31/10/2010 - 11:02

استمرار إغلاق معابر قطاع غزة والكارثة الإنسانية تتفاقم..

الإغلاق يدخل يومه الـ15 على التوالي * توقف أقسام مهمة عن العمل في المشافي * الأنروا عاجزة عن تقديم المعونات الغذائية التي يحتاجها أكثر من نصف سكان القطاع * بان كيمون "يشعر بالقلق"!..

استمرار إغلاق معابر قطاع غزة والكارثة الإنسانية تتفاقم..
واصلت إسرائيل إغلاق المعابر المحيطة لقطاع غزة لليوم الخامس عشر على التوالي الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة.

وكانت قوات الاحتلال فتحت بشكل جزئي يوم الاثنين الماضي معبر كرم أبو سالم وسمحت بدخول 33 شاحنة محملة بإمدادات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومنظمات أممية وإغاثية.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كريستوفر جانيس إن هذه الإمدادات التي نقلت إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم تكفي بضعة أيام فقط.

وتتذرع إسرائيل لإغلاق المعابر باستمرار الهجمات الصاروخية التي ينفذها نشطاء فلسطينيون انطلاقا من قطاع غزة تجاه إسرائيل تارة، وتتذرع بورود إنذارات أمنية بوقوع عمليات تستهدف المعابر تارة أخرى.

وأدى إغلاق المعابر هذه الفترة الطويلة إلى توقف أقسام مهمة عن العمل في مجمع الشفاء الطبي أكبر المشافي في القطاع.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي الطبيب حسين عاشور في تصريحات للصحفيين في غزة إن محطة الأكسجين التي تغذي قسم الباطنية ووحدة القلب في المجمع، توقفت إلى جانب توقف قسم العلاج الطبيعي وتشريح الأمراض.

كما اشتكى عاشور من توقف المولد الرئيسي للمجمع جراء نقص المعدات اللازمة بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 18 شهراً.

كما أدى إغلاق المعابر وعدم إدخال الوقود الصناعي اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من قطاع غزة لمدة تتراوح من 12 ساعة إلى 18 في اليوم.

بعد أكثر أسبوعين من الإغلاق التام وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه من الأوضاع!. وابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، في اتصال هاتفي، يوم الثلاثاء، انه يشعر بقلق عميق للوضع الانساني في غزة. وحث الأمين العام اسرائيل على السماح بدخول موظفي المعونات التابعين للمنظمة الدولية الي القطاع. فيما أعلنت سلطات الاحتلال عن استمرار إغلاق المعابر التجارية لقطاع غزة اليوم الأربعاء.

وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة في بيان "اتصل الامين العام هاتفيا اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للتعبير عن قلقه العميق بشان عواقب الوضع الانساني المتدهور في غزة."
واضاف البيان أن بان "حث بقوة رئيس الوزراء على تسهيل دخول الامدادات الانسانية التي تشتد الحاجة اليها وموظفي الامم المتحدة المعنيين الى غزة."

يذكر أن قوات الاحتلال، بعد أسبوعين من الإغلاق التام، وعلى ضوء التحذيرات من قبل مؤسسات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بحدوث كارثة إنسانسة، سمحت يوم الاثنين لثلاث وثلاثين شاحنة محملة بالامدادات بالدخول الى غزة. ورغم استمرار الإغلاق ونفاذ المواد التموينية وانقطاع التيار الكهربائي زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يوم الاثنين، انه لن يسمح بحدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة.

وقبل ذلك لم تسمح اسرائيل للاونروا، وهي وكالة للامم المتحدة تقدم المعونة لحوالي 750 ألف لاجيء في غزة، بجلب امدادات منذ الرابع من نوفمبر تشرين الثاني في أعقاب توغل لقوات الاحتلال في قطاع غزة بزعم تدمير نفق وحدوث اشتباكات أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا، ورد المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على النقب الغربي.

