31/10/2010 - 11:02

الشعبية تحتفل بالذكرى الأربعين لانطلاقتها بالدعوة إلى الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر أنابوليس..

زحالقة يدعو الشعبية إلى المساهمة في بناء تيار قومي ديمقراطي واسع على المستوى الفلسطيني والعربي. * جميل مجدلاوي في غزة ينتقد طرفي الصراع الفلسطيني

 الشعبية تحتفل بالذكرى الأربعين لانطلاقتها بالدعوة إلى الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر أنابوليس..
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء أمس السبت وبمشاركة الآلاف الذكرى الأربعين لانطلاقتها في مهرجان سياسي وفني حاشد في رام الله وبمشاركة وفد عن التجمع الوطني الديمقراطي ترأسه النائب د. جمال زحالقة. وببروز واضح للمشاركة الشبابية.

ورفع المؤتمر شعارين مركزين هما التأكيد على "الثوابت الفلسطينية وضرورة اقامة تيار وطني ديمقراطي لحماية وحدة وحقوق الشعب الفلسطيني" فيما طالب المؤتمر حركتي فتح وحماس، بالكف عن الاقتتال الداخلي و"وهم الرئاسة وترك الحسم العسكري جانبا والعودة للحوار". وحذر المؤتمر من أن "لقاء انابوليس يمهد الطريق الى تصفية القضية الفلسطينية، وتأجيج الشرخ والاقتتال الداخلي الفلسطيني".

وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة قرأها عنه السيد حنا عميره من اجتياح غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لفك الحصار عن الشعبي الفلسطيني، وحمل حركة حماس مسؤولية وتداعيات الحسم والانقلاب العسكري وطالبها بالعودة الى الحوار.

وتحدث الدكتور مصطفى البرغوثي باسم القوى الوطنية والاسلامية قائلاً إن "في ظل انابوليس نتعرض الى اخطر محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، يريدون تحويل نضالنا من اجل قضيتنا العادلة، الى جزء من الاصطفاف وتقسيمنا معتدل ومتطرف وتشويه صورة الفلسطيني، فاي دولة فلسطينية مقترحه لا تقام اعتمادا على الثوابت الفلسطينية ودون حل قضية اللاجئين والقدس، لن تقام. تمخض جبل انابوليس فولد خارطة الطريق، فشعبنا لن يقبل التنازل عن الثوابت الوطنية، التي نريدها ممارسات على ارض الواقع وليس مجرد شعارات، وبذلك نواجه الواقع الاسرائيلي".

النائب زحالقة: تحية ونداء... الوحدة أغلى ما نملك

وفي كلمته نقل النائب د. جمال زحالقة تحية من فلسطينيي الداخل والتجمع الوطني الديمقراطي الى الجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها الأربعين، مشيداً بالرصيد الوطني والنضالي للجبهة الشعبية في أوساط الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وحيى زحالقة مشاركة جيل الشباب بشكل بارز في المؤتمر وقال إن الجبهة الشعبية لا تملك تاريخا مشرفا فحسب بل قادرة على المساهمة في مستقبل عظيم للحركة الوطنية الفلسطينية.

وأكد زحالقة على أهمية الشعار الذي رفعه المؤتمر بضرورة بناء تيار وطني ديمقراطي في الساحة السياسية الفلسطينية، وقال: إن الجبهة الشعبية بتاريخها المشرف ورصيدها النضالي وجذورها الفكرية والسياسية مؤهلة وقادرة أن تلعب الدور المركزي في بناء تيار قومي ديمقراطي واسع على الساحة الفلسطينية وعلى مستوى الوطن العربي.

وحذر زحالقة من مخاطر مؤتمر أنابوليس على الوحدة الوطنية الفلسطينية ، قائلا: "حينما نتحدث عن مخاطر مؤتمر أنابوليس فإن الخطر لهذه العملية السياسة هو تكريس الانشقاق والانقسام الفلسطيني، فأي عملية سياسية تصب بهذا الاتجاه مرفوضة كليا".

ونبه من خطورة شعار "دولتين لشعبين"، وطالب القيادات الفلسطينية وكل من يحمل شعار "دولتين لشعبين" الانتباه إلى خطورة هذا الشعار لأنه مدخل للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. نحن في الداخل نرفض الاعتراف بان اسرائيل دولة يهودية، ونرفض الاعتراف بيهودية الدولة، هم يطالبون بذلك، ليحصلوا على شرعية لتهجير شعبنا ونهب حقوق شعبنا الفلسطيني في الداخل".

