31/10/2010 - 11:02

آمنة البكري ( أم محمد) رمز من رموز الصمود الفلسطيني .

-

آمنة البكري ( أم محمد) رمز من رموز الصمود الفلسطيني .
كانت وما زالت هذه العجوز الطاعنة في السن صابرة مرابطة على ارض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في سبيل الحفاظ على كينونتها ووجودها التاريخي ولكن الرياح لم تسر كما تشتهي السفن فتمكن الاحتلال الإسرائيلي من إخراجها من منزلها هي وعائلتها المكونة من زوجها الطاعن بالسن ومن أطفالها الصغار مع العلم أنها جدة الأطفال حيث ربتهم بعد أن توفي والديهما.

تفاصيل هذه القصة الصعبة المؤلمة في معانيها هي أن هذه العجوز الطاعنة في السن كانت تسكن في منزلها في وسط ما يسمى بكريات أربعة في مدينة الخليل حيث كان الجيش والمستوطنون يفرضون الإقامة الجبرية عليها ولا تستطيع الدخول أو الخروج إلا بإذنهم وعن طريق الجيب العسكري الذي كان يدخلها ويخرجها من يوم إلى آخر، هذا إن استجابوا لنداءاتها وقبلوا بطلب خروجها .

اشتدت الأزمة على هذه المراة الكبيرة في السن يوما بعد يوم وبدا يزداد طغيان المحتل ومستوطنيه عليها ومع اشتداد الظلم عليها قررت البكري العجوز الطاعنة في السن أن تبقى في منزلها داخل المستوطنة ولو كلفها ذلك حياتها وفي يوم من الأيام تخرج من المنزل وتعود إليه وفي هذه الأثناء ينقض المستوطنون عليه ويقومون بإحراقه حيث أتت النار عليه بالكامل وأصبح رماد كما جاء من بلدية الخليل حيث منعت الاطفاءيات الفلسطينية والدفاع المدني من الوصول للحريق مما أدى إلى التهام النيران لكل المنزل وعلى اثر ذلك قامت الحاجة بالمبيت والسكن ثلاثة شهور في مدرسة الأخوة القريبة إلى أن تم استئجار سكن لها وللأطفال اليتامى الذين تربيهم. هذه العجوز آمنة البكري تشرح تفاصيل معاناتها حيث تواصل الحديث وتتطرق هنا إلى مفصل مهم وهو أنها تعرضت أكثر من مرة من قوات الاحتلال ومستوطنيه لإغراءات كبيرة حتى تقوم بالبصم لبيع المنزل حيث عرض عليها مبالغ طائلة جدا لانهاية لها (شيك على بياض) وكانت باستمرار ترفض المساومة وبعد ذلك بدا المستوطنون تضييق الخناق عليها حيث لف المنزل بالشيك والشبك، فقامت بقطعه وعلى ذلك تخالف كل مرة 20دينار. وانتهى الفصل بحرق منزلها وسكنها بعيدا عن المنزل الذي حلمت أن تحافظ عليه بعيدا عن دنس المحتل ولكن هذه الحاجة الكبيرة في السن ستبقى كما كن نساء فلسطين رمزا للنضال الوطني ورمز للكرامة والشموخ والكبرياء وبعنفوان الأبطال.

التعليقات