02/03/2009 - 18:04

مانحون يتعهدون بمليارات الدولارات لمساعدة غزة ويتجاهلون حماس؛ وحماس ترفض تسييس المساعدات

افتتح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة أعماله في منتجع شرم الشيخ الاثنين بمشاركة وفود رسمية تمثل نحو 71 دولة، وسط توقعات بتعهد الإدارة الأمريكية بتقديم 900 مليون دولار.

مانحون يتعهدون بمليارات الدولارات لمساعدة غزة ويتجاهلون حماس؛ وحماس ترفض تسييس المساعدات
بدأ مانحون دوليون يوم الاثنين في تقديم تعهدات بتقديم ثلاثة مليارات دولار على الأقل لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني وإعمار غزة بصفة أساسية رغم تجاهلهم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم القطاع.

وتوافدت وفود من 87 دولة ومنظمة مالية على منتجع شرم الشيخ في مصر لحضور المؤتمر الدولي الذي دعت اليه مصر عقب نهاية الهجوم الاسرائيلي على غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع في يناير كانون الثاني.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة الافتتاح التي ألقاها في المؤتمر ان غزة تحتاج هذه المساعدات لكن هذه الاموال لن تعوض ضياع أرواح 1300 فلسطيني قتلوا في الهجوم الاسرائيلي. وقال "أتوجه اليكم بنداء من القلب لاعلان تعهدات ملموسة لمساهمات التمويل في هذا المؤتمر."

وتقول وكالات إغاثة ان مشاكل سياسية ومشاكل خاصة بالامداد والتموين مثل الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة من المرجح ان تجعل جهود استخدام الاموال التي يتم جمعها خلال المؤتمر لاعمار القطاع الساحلي مهمة شاقة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لمؤتمر المانحين " الموقف عند المعابر غير محتمل. لا يتمكن مساعدو الاغاثة من الدخول. ولا تدخل السلع الاساسية."
وأضاف "ولذلك هدفنا الاول الذي لا غنى عنه هو فتح المعابر. ومن نفس المنطلق من الضروري ضمان عدم دخول اسلحة الى غزة."
ولا تشارك اسرائيل وحماس في المؤتمر. وتقول الدولة العبرية انها تدعم جهود مساعدة الفلسطينيين في غزة ولكنها تريد التأكد من الا تصل الاموال لحماس. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "بكل تأكيد لا نريد ان تستغل حماس النوايا الطيبة للمجتمع الدولي لخدمة اغراضها المتطرفة." وقال "لذا من الضروري وضع اليات لضمان وصول المال للجهة المقصودة - شعب غزة."
وتأمل السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جمع 2.78 مليار دولار خلال المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا منها 1.33 مليار لاصلاح الدمار الذي وقع في القطاع. لكن من المتوقع ان تتجاوز التعهدات المتوقعة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول الخليج العربية هذا المبلغ.

وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته في مؤتمر شرم الشيخ "انني أؤكد هنا مجدداً اننا نبذل كل جهد ممكن لكي يخرج هذا الحوار بنتائج ايجابية تحقق الوفاق الوطني وتنهي حالة الانقسام وتعيد توحيد شطري وطننا بهيئاته ومؤسساته وتفتح الطريق أمام تشكيل حكومة وفاق وطني تحترم وتلتزم بالالتزامات الوطنية والدولية وتدير شؤون الوطن وتعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد في كانون الثاني القادم."

وحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اسرائيل على فتح المعابر والسماح بدخول السلع. وقال "يجب الا تكون غزة مجرد سجن كبير بسماء مفتوحة." وحث ساركوزي الفصائل الفلسطينية المتناحرة على انهاء الانقسامات.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للمؤتمر ان هناك حاجة لتحرك عاجل لتحويل الأزمة الى "فرصة تقربنا أكثر من اهدافنا المشتركة."
وصرحت بأن الهدف هو قيام دولة فلسطينية تكون "شريكا مسؤولا تعيش في سلام مع اسرائيل وجيرانها العرب ويحاسبها الشعب." وأعلنت كلينتون التعهد بملبغ 300 مليون دولار لاعمار غزة و600 مليون دولار لدعم العجز في ميزانية السلطة الفلسطينية والاصلاحات الاقتصادية والامن ومشروعات القطاع الخاص التي تديرها السلطة.

وأوضحت كلينتون ان التي تسيطر على القطاع لن تحصل علي أي من هذه الأموال. وتصف الولايات المتحدة حماس بانها منظمة ارهابية. وقالت "عملنا مع السلطة الفلسطينية لوضع ضمانات لاستخدام أموالنا في المكان وللاشخاص المستهدفين فقط كي لا ينتهي بها المطاف في الأيدي الخطأ."