وقال عبد الرحيم ملوح نائب الامين العام للجبهة الشعبية:" نحن حريصون على الوحدة الوطنية وصيانة الدم الفلسطيني من الهدر، التناقض الرئيسي والأساسي في حياة شعبنا هو الاحتلال، من هذا المنطلق ندعو طرفي الصراع الداخلي، بالكف عن أوهام الرئاسة الصورية، والعودة الى نبض الشارع وإنهاء الحسم العسكري لإخواننا في حركة حماس في غزة، وإعادة اللحمة الوطنية، ندعو جميع القوى الوطنية للوحدة وإقامة تيار وطني ديمقراطي واحد ومشترك لمواجهة الاحتلال والمؤامرات الامريكية، التي تستهدف وجود القضية الفلسطينية، انابوليس يهدف للتغطية على الاحتلال وممارساته وفرض الاملاءات على شعبنا والانقضاض على حقوق اهلنا داخل الـ48 ، لذا نحذر القيادة الفلسطينية من مخاطر الانصياع للاملاءات".
.وبالتوازي مع مهرجان رام الله شارك الآلاف من أنصار الجبهة وقياداتها وعناصرها في إحياء هذه الذكرى في مدينة غزة. وفي كلمته اكد جميل مجدلاوى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية فى كلمة له أن "الاقتتال جريمة لا يمكن تبريرها، وهذا ينطبق أول ما ينطبق على ما جرى في قطاع غزة من اقتتال خلال الأشهر الماضية أوصلت حركة "حماس" بحسمها العسكري وإحكام سيطرتها على قطاع غزة وتكريسها للانقسام إلى ذروة مرفوضة ومدانة .، معتبراً أن "ما جرى في غزة فتح الباب ولا يزال لتداعيات في غاية الصعوبة والتعقيد على شعبنا وعلاقاتنا الوطنية والاجتماعية، وهو يفتح الباب لتداعيات في غاية الخطورة على قضيتنا الوطنية، إذ ليس صدفة أن تأتي دعوة الرئيس بوش للقاء أنابوليس بعد أقل من شهر من الحسم العسكري الذي أقدمت عليه حماس في القطاع".

وأضاف المجدلاوي أن "بوش سارع للاستفادة من هذا التطور السلبي الكبير، بالتنسيق والتفاهم مع العدو الإسرائيلي ليمارس أقسى درجات الضغط والابتزاز على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني بكل مكوناته".

وشدد على "مسؤولية حماس الأولى تجاه التداعيات السلبية التي تلت حسمها العسكري وسيطرتها على القطاع"، مشيراً إلى "اتجاهين خاطئين وضارين في غزة ورام الله يتغطيان ويتذرعان بأخطاء وبخطايا بعضهما البعض في تكريس الانقسام، والاعتقالات والملاحقات، وفي إقصاء الآخر، وقمع الحريات الديمقراطية والصحافية على وجه الخصوص، وفي ضرب استقلالية القضاء".

وقال المجدلاوي أن "قيادة حركة "حماس" أعلنت المرة تلو الأخرى، أنها لم تكن تريد للأحداث أن تصل إلى هذا الحد وإلى هذه النتيجة، وأن الأمور تدحرجت (وهذا المصطلح لهم) دون أن يخططوا لها، فإذا كانت هذه هي الحقيقة، فلماذا لا يعودوا عن هذه الدحرجة وليعيدوا الأمور إلى نصابها.

وجدد إدانة الجبهة حملات الاعتقال والملاحقة في غزة وفي الضفة، مؤكداً أن "الاتجاهين الخاطئين والضارين في غزة ورام الله يصران على الاستمرار في هذه الممارسات".

ولفت المجدلاوي إلى أن حركة "حماس" تزحف على مؤسسات القطاع ومرافقه، تصادر وتقصي الآخر، ويساعدها بوعي أو بغباء من يقطع المخصصات في رام الله"، متسائلاً: "هل من المعقول أن توقف المخصصات ثم تتم عمليات التدقيق بعدها، أم أن الأساس هو الوفاء بحقوق الجميع والاستثناء هو وقف المخصص؟".

وأشار إلى أن "الآلاف من أبناء فتح والجبهة وكل فصائل العمل الوطني يئنون من هذا السلوك الغبي والظالم في آن واحد".
ودعا إلى "مغادرة هذه السياسة وصرف المخصصات للجميع"، مؤكدا أن "أي استثناء يجب أن يكون معللاً بوضوح، ولا نقبل أن يكون مجرد الانتماء السياسي أو التنظيمي مبرراً لإيقاف المخصص على أحد".

التعليقات