31/10/2010 - 11:02

الشعبية: الانقسام أكثر خطورة من الحصار

-

الشعبية: الانقسام أكثر خطورة من الحصار
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن «الانقسام الداخلي أكثر خطورة على القضيه الفلسطينية من الحصار".

وقالت الجبهة " أن "الحصار والعدوان الإسرائيلي متوقعان، ومن واجبنا أن نكون مستعدين لهما، أما الانقسام فهو وجه أكثر قبحا وضررا. فبسبب الحصار أولا، وانشغال سلطة حركة "حماس" بتفاصيل الصراع الداخلي والانقسام ونتائجه، فإنها بالكاد تستطيع تغطية النفقات الجارية الخاصة بسلطتها وبالتالي تهمل كل الجوانب الأخرى التي يدفع ثمنها المواطن الفقير والأعزل".

ووصف جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، النائب في المجلس التشريعي في تصريحات صحفية "الوضع في قطاع غزة بأنه الأسواء مما كان عليه عند بدء العدوان، ويزداد سوءا يوما بعد يوم.

وأوضح المجدلاوي "لا يوجد أي منفذ أو بارقة أمل لتخفيف وطأة الحصار. فالمنزل الذي يتهدم لا يمكن إصلاحه، والشارع الذي تحفر فيه حفرة لأي سبب من الأسباب لا يمكن صيانتها، والشباب الذين يتزوجون لا يمكنهم تأمين مسكن مستقل لهم، مئات الأصناف من الدواء غير متوفرة، مياه الشرب ملوثة، السماد الضروري للزراعة غير متوفر لان إسرائيل تزعم انه يمكن استخدامه في صناعة المتفجرات وبالتالي يضطر المزارعون للاستعاضة عن السماد الطبيعي بمواد يجمع ذوي الاختصاص أنها تحتوي على عناصر مسرطنة، كل يوم يأتي على أهالي غزة في ظل هذا الانقسام والحصار يكون أكثر قسوة من سابقه".

وفيما يتعلق بالانقسام الداخلي واثره علي الأوضاع في غزة، أكد أنه لا يقل وطأة عن الحصار, موضحاً القطاع اليوم يحكم من قبل سلطة تنفرد بها حماس، وهذا بذاته من شأنه أن يفاقم الأزمات السياسية كما الاقتصادية كما الاجتماعية, مشدداً علي أن تداعيات الانقسام تلقي بظلالها على سلوك حماس سواء في علاقتها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى أو بباقي العمل الوطني والإسلامي وبعلاقتها مع الجمهور بشكل عام, مع ملاحظة خصوصية الملاحقة والاعتداءات المتبادلة التي تشنها الحكومتان (رام الله ضد أبناء حماس وحكومة غزة ضد أبناء فتح على وجه الخصوص).

وبصدد المفاوضات والانقسام، وصف المجدلاوي 18 عاماً من المفاوضات بـالعقيمة والضارة، قبل الانقسام وبعده, وهي طريق كان محكوم عليها بالفشل من البداية، لأنها أبقت زمام المبادرة والتشرط في يد الإسرائيليين، الذين قادوا الأطراف الفلسطينية إلى صراع على السلطة قاد إلى هذا الانقسام الدموي، ووفر الغطاء للاستمرار في سياسة الاستيطان.

وقال المجدلاوي "نحن كجبهة شعبية نقول إنه آن الأوان لإدراك أن الحركتين (فتح وحماس) لا تستطيعان الخروج لا من المأزق الوطني ولا من مأزقهما الخاص، ونقول بوضوح خاص انه آن الأوان للتأكيد على أن البديل الوحدوي التقدمي الديموقراطي هو بديل الحركتين معا، ليس بديلا اقصائياً على غرار حماس، وليس بديلا يهيمن وينفرد بالقرار (سواء في السلطة أو في منظمة التحرير) على غرار فتح، ولكنه بديل وحدوي ينطلق من احترام خيار الشعب ومن مكاشفة الجماهير ومصارحتها بالحقيقة".

واعتبر أن الخطوة الأولى لذلك هي ما تدعو إليه الجبهة باستمرار من مراجعات شاملة للسياسات الفلسطينية على امتداد العقدين الماضيين على اقل تقدير، مستدركاً أن هذا لا يعني القفز عن استحقاق المصالحة الوطنية واستمرار السعي لها, داعياً الإخوة في حركة حماس إلى مغادرة نزعات التفرد، مذكراً بأن حماس رفضت الانخراط في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى أي أن نزعة التفرد كانت ظاهرة لديها قبل أن تحصل على الأغلبية في انتخابات 2006".

ومن جهته أكد جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أن حالة الانقسام لا تزال تخيم على المشهد الفلسطيني، منوهاً بان السبب الرئيس لهذا "الانقسام المدمر" هو انعدام النوايا الحسنة وعدم توفر الإرادة السياسية لدى طرفي الصراع الفلسطيني، "حركتي فتح وحماس"، الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد الشرخ الفلسطيني ويمد من عمر الأزمة التي تشهدها الساحة الداخلية الفلسطينية في الفترة الراهنة.

وتحدث مزهر في تصريح صحفي عن أثار هذا الانقسام, قائلاً:" إن تعطيل كل الجهود الرامية إلى إعادة اعمار قطاع غزة، على الرغم من وجود دول كثيرة أبدت استعدادها لتوفير المال الضروري من اجل إعادة الاعمار، إلا أن الانقسام لا زال يحول دون تحقيق هذا الهدف".

وفي شان منفصل أشار مزهر إلى أن إسرائيل مستمرة في سياستها العدوانية تجاه الفلسطينيين، مؤكداً على أنها لا تحتاج إلى ذرائع "لشن أي هجوم على الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية"، معتبراً العملية الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخراً في نابلس وغزة ليست إلا برهاناً على هذا الأمر

التعليقات