوطني.

وتأتي جهود المصالحة في ظل تلويح إسرائيلي بتصعيد العدوان على قطاع غزة، والتلويح بشن حملة عسكرية إسرائيلية واسعة في القطاع، وفي ظل معارضة أمريكية لهذا الحوار عبرت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية بطلب إيضاحات من عباس يوم أمس حول مبادرته.

وقالت مصادر فلسطينية إن الحوار مع حماس الذي دعا إليه عباس يشهد خلافات في وجهات النظر داخل حركة فتح، ويلقى معارضة من بعض أقطاب حكومة رام الله. وأكدت المصادر أن عباس أصدر تعليمات يوم أمس الجمعة للمحيطين به، بعدم الإدلاء بتفسيرات حول دعوته للحوار الشامل من أجل تحقيق مصالحة فلسطينية.

وأكدت المصادر أن هناك تيار في حركة فتح يدفع باتجاه الحوار مع حماس وطي صفحة الماضي، من منطلق الوحدة الوطنية، وعلى ضوء تعثر المفاوضات مع إسرائيل والتي ظهرت فيها المواقف الإسرائيلية الرافضة للحقوق الفلسطينية بشكل جلي. في حين يوجد تيار آخر يضع العراقيل أمام المصالحة.
وذكرت وكالة "وفا" للأنباء أن بناء على توجيهات رئيس السلطة الفلسطينية ؛ فإنّ "اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ مبادرة الحوار الوطني، وجّهت دعوة لأجهزة الإعلام وجميع المعنيين، إلى عدم إعطاء تفسيرات شخصية لهذه المبادرة". واعتبرت الوكالة الرسمية أنّ ذلك يأتي "حرصاً على توفير الأجواء المناسبة للحوار الوطني، بما يؤدي إلى إنجاحه وتحقيق أهداف المبادرة في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والشرعية"، كما ورد.

وكان نمر حماد، مستشار عباس، وصائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات، أعلنا في تصريحات صحفية وصفها المراقبون بأنها متشددة، أنه لا تغيير في موقف رئيس السلطة من الحوار، وأنّ التراجع عما أسمياه "الانقلاب" لا يزال شرطاً واجب التنفيذ قبل الحوار، وهو ما أمر لم يتحدث عنه عباس في خطابه.

الدعوة لعباس لزيارة غزة جاءت على لسان الناطق باسم حركة حماس د. إسماعيل رضوان، اليوم السبت، قائلاً: "انه يأتي إلى بلده ووطنه لأن القطاع والضفة والقدس هي أراض فلسطينية "، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تزيل الخلافات والحواجز التي كرست على مدار عام من الانقسام.


وأكد رضوان أن الجامعة العربية وعبر اتصال أجراه أمينها العام عمرو موسى بهنية تدرس إمكانية رعاية الحوار الفلسطيني الفلسطيني بعد دعوة الرئيس محمود عباس لحوار وطني شامل وبعد ترحيب رئيس الوزراء إسماعيل هنية بهذه الدعوة. وأوضح أن عمرو موسى خلال اتصاله بهنية المح إلى نية الجامعة دراسة آلية استضافة ورعاية حوار فلسطيني- فلسطيني وجمع الأطراف المعنية وننتظر وضع الآليات لذلك".

وفي نفس السياق قالت وسائل الإعلام السنغالية يوم السبت إن الرئيس السنغالي عبد الله واد بدأ محادثات مع ممثلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتين على أمل التوصل لأرضية مشتركة في موقف الفصيلين الفلسطينيين تجاه إسرائيل. وقال واد في نهاية قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي استضافها في مارس اذار ان اسرائيل والفصائل الفلسطينية طلبوا منه التوسط بينهم.
ونقلت صحيفة لو سولي اليومية السنغالية الرسمية عن الحاج أمادو سال المتحدث باسم واد قوله عن المحادثات "رئيس السنغال يجري محادثات مع ممثلين من حركتي حماس وفتح كل منهما على حدة." وأشارت الصحيفة الى أن المحادثات بدأت يوم الجمعة.

وأكدت مصادر فلسطينية أن وسائل الإعلام الفلسطينية التابعة لحركتي حماس وفتح التزمت بمطلب وقف الحرب الإعلامية المتبادلة. وقال رضوان: "نحن جاهزون لإنجاح الحوار والالتقاء بالأشقاء برام الله والتعاطي مع دعوة الرئيس تحت أي مظلة كانت وفي أي وقت وأي مكان لإنهاء الانقسام".
وأعرب عن تفاؤله في أعقاب "التراجع بالتصعيد الإعلامي" واللهجة الجديدة الذي بدأت بها وسائل إعلام السلطة الوطنية ومن ضمنها تلفزيون فلسطين، وذلك بعد أن أصدر "هنية تعليماته بالوقف العاجل والفوري للتصعيد الإعلامي من جانب حركة حماس والحكومة وإشاعة روح ايجابية للحوار والتركيز على البرامج والشعارات التي تعزز لغة الحوار والمسامحة والشعارات الوحدوية".

ومن جانب آخر ذكرت صحيفة القدس العربي أن الرئيس الفلسطيني اقدم علي الدعوة للحوار مع حماس بعد ان علم ان اسرائيل اتخذت قرارا بشن عملية عسكرية واسعة النطاق علي قطاع غزة واحتلاله من جديد. وحسب المصادر فان اسرائيل ابلغت عباس بأنها ستسلم قطاع غزة بعد احتلاله والقضاء علي حركة حماس الي السلطة بشكل تدريجي الامر الذي رفضه عباس بشدة في لقائه الاخير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين الماضي.

وأضافت الصحيفة أن عباس طالب الجانب الاسرائيلي بالتعاطي بشكل ايجابي مع الجهود المصرية للوصول الي تهدئة في قطاع غزة، ومحذرا اولمرت من الاقدام علي تنفيذ الخطة الإسرائيلية القاضية باعادة احتلال غزة ومن ثم تسليمها للاجهزة الامنية الفلسطينية التابعة للسلطة، وذلك بالتزامن مع رفع الحصار واعادة فتح المعابر مع القطاع.

تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتجه في اليومين الأخيرين نحو التصعيد، وتحدث أولمرت عن تبنيه للجدول الزمني وجدول الأعمال الذي طرحه باراك ولم يتم الإفصاح عن فحواه. ويتوقع المراقبون أنه في حال عدم رضوخ فصائل المقاومة للشروط الإسرائيلية للتهدئة فإنها ستعد العدة لشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة للإطاحة بحكومة حماس، وهو الهدف السياسي الإسرائيلي الذي بات معلنا بعد كان يغطى بأسباب أخرى.

وأشار مراقبون إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعملان جاهدتان لإحباط الحوار بين حماس وفتح، وأشاروا إلى أن في ظل التراجع الذي شهدته الهيمنة الأمريكية في المنطقة والذي تمثل باتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين بغير رضا الولايات المتحدة، وموقف عربي داعم لهذا الحوار من شأنه أن يزيد من فرص التوافق الفلسطيني ورأب الصدع، خاصة وأن المطروح إسرائيليا في المفاوضات لا يبرر مراهنة طرف فلسطيني على إسرائيل والولايات المتحدة.

التعليقات