31/10/2010 - 11:02

لقاء بين عباس وأولمرت وسط تفاقم أزمة قطاع غزة وتعثر المسار التفاوضي..

رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلتقي مساء اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لبحث عدد من القضايا، وذلك قبل زيارة عباس إلى واشنطن في الرابع والعشرين من الشهر الجاري

 لقاء بين عباس وأولمرت وسط تفاقم أزمة قطاع غزة وتعثر المسار التفاوضي..
التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت مساء أمس، الأحد، في منزل الأخير في القدس في لقاء أعلن عنه في اللحظة الأخيرة. ويأتي عقد اللقاء التشاوري قبل الزيارة المرتقبة لعباس إلى واشنطن في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ولقائه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وكبار المسؤولين الأمريكيين، وقبيل زيارته إلى موسكو في العشرين من الشهر الجاري.

وقد استمر اللقاء نحو ساعة وكان ثنائيا، ويأتي بعد أيام من لقاء جمعهما يوم الاثنين الماضي للمرة الأولى منذ سبعة أسابيع.

وكان عباس قد استقبل اليوم في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، في وقت سابق من نهار أمس، المبعوث الأمني الأمريكي الخاص للشرق الأوسط الجنرال جيمس جونز، وتباحثا حول تعثر العملية التفاوضية فيما اشتكى عباس من مواصلة إسرائيل فرض الأمر الواقع من خلال تصعيد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وجاء لقاء عباس أولمرت في ظل تشديد الحصار على قطاع غزة والنقص الحاد في الوقود واللوازم الأساسية نتيجة التقليص الحاد من قبل سلطات الاحتلال لكميات الوقود التي تبيعها إلى قطاع غزة والتي باتت لا تكفي احتياجات سكان القطاع. كما أن إغلاق معبر "ناحل عوز" عقب العملية الفلسطينية التي استهدفته فاقمت من أزمة الوقود المتفاقمة.

وتأتي تحركات عباس الدولية على ضوء تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قبل أيام، التي استبعد فيها إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حتى نهاية السنة الحالية، موضحا أنه بالإمكان التوصل إلى تفاهمات. وقال أولمرت إنه لا يرى أي أمل في تطبيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين حتى نهاية العام الحالي، إلا أنه يمكن التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين.

وكانت صحيفة يديعوت احرونوت قد نشرت تقريرا يوم أول أمس ذكر ان الولايات المتحدة تقترح إرجاء بحث الملفات المعقدة كالقدس واللاجئين، والتوصل إلى اتفاق مبادئ حتى نهاية العام الجاري بحيث يضمن للفلسطينيين صلاحيات مدنية خدماتية محدودة في القدس لمدة خمس سنوات، وإرجاء بحث قضية اللاجئين. وسارعت السلطة الفلسطينية إلى رفض هذا الاقتراح والتشكيك في صدقيته.

وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني قد أعلنت أن "إسرائيل تعتزم تحديد الخطوط الحمراء في المفاوضات مع الفلسطينيين ولن تساوم عليها"، موضحة أن «الخطوط الحمراء الإسرائيلية في شؤون الأمن واللاجئين والأماكن المقدسة»، سيتم عرضها على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وقالت ليفني: " ستواصل إسرائيل إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكن هناك أمور يمكن أن نساوم عليها وأمور أخرى لا يمكننا المساومة عليها. فإسرائيل لا تعتزم المساومة على الخطوط الحمراء، ويجب أن يدرك المجتمع الدولي ذلك".

يشار إلى أن قضية عودة اللاجئين محسومة إسرائيليا، وجاء ذلك جليا في خطاب رئيس الوزراء الإسرئيلي، إيهود أولمرت في لقاء أنابوليس حيث أكد أن عودة اللاجئين يجب أن تكون إلى الدولة الفلسطينية العتيدة في المناطق الـمحتلة عام 1967 وليس إلى ديارهم في المناطق المحتلة عام 1948. وخطوط ليفني الحمراء كما بات شبه واضح: رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم، ورفض التفاوض حول القدس الشرقية، والأماكن المقدسة، والحدود هي حدود جدار الفصل العنصري.

من جانبها دعت حركة حماس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس وزرائه إلي أعادة النظر في العملية التفاوضية مع المحتل الإسرائيلي , مطالبة إياهم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ولاسيما في ظل التعنت الإسرائيلي والظرف الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية وقطاع غزة .

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في تصريح صحفي " أن تهديدات رئيس وزراء الحرب الإسرائيلي لن تخيف الحركة ولن تؤثر في الإستراتيجية التي اعتمدتها في المضي قدمـًا في معركة الدفاع عن حقوق وثوابت الشعب ",مضيفا أن هذه التصريحات تأتي بعد فشل كل الخطط التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها السياسية والتي كانت تهدف إلى إسقاط حركة حماس وتدمير برنامج المقاومة وانقضاض الجماهير عن خيارهم الديمقراطي والمتمثل في حكومة الوحدة الوطنية.

وأكد على استمرار الحركة في التمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي والذي ثبت أنه الأقوى والأنجح في إفشال المخططات الإسرائيلية وحماية الحقوق والثوابت الفلسطينية وأن كل محاولات الضغط والحصار والتهديد والممارسات اليومية الإجرامية على الشعب الفلسطيني لثنيه عن الالتفاف حول خيار المقاومة ستبوء بالفشل ولن يحققوا أي نتائج.

التعليقات