وقال وزير الأمن الاسرائيلي ايهود باراك انه أمر بابقاء المعابر التجارية في قطاع غزة مغلقة يوم الاربعاء "في اعقاب استمرار اطلاق صواريخ
هذا وتهافت مئات الفلسطينيين على مراكز توزيع المعونات الغذائية فور استئناف الامم المتحدة الثلاثاء توزيع المساعدات الانسانية على نصف سكان قطاع غزة.
وقال كريس غانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لوكالة فرانس برس ان "التوزيع يتم على اساس الكميات الضئيلة التي تمكنا من نقلها الاثنين. وهذه المواد الغذائية تكفي لايام وليس لاسابيع".
وقال غانيس انه تم اهدار كميات من الحليب المجفف بقيمة عدة الاف من الدولارات اثناء كشف السلطات الاسرائيلية على البضائع.
واوضح انه "تم تمزيق الرزم فتناثر مسحوق الحليب واهدر".
واضاف "يجب عدم معاقبة الاطفال بحرمانهم من الحليب. على حد علمي الاطفال لا يطلقون صواريخ وحليب الاطفال لا يستخدم بارودا للصواريخ".
وتوزع الاونروا في الظروف الطبيعية مساعدات غذائية على حوالى 750 الف شخص يشكلون نصف سكان قطاع غزة.

المفوضية العليا لحقوق الإنسان تطالب برفع الحصار

وفي جنيف دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة اسرائيل في بيان الثلاثاء الى رفع الحصار لانه ينتهك القوانين الدولية.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان الجنوب افريقية نافي بيلاي ان "الحصار تسبب في حرمان 51 مليون شخص من رجال ونساء واطفال طوال اشهر من حقوقهم البشرية الاساسية".
واضافت ان "ذلك يناقض مباشرة القوانين الدولية حول حقوق الانسان والقوانين الانساسية".
وشددت اسرائيل حصارها على قطاع غزة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر واغلقت كافة المعابر. ولدى فتح مراكز التوزيع التابعة للانروا في غزة صباح الثلاثاء تهافت عليها مئات الفلسطينيين للحصول على الطحين والسكر والارز والزيت والحليب المجفف واللحوم المعلبة.
وفي مخيم الشاطىء للاجئين الفلسطينيين وقف رجال ونساء في طوابير طويلة للحصول على بطاقة لتلقي المساعدات الغذائية.

وقالت ام سعيد (60 سنة) التي تعيل مع زوجها 15 طفلا "نحن ننتظر هذه المساعدات بفارغ الصبر فحياتنا مدمرة. ليس لدينا امكانيات لشراء ما نحتاجه. بالكاد تكفينا هذه المعونة لعشرة ايام لكنها افضل من لا شيء".
واضافت "وضعنا لا يحتمل. علينا العيش من دون وقود او غاز او مياه او كهرباء وفي الوقت نفسه تتناحر الفصائل (الفلسطينية) واسرائيل تقوم بما يحلو لها".

وقالت جارتها ام جهاد (55 سنة) "نحن نموت والفصائل الفلسطينية تتخاصم على السلطة بدلا من توفير لقمة العيش للشعب الذي بات يعتمد على المساعدات".
وجلست الحاجة ام سعيد البالغة الثمانين من العمر على الارض وهي تمسك بجزء من حجابها الابيض وتضعه على انفها لتخفف من تطاير غبار الدقيق وتقول "انني احتاج الى البطاقة انا غير قادرة على الوقوف سانتظر حتى يقل الازدحام ولن اذهب من دونها".

واسفرت عمليات التوغل الإسرائيلية عن استشهاد 15 ناشطا فلسطينيا منذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
من جهة ثانية اعلن الجيش الاسرائيلي وحركة التضامن الدولي ان البحرية الاسرائيلية اوقفت الثلاثاء ثلاثة ناشطين اجانب مؤيدين للفلسطينيين و14 صيادا فلسطينيا على متن ثلاثة زوارق قرب سواحل غزة.
واعلنت حركة التضامن مع الفلسطينيين في بيان ان الناشطين الاجانب الموقوفين هم من بريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة وكانوا يرافقون الصيادين لالتقاط صور مواجهة محتملة مع البحرية الاسرائيلية.

وقلصت اسرائيل خلال السنوات الاخيرة منطقة الصيد البحري المرخص لسكان قطاع غزة العمل فيها والتي كانت تشمل عشرين ميلا بحريا (37 كلم) بموجب اتفاقات اوسلو لتصل الى ستة اميال بحرية (11 كلم).

التعليقات