17/03/2009 - 17:47

لجنة التنسيق العليا في حوار القاهرة ما زالت تناقش كافة الملفات وعلى رأسها نظام الانتخابات وبرنامج الحكومة

فوزي برهوم: من مصلحة شعبنا وفي ظل تعطل مؤسسات المنظمة وحاجة المؤسسات إلى إعادة بنائها وانضمام كل القوى السياسية والوطنية إليها

لجنة التنسيق العليا في حوار القاهرة ما زالت تناقش كافة الملفات وعلى رأسها نظام الانتخابات وبرنامج الحكومة
أكد "فوزي برهوم" المتحدث باسم حركة حماس أن لجنة التنسيق العليا ما زالت منعقدة لمتابعة كافة القضايا والمواضيع المرفوعة إليها وعلى رأسها نظام الانتخابات وبرنامج الحكومة والجملة السياسية المتعلقة بالبرنامج والمرجعية الوطنية ونظام الانتخابات.

وقال برهوم فى تصريح له "أنه بالنسبة لنظام الانتخابات فان فتح تريد نظام نسبي كامل ونحن نؤكد على النظام المختلط، فليس من المصلحة الوطنية اعتماد النظام النسبي الكامل في الانتخابات لان ذلك سيكون نظام فصائلي تنظيمي، وبالتالي حظ المستقلين والنخب سيكون ضعيف في هذا الخيار ، كما أن التمثيل الجغرافي للمناطق سيتلاشى وسيقتصر التمثيل على الفصائل ولا يعتمد على وجود دوائر" .مضيفاً أن المرشحين في قوائم المقاومة في حركة حماس سيكونون عرضة للملاحقة الإسرائيلية لان التمثيل النسبي سيجعلهم تحت بؤرة المتابعات الأمنية الإسرائيلية كما حصل في الضفة الغربية".

وبخصوص برنامج الحكومة قال المتحدث باسم حركة حماس: " ما زال رهن النقاش والمتابعة في حين في حماس تقول بشكل واضح ان برنامج الحكومة والجملة السياسية المتعلقة به تم التفاهم عليها واعتمادها في اتفاق مكة في برنامج حكومة الوحدة، فليس هناك ما يبرر تمترس حركة فتح حول ضرورة التزام "الحكومة المؤقتة" بالاتفاقيات الموقعة من قبل المنظمة في حين ان ابو مازن والمجلس التشريعي وجامعة الدول العربية اعتمدوا هذا التفاهم وقالوا أن هذا يكفي" .

واستغرب برهوم مطالب حركة فتح بتشكيل حكومة مؤقتة ليست ذات مهام سياسية وفي نفس الوقت تشترط عليها كل هذه الالتزامات.

وبخصوص المرجعية الوطنية قال برهوم :" إننا نرى من مصلحة شعبنا وفي ظل تعطل مؤسسات المنظمة وحاجة المؤسسات إلى إعادة بناء وانضمام كل القوى السياسية والوطنية فيها، فالأصل ان تكون هناك مرجعية مؤقتة وليست بديلا عن المنظمة تبت في القضايا الرئيسية للشعب الفلسطيني إلى حين تشكيل مجلس وطني جديد وهذا ربما يكون محل تأكيد كل الفصائل الفلسطينية ولكن الهواجس والمخاوف من هذا الطرح بقيت لدى حركة فتح".

وأوضح المتحدث باسم حماس ان النقطة الأهم في مجمل حوارات القاهرة والتي ما زالت محل تأكيد حركة حماس تتمثل في ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، والذي لم يعالج بعد من قبل حركة فتح كما وعدوا في كل لقاءاتهم مع حركة حماس وفي وجود الفصائل والمسئولين المصريين.
وتابع برهوم، انه من غير المعقول تجاهل هذا الملف أو تجاوزه أو القفز عنه، وإبرام أي اتفاق مرهون بإنهاء ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ونرى انه من غير المبرر في ظل ما يجري من حوارات , وتقريب لوجهات النظر أن يبقى هذا الملف يوظف من قبل حركة فتح كورقة ضغط على حركة حماس

من جانبها، أكدت حركة فتح أن المتحاورين الفلسطينيين بالقاهرة دخلوا مفاوضات اللحظة الأخيرة بهدف التوصل إلى اتفاق.

