31/10/2010 - 11:02

"الضمير" في غزة تحذر من استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات..

-

حذرت مؤسسة الضمير في قطاع غزة وعدد من الخبراء في الصحة والبيئة في بيان عاجل اليوم، الثلاثاء، من استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات، وذلك لما له من أضرار صحية وبيئية على حياة الانسان تتمثل في خروج مواد مسرطنة ومواد غير معروفة. داعين المواطنين الى استخدام الكمامات للتغلب على هذه الظاهرة لحين ايجاد حلول لها.

وقال الدكتور يوسف أبو صفية الخبير في شؤون البيئة في تقرير لمؤسسة الضمير: "إن استخدام زيت الطعام كبديل لوقود السيارات ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة على المواطنين في قطاع غزة".

وأضاف أنه من المعروف علمياً يمنع استخدام زيت الطعام في القلي أكثر من مرتين متعاقبتين، بسبب أن كثرة استخدام الزيت وتسخينه مرة أخرى يؤدي إلى تكسر الزيت وينتج عن هذه العملية مواد مسرطنة، موضحا أن عملية تسخين الزيت لدرجة الغليان (350 درجة) ينتج عنها مركبات هيدروكربونية لذلك يمنع تناولها عن طريق الجهاز الهضمي، ولكن الذي يحدث الآن خلال الأزمة الحالية للوقود هو أننا ندخلها لجسم الإنسان بواسطة الجهاز التنفسي أي عن طريق استنشاق الغازات والمواد المنبعثة من المركبات، ومن الملاحظ أن أغلب بائعي الفلافل وحتى المواطنين أنفسهم يفضلون تركيب شفاط خاص للقلي في المطابخ العادية داخل المنازل والمحلات لعدم الإضرار بالجدران من التزييت الناجم عن استخدام زيت الطعام، والواقع أننا نعمل الآن على تزيت الرئتين في أجسام المواطنين الذين يستنشقون الغازات".

وأكد "أن تكسير زيت الطعام يسبب انبعاث مواد مسرطنة ومواد غير معروفة لدى أي من الجهات المختصة حيث أن احداً لم يستخدم زيت الطعام كوقود للسيارات من قبل بدون معالجة أو تكرير".

وأضاف "ان عملية الاحتراق غير الكاملة لزيت الطعام تؤدي إلى عدم احراق جزء كبير منه، لأن المركبة تعمل بدرجة حرارة تصل إلي حوالي 120 درجة، في حين أن عملية احتراق الزيت أو درجة غليان الزيت تحتاج لدرجة حرارة أكثر من 350 درجة، ويخرج الزيت على شكل غازات و دهون و يتم تكثفه، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الحويصلات الهوائية داخل الجهاز التنفسي للإنسان، و بعد تكسير الزيوت تتكثف على شكل بخار على الرئتين ما يسبب تقليل كفاءة عمل الرئتين وتضعف من قدرتها على سحب الأكسجين، ما يعني نقص الأكسجين اللازم لعميلة التنفس، حيث أن نصف الزيت يتحول لبخار و يعود ليتكثف مرة أخرى في الجهاز التنفسي".

وأشار إلى أن الأثر الآني الضار بصحة الإنسان يقع بشكل مباشر على الأشخاص الذين يعانون من الربو والحساسية ومشاكل الرئة وأصحاب الوزن الثقيل والسيدات الحوامل، إذ أن أجسامهن بحاجة لكميات كبيرة من الأكسجين وعملية استنشاق الغازات و المواد المنبعثة من المركبات تؤدي إلى ضعف قدرة الرئتين على سحب الأكسجين، كما أن جزءا كبيرا من الحويصلات الهوائية في الجهاز التنفسي تتأثر سلباً عند استنشاق الإنسان هذه الغازات المسرطنة، والخطر يكون أكبر في حال تعرض الإنسان لفترة طويلة (سنوات) لهذه الغازات ومن الممكن أن يصاب الإنسان بسرطان الرئة على المدى الطويل.

وقال"لمواجهة الأزمة الحالية يجب على كل مواطن أن يرتدي كمامة خاصة لتمنع الأذى الصحي الناجم عن استنشاق الغازات المنبعثة من المركبات في الطرقات وخاصة مرضى الربو والمشاكل التنفسية، كما أن على المواطنين أن يغلقوا النوافذ لعدم نقل هذه الزيوت والغازات للمنازل والبيوت".

وقال د. وليد عبد السلام داوود رئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى الشفاء: "ان استخدام هذا الزيت يودي إلى تكوين غازات ضارة بالإنسان حكمها حكم المواد الهيدروكربونية،التي إذا استنشقها الإنسان فسوف يتعرض إلى عدة مشاكل صحية منها تهيج والتهابات الشعب الهوائية.

وأضاف أن الضرر الصحي يكون اكبر بالنسبة لمرضى الربو حيث أن مريض الربو عندما يستنشق هذه الغازات تحدث له نوبات حادة قد تضطره إلى دخول المستشفى أو العناية المركزة، وقد سجلت عدة حالات في مستشفى الشفاء من مرضى الربو الحاد المزمن ناجمة عن استنشاق هذه الغازات.

ومن ناحية أخرى تعتبر هذه الغازات موادا قد تسبب مرض السرطان،حيث أنها تنتج عن احتراق زيت الطعام وهو مادة هيدروكربونية، ولكن هذا الاستنتاج يحتاج إلى تحاليل وإثباتات علمية في هذا الخصوص".

ومن جهة أخرى قالت جهات متخصصة في الكيمياء "إنه وعدا عن الاستنتاجات العلمية المبدئية فإن الأثر السلبي لاستخدام زيت الطعام كبديل للوقود بحاجة إلى فترة زمنية تصل إلى أكثر من ستة أشهر حتى يتم اكتشاف الأضرار الصحية والأمراض الحقيقة التي من الممكن أن يعاني منها المواطنون، على غرار ما حدث خلال الانتفاضة الأولى لدى استخدام المواطنين إطارات السيارات وحرقها بشكل متواصل، وبعد فترة زمنية وصلت لحوالي سنتين بدأت جهات الاختصاص في اكتشاف الأمراض والآثار السلبية الناجمة عن استنشاق الأدخنة المتصاعدة من الإطارات المحروقة مثل السرطان.

وأوضحت أن استخدام زيت الطعام في محرك المركبة يؤدي لتكسيره و انبعاث رائحة تحتوي على معدلات عالية من الزنخ، إضافة لتصاعد مواد كيمائية جديدة و غير معروفة قد تكون ضارة بالصحة مثل الألدهايد و الكيونات و البيروكسيدات، وعند إضافة زيت طعام مستخدم إلى محرك السيارة تتكون مواد مسرطنة منها الأكديلاميد التي اثبت العلم الحديث أنها مادة ضارة بالصحة العامة، وبعض هذه المواد المنبعثة تجعل الشعيرات الدموية في الجهاز التنفسي غير مرنة و تؤدي إلى أعراض مثل النهجة نتيجة لتجمع الزيوت والأبخرة المتكثفة داخل الرئتين التي تعمل على تعطيل قدرة الجهاز التنفسي على العمل بطريقة طبيعية".

كما ودعت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان الحكومة المقالة للقيام بدورها ومنع استخدامه في السيارات لما يسببه ذلك من انتهاك واضح لحقوق الانسان المتمثلة بالعيش في بيئة صحية ونظيفة.

التعليقات