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية روبرت وود بأن المال المخصص لغزة سيحول من خلال الامم المتحدة ومنظمات اخرى وليس لحماس.
وقال للصحفيين في شرم الشيخ في ساعة متأخرة من مساء الأحد "لن تحصل حماس على أي من هذه الاموال."

وفي الأسبوع الماضي أعلنت المفوضية الاوروبية عزمها التعهد بتقديم مبلغ 436 مليون يورو (552.6 مليون دولار). وسيخصص المبلغ لغزة واصلاحات السلطة الفلسطينية.

كما تنوي دول الخليج التعهد بمساعدات تبلغ 1.65 مليار دولار على مدار خمس سنوات لاعمار غزة. وقالت انه يمكن لدول عربية اخرى المشاركة في خطتها.
ولكن لم يتضح ما اذا كانت اسرائيل ستفتح المعابر أمام مرور كميات كبيرة من الامدادات مثل الاسمنت والحديد اللازم لاعادة البناء. وترفض اسرائيل دخول هذه المواد قائلة ان المقاومة يمكن ان تستخدمونهافي تصنيع صواريخ.

ويقول جاسر عبد الرازق المتحدث باسم اوكسفام انترناشونال " المال مهم جدا ولكنه لن يحل المشكلة مالم يضغط المجتمع الدولي على اسرائيل لفتح جميع المعابر مع غزة."
رفضت حركة حماس اي استثمار سياسي لاعادة اعمار القطاع على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية موضحة ان عملية الإعمار هي عملية إنسانية وأخلاقية
وقالت حماس على لسان الناطق باسمها فوزى برهوم ما لم تحققه اسرائيل بالقوة لن نسمح له أن يحققه من أي بوابة أخرى".
وحمل برهوم اسرائيل المسؤولية الأولى والأخيرة عن كل ما جرى من عدوان ودمار وهي وحدها التي يجب أن تتحمل كافة التبعات المتعلقة بإعادة الإعمار ".
وأكد برهوم ترحيب حركة "حماس" بأي جهد لإعمار القطاع المدمر بما يوفر حياة كريمة وآمنة لابناء الشعب الفلسطيني
ودعا الناطق باسم "حماس" كافة الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ إلى البحث عن آليات سريعة وجادة لإيصال الدعم إلى المواطن الفلسطيني مباشرة دون الخوض في الخلافات السياسية الفلسطينية الداخلية؛ لأن ذلك شأن فلسطيني داخلي يمكن تجاوزه بالحوار الوطني

اعتبر النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي يحيي موسي العبادسة إن مؤتمر إعمار غزة، يأتي في سياق استكمال حلقات الحرب الإجرامية على غزة، وأنه يهدف إلى انجاز الأهداف السياسية التي فشلت الحرب في انجازها والمتمثلة في تركيع المقاومة، و ابتزاز حكومتها.

وقال العبادسة: "رسالة المؤتمر واضحة وضوح الشمس" وهي تشترط الاعتراف بما يسمى شروط الرباعية، وأن أي حكومة قادمة يجب أن تعترف بها، وإلا فإن حماس تتحمل مسؤولية تعطيل الإعمار في غزة.

وتابع "إن المؤتمر يمثل شكلاً من أشكال الانحياز إلى خيار عباس التفاوضي، وخيار الانقلاب على الديمقراطية والقانون ممثلاً بدعم فياض الذي لا يملك في المجلس التشريعي إلا عضوا واحدا. واستطرد إن تغييب حركة حماس عن مؤتمر إعمار غزة، بينما هي التي تدير شؤون غزة، يمثل تكراراً للنهج الدولي الإقصائي للشعب الفلسطيني، ويمثل تكراراً لأخطاء الاتحاد الأوروبي بحصار حماس ومقاطعتها وعدم التعامل معها. كما قال.

وأضاف إن استجابة الدول العربية لوضع أموال التبرعات الإعمار في يد المؤسسات الدولية المتوافقة مع منظومة الفساد في السلطة الفلسطينية برام الله، يعتبر مهزلة جديدة، تضاف إلى عجز و مهازل النظام العربي الرسمي.

وتساءل لماذا لا تتولى الجامعة العربية وهي بيت العرب جميعا مهمة تلقي هذا المال والمراقبة على إنفاقه بالطريقة التي تضمن الشفافية والوصول إلى المستفيدين.

ورأى العبادسة أن الأولى بالدول العربية أن تطالب أمريكا وحلفاءها الأوروبيين، الذين يغطون بأموالهم الوجه القبيح لإسرائيل ويبررون جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، العمل على تقديم زعماء إسرائيل كمجرمي حرب أمام محاكم الجنايات الدولية، بدلاً من التساوق معها في الضغط على الشعب الفلسطيني وابتزاز حركة حماس سياسياً للتخلي عن الحقوق والثوابت الوطنية، حسب تعبيره.

التعليقات