31/10/2010 - 11:02

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يتخوفون من الغاء حقهم بالعودة

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يتخوفون من الغاء حقهم بالعودة
بيروت - من مريم قرعوني

في زقاق ضيق في مخيم شاتيلا للاجئين يجلس ابو محمد امام باب منزله لالتقاط نسمة قد تمر بين البيوت المتراصة التي تبدو كانها ملتصقة.

اربعين عاما وابو محمد يعيش في المنزل الذي لم يتغير فيه اي شيء كما يقول اللهم الا خلوه من اولاده الاربعة الذين هاجر احدهم فيما تزوج الباقون ليبقى بعد وفاة زوجته وحيدا لا يحلم سوى بالعودة الى اريحا مسقط رأسه.

قال ابو محمد "هذا الحلم هو الذي ابقاني على قيد الحياة وهو الذي ابعد عني الموت مرات عدة وشجعني على الزواج وانجاب اولاد كي تعيش فلسطين في قلوبهم."

الا ان حلمه اليوم يبدو مهددا في ظل "خطط السلام" التي تتوالى على المنطقة . فمنذ ان سمع ابو محمد عن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتشرون في لبنان وسوريا والاردن ومصر وغيرها ويده على قلبه.

قال" لا يهمني شارون او غيره هم دائما هكذا ولطالما رفضوا عودتنا لكن هذه المرة اشعر ان الوضع مختلف.. اشعر ان الضغوط كبيرة وان الشباب (المسؤولين الفلسطينيين) تعبوا وربما يسلمون لهم."

وكان شارون حصل على موافقة حكومته يوم الاحد الماضي على خطة سلام تعرف بخارطة الطريق وارفق القرار برفض اي حق للاجئين الفلسطينيين في العودة باغلبية 16 صوتا مقابل صوت واحد.

وبحسب تقارير وكالة الامم المتحدة للاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (اونروا) فانه عدد اللاجئين المسجلين لديها في لبنان وسوريا والاردن يتجاوز المليوني لاجيء.

ولا تتضمن خارطة الطريق اشارة محددة الى حق العودة للفلسطينيين لكن تدعو بدلا من ذلك الى "حل واقعي وعادل لمسالة اللاجئين" في المرحلة النهائية من المقترحات.

وقال ابو محمد"اليوم عندما اسمع هذا يخفق قلبي واشعر اني ساموت ولن يكون بامكان اولادي او احفادي اعادة رفاتي الى اريحا."

وتتخوف جميلة (56 عاما)من ان تقوم حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بالتنازل عن حق العودة تحت الضغوطات الامريكية والاسرائيلية.

قالت "يعني بكل صراحة الذي صار من 55 عاما والى الان لا يطمئن.. خدعنا مرات عدة بل خدعنا في كل المرات.. نحن قدمنا دم وقاتلنا بكل شهداء لكن على ماذا حصلنا.. حصلنا على غرفة صغيرة في احد المخيمات حيث ينبت المرض من بين الشقوق.. هل هذا معقول."

وفقدت جميلة اثنين من اولادها في احدى المعارك في جنوب لبنان بين منظمة التحرير والاسرائيليين ثم قتل ولدها الاصغر واحدى بناتها في مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا قبل عشرين عاما عندما قامت مجموعات لبنانية مسيحية بمحاصرة المخيمين وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المدنيين تحت نظر الجيش الاسرائيلي الذي اجتاح بيروت عام 1982.

وقالت "والان يتكلمون.. عن ماذا يتكلمون.. عن اسقاط حق العودة .. ليش نحن واهلنا قبلنا واولادنا واحفادنا ماذا لدينا غير هذا.. وعدت كل اولادي الشهداء اني عندما ارجع لفلسطين سارجعهم معي."

الا ان فادي ( 23عاما) متاكد انه سيعود الى فلسطين. يقول "ان حرموني من العودة كفلسطيني سالجا الى دولة غربية واحصل على الجنسية ثم اعود الى فلسطين.. تماما كما يفعل الاسرائيليون حيث يزورون دولا عربية بجوازات سفر امريكية وبريطانية وكندية وغيرها."

لا يعرف نبيل (26 عاما) فلسطين لكنه يقول انه لا يتخيل لنفسه وطنا غيرها. وقال"لا اعرف ان كنا سنعود ام لا او ان كانت الحكومة الفلسطينية ستتخلى عنا لكن ما اعرفه اني فلسطيني وسابقى فلسطيني سواء بحق عودة ام لا .. لن ياخذو هذا مني."


(رويترز)

التعليقات