31/10/2010 - 11:02

اتفاق كامل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بين حركتي "حماس" و"فتح" في حوار مكة

أجواء احتفالية ومسيرات عفوية في الشوارع تشارك فيها جميع الفصائل في غزة احتفالاً بالتوقيع على الإتفاق * ليفني تقول إن شروط الرباعية تبقى سارية المفعول على أية حكومة فلسطينية

اتفاق كامل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بين حركتي
أكدت مصادر مطلعة في مكة المكرمة أنّ وفدي حركتي "حماس" و"فتح" اتفقا على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بكافة تفاصيلها، حيث تم تذليل جميع العقبات التي كانت تحول دون تشكيل هذه الحكومة على مدى الأشهر الماضية.

وقالت المصادر إنّ رئاسة الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية ستبقى لرئيس الحكومة الحالية إسماعيل هنية، في حين تُرشّح حركة "فتح" نائبه من بين وزرائها.

وأضافت المصادر أنّ وزير الداخلية سمّته حركة "حماس"، وهو شخصية مستقلة، وهو اللواء حمودة جروان ووافقت عليه حركة "فتح"، فيما حُسمت وزارة المالية للدكتور سلام فياض ووزارة الخارجية للدكتور زياد أبو عمرو.

وأوضحت المصادر أنّ حركة حماس ستتولى تسع وزارات هي التربية والتعليم العالي، والأوقاف والشؤون الدينية، والحكم المحلي، والرياضة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والعمل، والعدل، وزارة الاقتصاد الوطني، وسترشح وزيراً مستقلاً لوزارة التخطيط، ووزير دولة مستقلاً.

ومضت المصادر الخاصة إلى القول إنّ حركة "فتح" سيكون لها ست حقائب وزارية، هي الصحة، والشؤون الاجتماعية، والأشغال العامة، والأسرى، والنقل والمواصلات، والزراعة، كما سترشح "فتح" وزير دولة مستقلاً.

وأشارت المصادر إلى أنّ وزارات الإعلام والمرأة والثقافة والسياحة ستوزع على الكتل المتبقية وهي الجبهة الشعبية، البديل، فلسطين المستقلة، والوزارة التي تتبقى تأخذها "حماس".

في إطار ردود الفعل الإسرائيلية الأولى، طالبت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، مساء اليوم الخميس، المجتمع الدولي بالتأكد من أن الحكومة الفلسطينية الجديدة تعترف بحق إسرائيل في الوجود.

وقالت ليفني التي تزور العاصمة الإسبانية مدريد، إن مطالب المجتمع الدولي؛ الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود، والإعتراف بالإتفاقيات السابقة ونبذ العنف، لا تزال سارية المفعول بشأن أية حكومة فلسطينية. وأضافت أن هذه الشروط غير خاضعة للمفاوضات.

وقالت المستشارة الإعلامية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، ميري آيزين، إن الحكومة الإسرائيلية تنتظر أن توافق الحكومة الفلسطينية الجديدة على شروط الرباعية.

أما وزير "التهديدات الإستراتيجية"، أفيغدور ليبرمان، فقد طالب في أعقاب الإتفاق على إقامة حكومة وحدة وطنية في إسرائيل أيضاً، يشارك فيها الليكود، والإتحاد القومي ويهدوت هتوراه، إلى جانب أحزاب الإئتلاف. وبحسب ليبرمان يجب على إسرائيل أن تستعد لكافة التطورات في المجالين السياسي والعسكري.



يسود قطاع غزة، ومدينة غزة بوجه خاص، أجواء احتفالية بعد التوقيع على الإتفاق. حيث خرج الناس في مسيرات احتفالية عفوية، كما شاركت جميع الفصائل في هذه المسيرات، مرحبة بالإتفاق.

وخرجت الآلاف من الجماهير الفلسطينية بصورة عفوية إلى الشوارع وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويطلقون النار والألعاب النارية ابتهاجاً وفرحاً للتوقيع على هذا الاتفاق.

وأصدرت حركة حماس بياناً باركت فيه الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في مكة المكرمة بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة في نفس الوقت بان ذلك يعتبر إنجازاً وطنياً لكل أبناء الشعب الفلسطيني.

وقد أعرب متحدث باسم الحركة بان هناك ارتياحاً في الشارع الفلسطيني نتيجة هذا الاتفاق، معرباً عن أمله بأن يلي هذا الاتفاق مصالحة وطنية شاملة، خاصة بين أبناء حركتي فتح وحماس، لتعود "بوصلة الصراع الحقيقية صوب العدو الذي يتربص بنا ويكيل لشعبنا المكائد".