تزامن ذلك مع إيفاد القاهرة التي ترعى الحوار عددا من مسؤوليها إلى بروكسل وواشنطن للتباحث مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية بشأن العراقيل التي تواجه حوار الفصائل الفلسطينية.

وتأتي هذه التصريحات والتحركات السياسية في وقت ما زال يعتبر تشكيل حكومة وفاق وطنية نقطة خلاف أساسية بين الفرقاء الفلسطينيين.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث إن مفاوضات مكثفة تجري من أجل تذليل العقبات الخاصة بالحوار، مشيرا إلى أنه قد يستمر إلى يوم غد الأربعاء.

ونقلت يونايتد برس أنترناشيونال عن شعث قوله إن الأمر يتعلق ببرنامج وشكل الحكومة وقانون الانتخابات والصيغة التي تمكن حركتي حماس والجهاد الإسلامي من المشاركة في القيادة الفلسطينية خلال الفترة ما بين تشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي هذا الإطار ذكرت تقارير إعلامية أن عناصر من لجان الحوار الخمس من حركتي فتح وحماس انضمت إلى لجنة التوجيه العليا للحوار، وتضم اللجنة أمناء عامين ورؤساء وفود وتسعى إلى حل القضايا العالقة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن ملف الانتخابات شهد "حلحلة" عبر التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني قبل 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

وستتناول اللجنة -حسب نفس المصادر- أيضا نقطة خلاف أخرى تتعلق بالمرجعية القيادية لمنظمة التحرير في الفترة الانتقالية حتى انتخاب المجلس الوطني وبناء الأجهزة الأمنية.

وتبقى المعضلة الحقيقية هي ما يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطنية سواء ببرنامجها المفترض أو بتحديد الموقف من الاتفاقيات التي وقعتها المنظمة مع إسرائيل.

وأعرب رئيس كتلة فتح عزام الأحمد عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة باعتبار المحادثات "فرصة تاريخية ويجب عدم تفويتها إطلاقا خاصة أن لجنة الحكومة لم تشهد أي تحرك حتى الآن".

وبدوره قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن برنامج الحكومة المقبلة لا يزال يحتاج إلى توافق عليها, مشيرا إلى أن لجنة التنسيق العليا التي تضم رؤساء الوفود الفلسطينية والمسؤولين المصريين ستبت في القضايا العالقة.

وفي هذا الإطار قال مسؤولون فلسطينيون إن القاهرة بعثت كلا من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى بروكسل ومدير المخابرات عمر سليمان إلى واشنطن للتباحث مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية بشأن العراقيل التي تواجه الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة.

وأضاف المسؤولون المشاركون في الحوار أن القيادة المصرية تسعى إلى إقناع الإدارة الأميركية ودول الاتحاد بالقبول بحلول وسط تتعلق بموقف الحكومة الفلسطينية القادمة بشأن الالتزامات في عملية السلام والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير.

وأشار المصدر إلى أن أبو الغيط وسليمان طرحا خلال مباحثاتهما في بروكسل وواشنطن وجهة نظر حماس بأنها توافق على احترام تعهدات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وإصرارها على رفض استخدام كلمة التزام في برنامج الحكومة المقبلة.

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت عن أبو الغيط قوله في بروكسل إنه لمس لدى الأوروبيين "تأييدا متزايدا لوجهة النظر العربية بالنسبة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية الداخلية".

وفي سياق آخر شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وفتح المعابر لبدء إعمار قطاع غزة.

جاء ذلك في تصريح لوزير خارجية التشيك كارل شوارزنبرغ -الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي- قبيل اجتماع في بروكسل ضم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية رياض المالكي إضافة إلى أبو الغيط وكذا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومسؤولين أردنيين، ركز على عدة ملفات من بينها جهود المصالحة الجارية بالقاهرة.

التعليقات