02/08/2009 - 16:19

مشاريع التهويد والتطهير العرقي تتواصل: إخلاء منزلين فلسطينيين تمهيدا لتسليمهما لمستوطنين وهدم خيمة الصمود

ماهر حنون:" ولدت في هذا البيت وأطفالي ولدوا فيه. لدي وثائق من الحكومة الأردنية. وها هم المستوطنون يدخلون إلى بيتي وأنا ألقى في الشارع- إلى أين أذهب". اجنبيا

 مشاريع التهويد والتطهير العرقي تتواصل: إخلاء منزلين فلسطينيين تمهيدا لتسليمهما لمستوطنين وهدم خيمة الصمود
في إطار مواصلة التطهير العرقي للفلسطينيين في القدس، قامت قوات الاحتلال صباح اليوم بإخلاء عائلتين فلسطينيتين من منزليهما في ضاحية الشيخ جراح تمهيدا لتسليمهما لعائليتين يهوديتين. وجاء الإخلاء بناء على حكم من المحكمة الإسرائيلية العليا التي أقرت ملكية المستوطنين على المنزلين الذين تسكنهما العائلات العربية منذ عشرات السنين وتحمل وثائق ملكية تعود إلى ما قبل احتلال الحي عام 1967.

وأُصيب في المواجهات التي اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال المواطن إسلام الغاوي، بإصابات خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك خلال مقاومته وأفرد عائلته للجماعات اليهودية المتطرفة وقوات الاحتلال التي داهمت منزله ومنزل عائلة حنون المجاور لإخلائه وتسليمه للمستوطنين.

وذكر مراسل وكالة "وفا" في القدس، أن مواجهات عنيفة دارت بين المواطنين من سكان الحي والمدينة المقدسة، وبين قوات الاحتلال التي شرعت باستخدام الهراوات والرصاص والقنابل الغازية المُسيلة للدموع لتفريق المواطنين.

كما أُصيب عدد من المواطنين خلال مواجهات مماثلة في محيط خيمة 'أم كامل' للصمود، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من جنود وشرطة الاحتلال لإبعاد المواطنين عن المنطقة، واستخدموا الخيالة البوليسية والدوريات الراجلة والمحمولة العسكرية والبوليسية في المنطقة.

وقد اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الخاصة وحرس الحدود الإسرائيلي فجر اليوم الأحد حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وداهمت منزلي عائلتي الغاوي وحنون مستخدمة معدات ثقيلة في اقتحام المنزلين وتدمير بوابتهما لإخلاء العائلات من المنزل بزعم ملكيتهما لجهات استيطانية. فيما اقتحمت قوات أخرى خيمة الصمود في الحي ودمرتها.

وأخرجت الشرطة وحرس الحدود بالقوة جميع افراد العائلتين إلى الشارع الرئيسي ولم تسمح لهما باخراج أي من محتويات المنزلين، وخلال ذلك اعتقلت القوات المداهمة 20 متضامنا اجنبيا كانوا متواجدين مع العائلتين.

وقال ماهر حنون صاحب أحد المنزلين:" ولدت في هذا البيت وأطفالي ولدوا فيه. لدي وثائق من الحكومة الأردنية. وها هم المستوطنون يدخلون إلى بيتي وأنا ألقى في الشارع- إلى أين أذهب".

وبينما كان عدد من المستوطنين ينقلون اغراض العائلتين المطرودتين بعلب كرتون الى شاحنة كبيرة، كان آخرون يسارعون الى وضع اليد على المنزلين وبدء الاصلاحات فيهما.
وشوهدت تعزيزات من عناصر شرطة مكافحة الشغب امام احد المنزلين في شارع عثمان بن عفان، كما انتشر عناصر من حرس الحدود الى جانب سيارة اسعاف لمواجهة اي تظاهرات او اعمال عنف.

وتجمع بالفعل عشرات المتظاهرين امام المكان وحصل تدافع بينهم وبين عناصر قوات الامن الاسرائيلية ادى الى اعتقال نحو عشرة اشخاص.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أمل قاسم التى تسكن الى جانب احد المنزلين المصادرين "نحن ايضا نخشى الطرد. نقيم هنا منذ 1956 بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين السلطات الاردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)". واضافت "ان صكوك الملكية التي يبرزها المستوطنون مزورة".

ونفذ امر طرد سكان المنزلين الفلسطينيين والبالغ عددهم 53 شخصا، بعد رفض المحكمة العليا الاسرائيلية طلب استئناف تقدمت به عائلتي الغاوي وحنون لوقف تنفيذه. وتقدمت بطلب الطرد الى المحكمة منظمة خاصة بالمستوطنين تدعى "نحالات شيمون انترناشونال".

ودخلت الشرطة المبنيين فجر الاحد ونشرت قوات كبيرة في المكان.

ويمول هذا المشروع رجل الاعمال الاميركي اليهودي ايرفينغ موسكوفيتز الذي يمول خصوصا منظمة عطريت كوهانيم التي تريد "تهويد" الشطر العربي للقدس.

وأفاد مراسل وكالة "معا" أن الشرطة اغلقت المنطقة حيث يقع المنزلين وبشكل تام وحظرت الدخول عليها الا لوسائل الاعلام.

كما نقل المراسل عن حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس لحركة فتح قوله: "إن ما جرى فجر اليوم في حي الشيخ جراح رسالة قوية لمؤتمر فتح السادس، ما يجعل قضية القدس القضية الأولى والأساسية التي يجب على المؤتمر أن يضعها على رأس الأولويات"، واصفا الوضع بالخطير.

و قال ريتشارد مايرون المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في بيان "نأسف كثيرا لهذه الاعمال غير المقبولة التي تقوم بها اسرائيل عبر اقتلاع فلسطينيين مسجلين لدى الاونروا في الشيخ جراح من منازلهم".

كما نددت الاونروا في بيان بهذا "القرار غير المقبول والمؤسف والذي ستكون له تداعيات كارثية".

من جهتها دانت القنصلية البريطانية في القدس الشرقية في بيان طرد العائلتين وقالت "نشعر بالاستياء من هذا الطرد. الحجة الاسرائيلية التي تقول ان فرض توطين مستوطنين يهود متطرفين في حي عربي قديم يعود الى المحاكم (الاسرائيلية) او البلدية، مرفوضة".

واكدت القنصلية البريطانية ان "هذه الاعمال لا تتناسب مع الرغبة في السلام التي تعبر عنها اسرائيل. ندعو اسرائيل الى عدم السماح للمتطرفين بفرض مواقفهم".
ويأتي هذا الاجراء رغم قيام الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا منتصف تموز/يوليو بادانة مشروع بناء حوالى عشرين مسكنا للاسرائيليين في حي الشيخ جراح.

وتم استدعاء السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن الى وزارة الخارجية للبحث في هذه المسألة.

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو علق على المواقف الغربية المنددة بسياسة الاستيطان الاسرائيلية بالقول "لن نقبل بأن يمنع يهود من حق العيش والبناء في اي مكان يريدونه في القدس الشرقية".

ويعيش حاليا نحو مئتي الف اسرائيلي في 12 حيا استيطانيا في القدس الشرقية الى جانب 270 الف فلسطيني.

.

التعليقات