وقال:" هذا الإتفاق وضع حداً للمخططات التي تقود شعبنا نحو مستنقع الحرب الأهلية حيث تخطط إسرائيل".

من جهته أكد عبد الحكيم عوض، الناطق بإسم فتح، أنه تم الإنتهاء من توزيع التشكيلة الوزارية على الحركتين وفصائل أخرى ومستقلين، مؤكدا ما تحدث به الناطق باسم حماس على تسمية سلام فياض وزير المالية وزياد ابو عمرو وزير الخارجية، مع الإتفاق على أن تسمي حماس وزير داخلية مستقل، وتعيين نائب لرئيس الوزراء من حركة فتح.
ما إن وضع كل من الرئيس محمود عباس أبو مازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس توقيعهما على الإتفاق، حتى عادت الفرحة مرة أخرى إلى وجوه الفلسطينيين مع أمل بتطبيق هذا الاتفاق وعدم العودة إلى نقطة البداية مرة أخرى.

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رائد عباس، في معرض رده عل الاتفاق أنهم رحبوا منذ البداية بدعوة العاهل السعودي للوفدين في حوار جدي يقطع الطريق على حالة الاقتتال التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين وزرعت الانقسام والتشرذم، ووضعت القضية الوطنية على حافة الهاوية.

وأضاف:" ولهذا نتطلع بايجابية عالية لمجمل الاتفاقات الأولية والميدانية التي تم التوصل إليها، ولما سيكون في الأيام القادمة من متابعة للحوار بين كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية لترسيم هذه الاتفاقات ووضع آليات التنفيذ الحقيقية والفعلية على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي تم التوصل إليها سابقا، وأيضا على قاعدة حماية الشراكة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بما يؤمن عدم تكرار ما حدث في الآونة الأخيرة من مظاهر الاقتتال والاحتقان والتوتر ووضع المنصة الحقيقية لانطلاق العمل السياسي الفلسطيني دفاعا عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المفروضة، وأبرزها عمليات التهويد المستمرة للقدس ومحاولات المساس بالمسجد الأقصى واستكمال بناء الجدار العنصري وكذلك فرض الأمر الواقع التي تطمح حكومة اولمرت بإرغام الشعب الفلسطيني على قبولها".

ويتابع عباس "إنا مدعوون إلى مواصلة الحوار الوطني الشامل، والأخذ بما تم التوصل إليه من قواسم مشتركة في لقاء مكة لنقدم للشعب الأمل بوحدة قواه الوطنية والإسلامية وإعادة نضاله نحو تحقيق أهدافه الوطنية العادلة".

بدوره فقد قال نايف سويطات عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح أن الاتفاق جاء في سياق ما يتطلع له الشعب الفلسطيني لتشكيل حكومة وحدة وطنية وحقنا للدم الفلسطيني، وهو الركيزة الأولى للشعب الفلسطيني نحو التطلع لتحقيق أهدافه الوطنية ونحو تخفيف الحصار والأمل أن يكون هذا الاتفاق نقطة البداية مرة أخرى لمواجهة التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني، والتي أولها محاولة فرض الحلول السياسية والأهمية الكبرى تكمن في تنفيذ هذا الاتفاق على الأرض بما يخدم القضية الوطنية والشعب الفلسطيني.

أما حركة حماس وعلى لسان ممثل لها فقد أكدت على "السعادة الكبيرة بهذا الاتفاق وبعد أيام عصيبة مرت على الشعب الفلسطيني وقد أساءت هذه الأيام لتاريخ الشعب الفلسطيني وسمعته، وان الشعب ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ونسال الله أن يستكمل تطبيق الاتفاق بكافة حذافيره بما يخدم الشعب الفلسطيني".

وحول تشكيلة الحكومة فقد أكد ممثل حركة حماس على أن الحركة منذ البداية كانت ترحب بتشكيل حكومة تجمع كافة أطياف العمل السياسي الفلسطيني وبالتالي فإنها ترحب بكل كلمة من هذا الاتفاق.

من جانبه فقد رحب ناصر أبو عزيز عضو المجلس الوطني وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بهذا الاتفاق واصفا إياه بالتاريخي والإنجاز الهام متمنيا أن ترى كلمات هذا الاتفاق النور الحقيقي على الأرض، ومتمنيا أن يشمل هذا الاتفاق كافة القوى الفلسطينية، ومؤكدا على أن هذا الاتفاق يحمل البشرى للشعب الفلسطيني بمرحلة جديدة من حياته النضالية لتحقيق أهدافه الوطنية وحقنا للدماء التي زهقت من أرواح الشعب الفلسطيني والتي نتحسر ألما عليها وآملين أن لا تتكرر مرة أخرى.

التعليقات