31/10/2010 - 11:02

التوتر يسود قطاع غزة والفصائل تؤكد على أنها سترد على اي خرق إسرائيلي..

-

التوتر يسود قطاع غزة والفصائل تؤكد على أنها سترد على اي خرق إسرائيلي..
لم ينته الفلسطينيون من لملمة جراحهم وإزالة أنقاض منازلهم المدمرة التي خلفتها آلة الحرب الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فعاد المسؤولون الإسرائيليون التهديد مرة أخرى بشن هجوم أوسع على القطاع قد يكون أشرس من سابقه أطلقوا عليه اسم " اللحم المتناثر".

التهديدات الإسرائيلية المتكررة والقاسية والتي تتزامن مع حمى الانتخابات الإسرائيلية ألقت بظلالها على المواطنين في قطاع غزة، فأصبح الحديث عن تلك التهديدات وماذا تقصد إسرائيل من ورائها الشغل الشاغل لهم في كافة مجالسهم.

التهديدات الإسرائيلية جاءت حينما أعلنت إسرائيل عن سقوط ثلاثة صواريخ محلية الصنع انطلاقا من قطاع غزة سقطت في منطقة "شاعر هنيغيف" في النقب الغربي، ما أدى إلى إصابة إسرائيليين بجراح طفيفة وتدمير بعض المباني في المكان.

المواطن احمد أبو شريعة 47 عاما " من سكان مدينة غزة قال: "لا أدري ماذا ستفعل إسرائيل أكثر مما فعلته وما الذي ستضربه في حال قامت بشن هجوم أخر على القطاع". وأضاف: "لقد دمرت آلاف المنازل وقتلت آلاف المدنيين والأطفال، وخربت وشردت الآلاف واستهدفت كل المقار والمؤسسات فما الذي يمكن أن تستهدفه في هجومها الجدي.

وتابع أبو شريعة وهو من سكان منطقة تل الهوا التي تعرضت لعدوان كبير خلال الحرب على غزة "دمر منزلي بشكل كبير وأصبحت مشردا بلا منزل.. الحرب الجديدة على غزة إذا قامت بها إسرائيل فإنها ستدمر ما بقى من منازل وستقتل ما تبقى من أطفال ونساء وشيوخ".

أبو احمد صيام (60 عاما) تحدث بلكنة ساخرة للغاية من التهديدات الإسرائيلية: "وهل يصير الشاه ذبحها بعد سلخها.. يتحدثون عن حرب جديدة ودمار جديد، لن يجدوا شيئا ليدمروه.. لقد دمروا كل شيء قتلوا أبنائي الأربعة وهدموا بيتي ماذا ستفعل بي الحرب الجديدة ربما أموت أنا لألحق بأبنائي.

ويضيف " الإسرائيليون يقولون إنهم يستهدفون مطلقي الصواريخ، وهذا الكلام ليس صحيحا. يقولون ذلك بشكل دائم وأمام الإعلام، لكنهم يستهدفون كل شيء.. ليس لديهم قوانين أو استثناءات". موضحا أن الحرب الأخيرة على غزة كانت دليل على الكذب الإسرائيلي، وأعداد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ كانت أيضا دليل على الاستهداف المتعمد.


إلى ذلك، تبنت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد ثابت ثابت ومجموعات الشهيد ياسر عرفات، التابعتان لحركة فتح، في بيانات منفصلة، الهجوم على إسرائيل، وسط تأكيد على مواصلة الرد على أي خرق إسرائيلي لقرار وقف إطلاق النار، في الوقت الذي نفت فيه الحكومة المقالة بغزة علمها بوجد إطلاق صواريخ من قطاع غزة إلى إسرائيل.

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة إن حكومته لم تسمع بإطلاق الصواريخ إلا من قبل الإعلام الإسرائيلي، مؤكدا أن الفصائل الفلسطينية المسلحة جميعها لا زالت ملتزمة بقرار وقف إطلاق النار الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية في 18 يناير / كانون ثاني الفائت.

وأكد النونو أن حكومته دعت كافة الفصائل الفلسطينية إلى احترام الإجماع الفلسطيني، موضحا انه تم نسب إعلان المسؤولية إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، لكن هذا البيان نفي على كافة مواقع حركة فتح الالكترونية.

وبين أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تسويق دعايات كاذبة وإيجاد مبررات لشن هجوم جديد على غزة مضيفا: "نحن نحترم قرارنا بوقف إطلاق النار ولكن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي عودنا بقراراته الواضحة لا مواعيد مقدسة لا قرارات مقدسة.. الاحتلال يريد ممارسة ضغط ميداني على حماس فيتذرع بمثل هذه الذرائع".

التهديدات الإسرائيلية لم تكن مجردا كلاما فقد نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الأحد سلسلة غارات استهدفت إحداها مقرا شرطيا، تابعا للحكومة المقالة وسط قطاع غزة، دون أن يبلغ عن إصابات فيما استهدفت ست غارات منطقة الشريط الحدودي جنوب قطاع غزة ما أدى إلى تدمير أربعة أنفاق في المنطقة وتضرر عدد كبير من المنازل هناك.

وواصل الطيران الحربي والمروحي ليل الأحد / الاثنين تحليقه على ارتفاعات منخفضة، مخلفا حالة من الذعر والخوف في صفوف المواطنين الذين باتوا يترقبون هجوما إسرائيليا وشيكا على القطاع.

كما نفذ الطيران الحربي هجوما آخر استهدف سيارة مدنية كانت تسير في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب القطاع ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين فلسطينيين بجراح خطيرة للغاية.

التطورات الميدانية حدت بالفصائل الفلسطينية رغم إعلانها قرار وقف إطلاق النار بالتأكيد على أنها سوف ترد على أي خرق إسرائيلي لهذا القرار.

وبينت الفصائل المسلحة في بيانات منفصلة "أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطينية، مؤكدة على أن لها الحق في الرد على ما تقوم به إسرائيل.

خضرة حمدان صحفية تعمل في وكالة معا الإخبارية بغزة تقول: "إن تنفيذ إسرائيل عملية جديدة في غزة يدخل في إطار الإجرام الدولي المنظم لدولة تدعي الديمقراطية، لكنها في كل لحظة، ومن خلال عدوانها المتكرر على الشعب الفلسطيني، تثبت أنها دولة فوق القانون ولا إمكانية للتعايش السلمي معها".

وتضيف: "لقد نزفت دماء الشعب كثيرا.. نريد أن نعيش كباقي شعوب الأرض.. أنا أم ولدي طفل يبلغ من العمر عامين.. أنا أم ولدي طفل يبلغ من العمر عامين.. أريد أن أراه يكبر أمامي بكل أمان لا أريد أن تتكرر المآسي التي رأيناها في الحرب السابقة وارى مئات الأطفال في عمر ابني وقد استهدفوا وهم في أحضان أمهاتهم.

وبين الفعل الإسرائيلي ورد الفعل الفلسطيني يبقى المواطن الفلسطيني في قطاع غزة رهن التلويحات الإسرائيلية بشن هجوم على القطاع وتخوفات بما يسفر عنه هذا الهجوم.

التعليقات